لطالما اعتُبر الأهلي المصري، النادي الأكثر تتويجًا بالألقاب في تاريخ الكرة المصرية، وجهة الأحلام للاعبين، حتى أصبح وصف "جنة الأهلي" يتردد على ألسنة نجوم كُثر غادروا أسواره مفضلين البقاء لو أتيح لهم.
ومع ذلك، اختار بعض اللاعبين، رغم الإغراءات والشهرة والنظام الصارم، أن يبتعدوا عن هذه الجنة باحثين عن تحديات جديدة.
آخر هؤلاء كان الدولي الفلسطيني وسام أبو علي، مهاجم الفريق الأحمر الذي فضل خوض تجربة جديدة في الولايات المتحدة، ليسير بذلك على خطى أربعة نجوم آخرين رفضوا الاستمرار تحت راية الأهلي.
وبالرغم من السمعة الذهبية للأهلي وهو "النادي الحلم" لأغلب لاعبي مصر والعالم العربي، يبقى خيار بعض النجوم بالرحيل عنه علامة فارقة.
وهناك 5 لاعبين، بينهم نجم الزمالك الحالي، رفضوا "جنة الأهلي" بقرارات جريئة رافضة للثبات.
أحدث الراحلين عن الأهلي هو النجم الفلسطيني وسام أبو علي، الذي تصدر المشهد بعد انتقاله رسميًا إلى نادي كولومبوس كرو الأمريكي.
ورغم النجاح الذي حققه مع القلعة الحمراء، حيث سجل 19 هدفًا في 34 مباراة في الموسم الأخير، أصر اللاعب على الانتقال للدوري الأمريكي بالرغم من رفض الأهلي لعروض سابقة لعدم اقتناع النادي بالمقابل المادي.
واشتعلت الأزمة مع استبعاده من معسكر الفريق لتخلفه عن التدريبات والفحوصات، ليتدخل الاتحاد الفلسطيني متضامنًا مع رغبة اللاعب في الاحتراف قبل أن يحذف بيانه.
انتهى المطاف ببيع اللاعب مقابل حوالي 7.5 مليون دولار مع مليون دولار كحوافز مستقبلية واحتفاظ الأهلي بنسبة من إعادة البيع.
من أبناء الأهلي الذين صنعوا اسمه في الدفاع، رامي ربيعة، الذي فضّل الرحيل عقب انتهاء عقده صوب العين الإماراتي.
وتوقفت مفاوضات التجديد مع الأهلي بعد الخلاف حول الراتب السنوي؛ حيث عرض النادي 20 مليون جنيه بينما أصر اللاعب على 35 مليون، وهو ما اعتبرته الإدارة مغالاة غير مبررة رغم حاجة الفريق لخدماته.
النادي رحب بخروج اللاعب دون ضغوط، وأكمل ربيعة انتقاله إلى العين لدعم صفوف الأخير قبل كأس العالم للأندية.
رفض أكرم توفيق كافة عروض الأهلي لتجديد العقد، بعدما تلقى عرضاً مغرياً من الشمال القطري بلغ مليون دولار سنويًا تقريبًا، وهو ما يفوق كثيرًا ما عرضه الأهلي (15-18 مليون جنيه سنويًا).
أكرم تشبث بمغادرة الأهلي للعب في قطر، حيث تقيم عائلته هناك، رغم محاولات الأهلي الدفع بمرونة أكبر في المفاوضات؛ فكان موقفه حاسمًا برفض التجديد ورغبته في الرحيل بحثاً عن ظروف أفضل داخل وخارج الملعب.
رمضان صبحي، أحد أبناء قطاع الناشئين والمتوّج مع الأهلي بألقاب عديدة، أصبح أيقونة الراحلين بعدما قرر بشكل مفاجئ الانتقال إلى صفوف بيراميدز، منافس الأهلي المباشر، قادمًا من هيدرسفيلد الإنجليزي.
صبحي رفض الاستمرار رغم وصول الأهلي لصيغة تفاهم مع ناديه الإنجليزي، وفضل بداية مسار جديد مع بيراميدز وسط جدل جماهيري كبير، حيث رأى صبحي في العرض المالي والرياضي الجديد ما يتناسب مع طموحاته.
رغم بروزه في قطاع ناشئي الأهلي وصعوده للفريق الأول، واجه أحمد حمدي صعوبات عديدة ولم يحظَ بفرصة حقيقية للعب أساسياً في عهد عدة مدربين، ليقرر الرحيل خارج أسوار القلعة الحمراء وخوض تجربة احترافية في الدوري الأمريكي.
وعاد حمدي لاحقًا للزمالك، مع تكرار مشكلات العقد والإصابات والصدام مع الإدارة حول الأمور العلاجية والمستحقات.
