"إيفان توني إحدى الركائز الأساسية في تشكيل الفريق".. كانت هذه كلمات المدرب الألماني ماتياس يايسله، المدير الفني للأهلي السعودي، ردًّا على عاصفة الشائعات التي اندلعت مؤخرًا.
مع اقتراب نافذة الانتقالات الشتوية في يناير، تتحدث الصحافة الإنجليزية بقوة عن رغبة المهاجم في العودة إلى البريميرليغ ليضمن مكانه في قائمة منتخب بلاده لكأس العالم 2026.
هذا القلق لم يأتِ من فراغ، بل تحول إلى رعب حقيقي داخل أروقة "الراقي"، بالنسبة ليايسله، توني ليس مجرد مهاجم، بل هو حجر الزاوية في مشروعه. ورغم أن بيعه قد يدر الملايين، فإن هناك 3 أسباب تجعل رحيله كابوسًا فنيًّا وإداريًّا لا يمكن تعويضه بسهولة.
1. الماكينة التهديفية التي لا ترحم
منذ وطأت قدماه جدة في صيف 2024، تحول إيفان توني إلى الرجل الأول في هجوم الأهلي، الأرقام لا تكذب، فهو يتصدر قائمة هدافي الفريق هذا الموسم (سجل 9 أهداف وصنع هدفين في 13 مباراة)، ويملك معدلًا إجماليًّا مرعبًا (يقترب من 40 هدفًا في أقل من 60 مباراة منذ انضمامه).
العلاقة الخاصة بينه وبين يايسله مبنية على هذه الفعالية. المدرب الألماني بنى خطته الهجومية بالكامل حول توني كرأس حربة صريح، وهو يمثل الضمانة الأولى لترجمة سيطرة الفريق إلى أهداف.
رحيله في منتصف الموسم يعني انهيار المنظومة الهجومية بأكملها، وإجبار يايسله على تغيير إستراتيجيته بالكامل، وهو أمر شبه مستحيل في خضم المنافسة على الدوري والبطولات الآسيوية.
2. خطر دائم.. ورجل المواجهات الكبرى
السبب الثاني الذي يرعب يايسله هو أن قيمة توني لا تقتصر على كم الأهداف، بل على كيف ومتى يسجلها، توني هو رجل اللحظات الحاسمة بامتياز، وهو ما يجعله خطرًا دائمًا حتى لو كان الفريق بأكمله في حالة فنية غير جيدة.
أثبتت المباريات الكبرى ذلك؛ فالمهاجم الإنجليزي هو متخصص في شباك الكبار، حيث سجل 8 أهداف في مواجهات القمة ضد الهلال والنصر والاتحاد، لا ينسى جمهور الأهلي "الهاتريك" التاريخي في شباك الهلال (في الفوز 3-2)، هذه القدرة على الظهور في الأوقات الصعبة وتسجيل هدف يفرق هي عملة نادرة، وتعطي المدرب ثقة بأن لديه حلًا فوريًّا قادرًا على تغيير نتيجة أي مباراة في لحظة.
3. خسارة مالية.. وضربة للمشروع
هنا يكمن الرعب الإداري. دفع الأهلي مبلغًا ضخمًا (يقدر بـ 42 مليون يورو) للتعاقد معه، ورغم أنه ثاني أعلى قيمة سوقية (في وجود أسماء مثل إنزو ميلوت ورياض محرز)، إلا أنه يمثل أحد أضخم الأصول الاستثمارية في النادي.
رحيله بعد 18 شهرًا فقط يعني أن النادي لن يتمكن على الأرجح من استرداد هذا المبلغ، وسيسجل خسارة مالية في صفقة كان من المفترض أن تكون إستراتيجية. لكن الأخطر من المال هو صورة المشروع. يقاتل يايسله لبناء فريق مستقر ينافس على المدى الطويل، ورحيل نجمه الأول بهذه السرعة يحول الأهلي إلى محطة عبور مؤقتة للنجوم، وليس مشروعًا جاذبًا. إنها ضربة لسلطة المدرب ومصداقية النادي بأكمله في سوق الانتقالات.