logo
رياضة

"نقطة سوداء".. هل كان أبو تريكة محقا في انتقاده لآرني سلوت؟

"نقطة سوداء".. هل كان أبو تريكة محقا في انتقاده لآرني سلوت؟
آرني سلوتالمصدر: رويترز
17 مارس 2025، 8:35 ص

تجرع ليفربول هزيمة مريرة في نهائي كأس الرابطة أمام نيوكاسل يونايتد، حيث انتهت المباراة بفوز الأخير بهدفين مقابل هدف واحد. 

لم تكن الخسارة مجرد إحباط للجماهير، بل أعادت إلى الأذهان الانتقادات اللاذعة التي وجهها نجم الكرة المصرية السابق، محمد أبو تريكة، للمدير الفني الحالي للريدز، آرني سلوت، على مدار الموسم، فهل كان محقًا في رؤيته التي سبقت الكثيرين؟

 

 

هجوم أبو تريكة المبكر على سلوت: نظرة استباقية؟

لم يتوان أبو تريكة منذ بداية الموسم في إبداء تحفظه الشديد على تولي سلوت قيادة ليفربول خلفًا ليورغن كلوب، وفي تصريحات تلفزيونية سابقة، أكد أبو تريكة أن سلوت "استلم فريقًا جاهزًا من كلوب، وليس فريقًا متواضعًا يحتاج إلى بناء من الصفر".

وأضاف أن "جدول مباريات ليفربول في بداية الموسم ساعده بشكل كبير في تحقيق نتائج إيجابية". 

ولم يكتفِ بذلك، بل ذهب إلى أبعد من ذلك في تحليل مثير للجدل، حيث صرح في أحد الفيديوهات بأن "فضل صدارة ليفربول يعود إلى تألق محمد صلاح وليس إلى عبقرية آرني سلوت". 

كما أشار إلى أن "هناك دولًا تفوز فيها بعض الأندية بالدوري بسبب تراجع مستوى المنافسين وليس لقوتها الذاتية" في إسقاط على ليفربول وحالة مانشستر سيتي.

وفي سياق آخر، وصف تفوق سلوت على غوارديولا بـ"النقطة السوداء في تاريخ بيب"، محملاً المدرب الإسباني مسؤولية تراجع مستوى فريقه.

اللافت في الأمر أن أبو تريكة كان من أوائل المنتقدين لسلوت، حتى قبل أن يتعادل الفريق في أي مباراة، ما أثار تساؤلات حول دوافعه ومعاييره في الحكم على المدرب الهولندي.

أخبار ذات علاقة

محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي ياسر الرميان

من هو السعودي الذي قاد نيوكاسل لضرب ليفربول وصعود منصة التتويج؟

 

معطيات على أرض الواقع: هل تدعم انتقادات أبو تريكة؟

بالنظر إلى مسيرة ليفربول تحت قيادة سلوت هذا الموسم، نجد أن هناك بالفعل بعض المؤشرات التي قد تدعم وجهة نظر أبو تريكة. 

ففي الدوري الإنجليزي صحيح أن ليفربول يتصدر جدول الترتيب، لكن لا يمكن إغفال حقيقة أن المنافسة هذا الموسم لم تكن في أوجها، حيث عانى كل من آرسنال ومانشستر سيتي من تذبذب في المستوى، بينما لم يقدم نوتنغهام أداءً يضعه في خانة المنافسين الحقيقيين على اللقب. 

أما على الصعيد الأوروبي، فقد ودع ليفربول دوري أبطال أوروبا بطريقة مؤلمة على يد باريس سان جيرمان، الذي صعد بصعوبة من الملحق، رغم أن الفريق الأحمر قدم أداءً قويًا في دوري المجموعة.

وفي البطولات المحلية الأخرى، خرج ليفربول مبكرًا من كأس الاتحاد الإنجليزي على يد فريق من الدرجة الثانية، وهو ما يثير علامات استفهام حول تعامل سلوت مع هذه المسابقات، وأخيرًا، جاءت خسارة نهائي كأس الرابطة أمام نيوكاسل لتزيد الطين بلة وتؤكد وجود خلل ما في أداء الفريق في المباريات الحاسمة.

 

 

قرارات سلوت الفنية: علامات استفهام وتأثير في الأداء

علاوة على ذلك، يرى البعض أن سلوت يتخذ بعض القرارات الفنية الغريبة التي تؤثر سلبًا فيء أداء الفريق، ففي الآونة الأخيرة، بدا الفريق متحفظًا دفاعيًّا بشكل غير مبرر، وهو ما يتعارض مع فلسفة ليفربول الهجومية المعروفة. 

كما أن استمرار بعض اللاعبين في التشكيلة الأساسية رغم تراجع مستواهم، مثل جوتا، يثير استغراب الجماهير والمحللين، وفي المقابل، يبدو أن بعض اللاعبين الذين يقدمون أداءً جيدًا، مثل هارفي إليوت وفيديريكو كييزا (صاحبي هدف ليفربول الوحيد في النهائي)، لا يحظون بالثقة الكاملة من المدرب. 

يذكر أن ليفربول في نهائي كأس الرابطة، وحتى الدقيقة الستين من عمر المباراة، لم يسدد أي كرة على المرمى، وهو ما يعكس ربما تخبطًا تكتيكيًّا واضحًا في إدارة المباراة.

 

 

تقييم انتقادات أبو تريكة في ميزان النتائج

ختامًا، يمكن القول إن انتقادات محمد أبو تريكة لآرني سلوت تحمل في طياتها بعض المنطقية، خاصة في ظل النتائج الأخيرة والأداء المتذبذب للفريق في بعض المباريات المهمة.

فبينما لا يمكن إنكار أن سلوت قاد الفريق إلى صدارة البريميرليغ، إلا أن الظروف المحيطة بهذا الإنجاز، بالإضافة إلى الإخفاقات في البطولات الأخرى والقرارات الفنية المثيرة للجدل، تفتح الباب واسعًا للتساؤل حول مدى جودة العمل الذي يقوم به المدرب الهولندي.

تبقى الإجابة النهائية معلقة حتى نهاية الموسم، حيث ستكشف لنا الأسابيع القادمة ما إذا كان سلوت قادرًا على قلب الطاولة وإثبات خطأ منتقديه، أم أن تلك المرحلة من الموسم ستبقى نقطة سوداء في موسم سلوت الأول؟

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC