قد لا يكون النجم الهولندي إدغار ديفيدز واحدا من أساطير منتخب الطواحين الهولندية، ولا تضاهي مسيرته الكروية مع الأندية الأوروبية ما حققه نجوم آخرون على غرار باتريك كلويفرت ورود خوليت ورود فان نيستلروي وغيرهم، لكن النجم الأسمر تفرّد بشيء ظل يميزه عن جميع لاعبي كرة القدم ولازمه في أغلب تجربته الاحترافية.
وعلى غرار أغلب نجوم الكرة الهولندية وأساطيرها، ينحدر إدغار ديفيدز من أصول دولة سورينام، المستعمرة الهولندية الواقعة على سواحل البحر الكارييبي، وولد بالفعل في العاصمة باراماريبو في 13 مارس 1973، قبل أن يبدأ مشواره الكروي مع أياكس أمستردام، أقوى الأندية في أوروبا وهولندا في منتصف الثمانينات من القرن الماضي.
وسطع نجم لاعب الوسط الدفاعي بشكل لافت لما امتلكه من إمكانات كروية مذهلة في فترة الناشئين وحتى التحاقه بالفريق الأول للمرة الأولى في مشواره وذلك في موسم 1991 ـ 1992 عندما منحه المدرب الأسطوري لويس فان خال الفرصة يوم 13 سبتمبر 1991 لخوض أول مباراة رسمية.
بدايات تليق بالأبطال
وفاز ديفيدز في موسم 1994 ـ 1995 بلقب دوري أبطال أوروبا مع أياكس أمام العملاق ميلان الإيطالي عندما ضم الفريق آنذاك لاعبين شبابا من بينهم كلويفرت صاحب هدف النهائي وسيدورف ورايزيغير والمخضرم فرانك رايكارد.
ولعب النجم الهولندي مع أياكس حتى موسم 1995 ـ 1996 عندما انتقل إلى آي سي ميلان الإيطالي ولعب معه بين 1996 و1998 عندما ضمه يوفنتوس ليبدأ مسيرة لافتة بعد أن فشل في إثبات نفسه في ميلانو.
كانت مسيرة ديفيدز مع فريق السيدة العجوز لافتة بشكل كبير إذ خاض 6 مواسم في تورينو بين 1998 و2004 ولعب في الأثناء نهائي دوري الأبطال ضد ريال مدريد وخسر اللقب لفائدة مواطنه وصديق الأمس، كلارنس سيدورف، في النهائي (1 ـ0).
النظارات الفريدة والتسديدات الصاروخية
وفي موسم 1999 ـ 2000 شهدت مسيرة ديفيدز تحولا لافتا ومنعطفا كبيرا عندما تطور مستوى "الجلوكوما" لديه نتيجة إصابات في العين بدأت في عام 1995، وأجرى بسبب ذلك عملية جراحية انتهت بقرار مصيري وهو إكمال مشواره الكروي مرتديا نظارات خاصة.
حمل إدغار ديفيدز النظارات لأول مرة في مسيرته، في 4 سبتمبر 1999 خلال مباراة ودية بين هولندا وبلجيكا، بعد خضوعه لعملية جراحية في عينه اليمنى.
وأصبح اللاعب المشهور قبل ذلك بتسريحة شعره ذات الضفائر الطويلة والإفريقية، معروفا أيضا بالنظارات.
وخاض اللاعب كامل مشواره الكروي بعد ذلك وهو يحمل نظارات سوداء ليكون اللاعب الوحيد الذي يستعملها، كما أنه يحملها حتى خارج الملعب بتوصية من الأطباء.
ولم تمنع النظارات الخاصة والسوداء ديفيدز من أن يخط مشوارا كرويا لافتا بعد انتقاله إلى برشلونة أيضا حيث لعب معه 20 مباراة ثم مع إنتر ميلان عندما شارك في 23 مباراة.
وعرف النجم الهولندي بتسديداته الصاروخية وأهدافه من خارج مناطق الجزاء رغم أنه يلعب في مركز متوسط الميدان الدفاعي في أغلب فترات مسيرته، كما خاض مشوارا مذهلا توجه بالحصول على عدة ألقاب مع الأندية التي لعب لها وأبرزها يوفنتوس وبرشلونة وأياكس الذي عاد إليه في موسم 2007 ـ 2008.
كما لعب مع توتنهام وأنهى مشواره في نادي بارنت الإنجليزي في دوري الدرجة الرابعة حتى اعتزاله في 5 يناير 2014 عن عمر يناهز 40 عاماً.
وشارك ديفيدز مع منتخب هولندا في كأس أمم أوروبا 2000 وكأس أمم أوروبا 2004، وتم استبعاده في كأس أمم أوروبا 1996 بعد خلافه مع المدرب غوس هيدينك.
ولعب ديفيدز 74 مباراة مع منتخب الطواحين وسجل 6 أهداف، لكنه لم يحرز أي لقب مع المنتخب الهولندي.
وعمل ديفيدز الآن مدربا ولاعب بنادي بارنت قبل أن يخوض تجارب تدريبية أخرى من بينها منصب المدرب المساعد مع منتخب هولندا وهو الذي يشغله منذ 2022 وحتى الآن.
