لم يكن الألماني هانسي فليك، مدرب برشلونة، سعيدًا بأداء فريقه أمام ريال مايوركا في الجولة الافتتاحية من الدوري الإسباني، يوم السبت الماضي، وهو ما أثار ردود أفعال متسارعة في أوساط الصحف الكتالونية، التي اعتبرت أن فليك يريد إظهار صرامته تجاه لاعبيه منذ البداية تفاديًا للصدمات.
وسلط تحليل إخباري نشرته صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية الضوء على الاستنتاجات التي خرج بها هانسي فليك من مباراة مايوركا (3 ـ 0)، مشيرًا إلى أن المدرب طالب لاعبيه بالمزيد رغم الفوز في مايوركا، وأن هناك خريطة طريق واضحة للموسم الحالي سيعتمدها فليك للحفاظ على اللقب.
وتدفع بعض الأسباب الرئيسية هانسي فليك إلى مراجعة عدة خيارات في الفريق، إذ يسعى الجهاز الفني إلى تحقيق وتيرة لعب قوية منذ بداية الموسم سعياً للتقدم في جدول الترتيب على ريال مدريد وأتلتيكو مدريد بشكل مبكر.
أحد الأسباب الكبرى هي عدم استغلال النقص العددي الواضح في صفوف مايوركا الذي لعب أكثر من نصف المباراة بثمانية لاعبين وحارس مرمى.
أما السبب الثاني فهو حالة التراخي في فترة ما من المباراة، فقبل تسجيل يامال الهدف الثالث قدم لاعبو برشلونة أداء متواضعا، في حين يرى فليك أن فريقه يحتاج فضلا عن معالجة تلك النقائص إلى مزيد من التركيز في الدفاع.
وفاز برشلونة بنتيجة 3-0 في مايوركا في المباراة الافتتاحية لموسم 2025-2026، لكن مدربه، هانسي فليك، لم يكن راضيًا.
وفي الواقع، استغل المدرب الألماني المؤتمر الصحفي لتوجيه رسالة واضحة إلى فريقه: "لا يُجدي نفعًا إلا تقديم أداء بنسبة 100%"، فمع غياب لاعبي الفريق المنافس في الشوط الأول بسبب البطاقة الحمراء، شعر فليك أن فريقه يبذل جهده بنسبة 50% في أقصى الحالات.
وأدرك الألماني أن ذلك سيكون كافيًا لحصد النقاط الثلاث الأولى، ولكنه قد لا يذهب بعيدًا بالفريق في سعيه للاحتفاظ باللقب. وأكد: "لم أكن معجبًا بالمباراة"، وهذه الرسالة بدت واضحة وهي أنه سيغير عدة أشياء لضمان أداء أفضل.
وتمثل خريطة الطريق الأولية لفليك وطاقمه في أن يفرض فريقهم وتيرة عالية جدًا منذ بداية الدوري الإسباني لكسب الأسبقية على المنافسين الذين أنفقوا الكثير على التعزيزات مثل ريال مدريد وأتلتيكو مدريد اللذين يقتربان من 400 مليون يورو من الاستثمار لتعزيز فريقيهما.
ويركز برشلونة على لعبه لتحقيق هدفه المتمثل في بذل قصارى جهده دائمًا، كما أكد فليك في مايوركا أن لاعبيه مطالبون بفهم رسالة مدربهم في مباراتيهم القادمتين خارج أرضهم ضد ليفانتي ورايو فاليكانو، قبل مباراتهم الافتتاحية على أرضهم - وهو أمر لم يتضح بعد - ضد فالنسيا.
وفي الموسم الماضي، الذي كان الأول له مع برشلونة، حقق فليك بداية مذهلة في الدوري الإسباني، مما أعطى مصداقية للمشروع الناشئ، إذ فاز بـ11 من أول 12 مباراة في الدوري الإسباني، قبل أن يسقط في "نزيف نوفمبر" عندما جمع 5 نقاط فقط من أصل 21، وهو الحصاد الذي هدد في بعض الأحيان مسار اللقب، قبل الصعود على منصة التتويج في نهاية المطاف.