ثمانية قادة أوروبيين: الدفاع عن خاصرة أوروبا الشرقية مع روسيا أولوية قصوى
في ليلة لندنية باردة، وداخل أروقة مطعم إيطالي ناءٍ بعيدًا عن صخب مدينة ليفربول وعدسات "الباباراتزي"، عُقد واحد من أهم الاجتماعات التي قد ترسم ملامح نهاية حقبة ذهبية في "الآنفيلد".
لم يكن اللقاء مجرد عشاء ودي بين زملاء سابقين، بل كان أشبه بـ"جلسة كشف حساب" ومصارحة عميقة بين الملك المصري محمد صلاح، الذي يعيش أحلك أيامه إدارياً مع المدرب آرني سلوت، و"القائد" جوردان هندرسون، الذي خاض مغامرة الرحيل عن ليفربول، والاحتراف في المملكة العربية السعودية، ثم العودة مجدداً إلى أوروبا.
تحت غطاء السرية التامة وفي محاولة لفهم ما الذي دار وضعنا لكم 5 أسئلة تخيلية قد يكون صلاح قد وجهها لقائد ليفربول السابق، وتمثل إجاباتها "البوصلة" التي ستحدد وجهة الفرعون المصري القادمة، سواء في انتقالات يناير أو الصيف المقبل.
1. الهاجس العائلي: "كيف هي الحياة والمعيشة هناك للعائلة؟"
كان هذا هو السؤال المفتاح، والأكثر إلحاحاً لصلاح كأب وزوج قبل أن يكون لاعب كرة قدم، صلاح لا يبحث عن المال فحسب، بل عن "نمط حياة"، سؤاله لهندرسون كان مباشراً ودقيقاً حول الجانب الاجتماعي: هل ستتمكن ابنتيّ (مكة وكيان) من التأقلم بسهولة مع النقلة الثقافية؟ وهل سأجد هناك مساحة الخصوصية والهدوء أنفسهما اللذين بنيتها لأسرتي في إنجلترا على مدار سنوات؟
كان صلاح بحاجة لسماع الحقيقة المجردة من هندرسون الذي عاش التجربة مع أسرته في الدمام؛ ليدرك ما إذا كان قراره سيؤثر على استقرار عائلته التي اعتادت رفاهية وهدوء الريف الإنجليزي.
2. التحدي الفني: "مستوى المنافسة في الدوري.. هل هو قوي حقاً؟"
لا يزال صلاح متعطشاً للمجد الكروي، ويرى في نفسه القدرة على العطاء في أعلى المستويات لسنوات قادمة. لذا، كان سؤاله الثاني يتعلق بالجانب الرياضي البحت: هل الدوري هناك تنافسي بجدية أم أنه مجرد استعراض للنجوم؟ هل سأشعر بالحماسة، الضغط، والأدرينالين التي تمنحها لي ليالي البريميرليغ الصاخبة؟
يخشى صلاح فكرة "الاعتزال الذهني المبكر"، وكان ينتظر من هندرسون تقييماً فنياً صادقاً للفوارق بين إيقاع اللعب في إنجلترا ونظيره في دوري روشن، ومدى تطور المسابقة بوجود أسماء عالمية.
3. المحيط الجماهيري: "بين الحب والقسوة.. كيف يتعامل الإعلام والجمهور؟"
بعد المعاملة التي رآها صلاح مؤخراً من الصحافة الإنجليزية، وتلميحات البعض بانتهاء صلاحيته، كان يبحث عن الملاذ البديل. سؤاله تمحور حول: هل الضغط الجماهيري هناك أكثر رحمة؟ أم أن الجماهير قد تقسو أيضاً إذا تراجعت النتائج؟
صلاح معتاد على أن يكون "المعبود الأول"، ولكنه يدرك أن الجمهور السعودي شغوف وعاطفي للغاية. هو يبحث عن التقدير الذي بات يفتقده في ليفربول، ويريد التأكد من أن البيئة الجديدة ستكون حاضنة له وليست طاردة عند أول تعثر.
4. سؤال المصير: "هل كان قرار الرحيل عن أوروبا صائباً أم ندمت؟"
هنا تراجع هندرسون إلى الوراء ليفكر ملياً، فتجربته كانت معقدة (رحيل عن ليفربول، فترة قصيرة في الاتفاق، ثم عودة لأياكس وبرينتفورد)، صلاح سأله بوضوح جارح: لو عاد بك الزمن، هل كنت سترحل أيضاً؟ أم كنت ستقاتل للبقاء في أوروبا حتى النفس الأخير؟
إجابة هذا السؤال هي التي ستحدد ما إذا كان صلاح سيقبل العروض السعودية الفلكية الآن، أم سيتمسك بالبقاء في القارة العجوز حتى لو اضطر لتقديم تنازلات. تجربة هندرسون تمثل "السيناريو الحي" الذي يخشى صلاح تكراره.
5. أزمة التصريحات: "ما مدى خطئي في التصريح للإعلام؟"
في الختام، لجأ صلاح لحكمة "القائد"، سأل صلاح هندرسون بصراحة متناهية حول تصريحه الأخير المثير للجدل: هل أخطأت حين قلت علناً أن النادي "رماني تحت الحافلة"؟ هل كنت متسرعاً؟
كان صلاح يبحث عن "مرآة" ترى الحقيقة بعيداً عن المحيطين، وهندرسون، بخبرته في قيادة غرفة ملابس الريدز، هو الأقدر على تقييم ما إذا كان هذا التصريح قد أحرق سفن العودة مع الإدارة، أم أنه كان ورقة ضغط مشروعة لأسطورة يشعر بالتجاهل.
لم يكن هذا اللقاء مجرد وجبة عشاء عابرة، بل كان اجتماعاً لرسم خارطة طريق، الإجابات التي تلقاها صلاح من هندرسون والتي شكلت حالة "الهدوء ما قبل العاصفة" الحالية، وهي التي سيبني عليها قراره النهائي الذي يترقبه العالم أجمع.