أطلق الإعلامي الإسباني جوردي مارتي تصريحًا مدويًا عقب الفوز العسير الذي حققه برشلونة على ضيفه جيرونا (2-1) في الدوري الإسباني، مطالباً إدارة النادي الكتالوني بفعل المستحيل لاستعادة نجم دفاعه السابق، إينيغو مارتينيز، الذي يلعب حاليًا في صفوف النصر السعودي.
تصريحات مارتي، التي جاءت بعد معاناة برشلونة الدفاعية الواضحة والتي كادت تكلفه نقاط المباراة لولا هدف البديل رونالد أراوخو القاتل في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، عكست حالة من الحنين والندم في الأوساط الكتالونية.
وقال مارتي بوضوح: "سأدفع 20 مليون يورو لإعادة إينيغو مارتينيز"، هذا التمني يأتي في وقت يتألق فيه مارتينيز بقميص "العالمي"، مساهماً في صدارة فريق كريستيانو رونالدو لجدول ترتيب الدوري السعودي، بعد أن تخلى عنه برشلونة مطلع هذا الصيف.
لكن صرخة مارتي، رغم صدقها، تبدو أقرب إلى حلم بعيد المنال، عودة مارتينيز إلى معقل الفريق الكتالوني ليست مجرد صفقة انتقال، بل هي تصطدم بواقع فني وتكتيكي ونفسي يجعل من هذه "السرقة" التي تمت على يد "رجال رونالدو"، في إشارة إلى الإدارة الرياضية البرتغالية في النصر، عملية لا رجعة فيها.
جحيم مصيدة تسلل فليك
أولى العقبات وأكثرها تعقيدًا هي فلسفة المدرب هانزي فليك، يعتمد المدرب الألماني على أسلوب الضغط العالي المتطرف، مع خط دفاع متقدم يقف عند دائرة منتصف الملعب. هذا النظام يضع المدافعين في اختبارات سرعة وقوة بدنية هائلة، ويجبرهم على تغطية مساحات شاسعة خلف ظهورهم.
هذا التكتيك، الذي يتطلب انسجاماً كاملاً ومخاطرة محسوبة، كان بمثابة كابوس لمارتينيز الذي يفضل اللعب ضمن كتلة دفاعية أكثر تراجعاً، في المقابل، وجد ضالته في النصر؛ فالفريق السعودي لا يطبق نفس الضغط العالي، والمساحة التي يضطر لتغطيتها أقل بكثير، مما يسمح له باستخدام ذكائه في التوقع وقطع الكرات بدلاً من الاعتماد على سرعته الخالصة.
ضغوط أقل.. وأريحية أكبر
العامل الثاني هو حجم الضغوط الهائل، اللعب لبرشلونة يعني العيش تحت مجهر إعلامي وجماهيري لا يرحم. كل هفوة تتحول إلى أزمة، وكل تمريرة خاطئة هي مادة للتحليل والانتقاد لأيام، في النصر، ورغم جماهيرية النادي الكبيرة، يظل الضغط أقل نسبيًا. التركيز الإعلامي العالمي غالبًا ما يكون موجهًا نحو النجم الأبرز كريستيانو رونالدو، مما يمنح لاعبين مثل مارتينيز مساحة للتنفس والأداء بأريحية أكبر بعيدًا عن ضغوط الصحافة الكتالونية اليومية.
وهج رونالدو والمشروع البرتغالي
أخيرًا، هناك عامل لا يمكن إغفاله، فرصة اللعب بجوار أسطورة بحجم كريستيانو رونالدو، هذه التجربة، التي يصفها الكثيرون بالملهمة، تمنح اللاعبين دافعًا إضافيًا وتجربة لا تُقدر بثمن، وهو أمر لا يمتلكه برشلونة حاليًا في ظل مرحلة إعادة البناء.
قد يدفع جوردي مارتي 20 مليوناً، وقد تحلم جماهير برشلونة بعودة الصلابة الدفاعية، لكن الواقع يقول إن مارتينيز وجد "بيته" الجديد في الرياض، لقد هرب من جحيم فليك التكتيكي وضغوط معقله السابق ليجد الأمان بجوار رونالدو ورجاله. قطار العودة غادر المحطة، ويبدو أنه حلم لن يتحقق.