يظل مستقبل المدير الفني الإيطالي ستيفانو بيولي محاطًا بالكثير من الغموض والتكهنات، خاصة بعد انتشار أنباء عن اجتماعه برئيس نادي فيورنتينا.
هذه الأنباء جاءت في الوقت الذي صرح فيه المدير الرياضي لنادي النصر السعودي، فيرناندو هييرو، علنًا عن استمرار بيولي في منصبه كمدرب للفريق. هذا التناقض يضع النصر في موقف حرج، ويثير تساؤلات حول مدى الاستقرار الفني والإداري.
بعيدًا عن التكهنات، دعنا نستعرض أربع فوائد كبرى قد يجنيها النصر السعودي من قرار حاسم بطرد بيولي لو حدث ذلك:
الاستمرار في الموسم الجديد بمدرب مختلف، بصرف النظر عن هويته، يُعد في حد ذاته فائدة كبرى للنصر. حالة التخبط والتكهنات المحيطة ببيولي تؤثر سلبًا على استقرار الفريق وتركيز اللاعبين.
الدخول في غمار منافسات الموسم الجديد برؤية فنية واضحة ومدرب جديد يتمتع بثقة الإدارة واللاعبين، سيعطي الفريق دفعة معنوية هائلة.
هذا التغيير سيُمكن النصر من طي صفحة الموسم الماضي بكل إيجابياته وسلبياته، والبدء من نقطة صفر مع طموحات جديدة، بخطط تكتيكية مغايرة قد تتناسب بشكل أفضل مع طبيعة الدوري السعودي وطموحات النادي العالمية.
إحدى المشاكل التي تواجه الفرق عند تغيير المدربين في منتصف الموسم هي أن المدير الفني الجديد يجد نفسه أمام فريق لم يقم باختياره هو بنفسه، وصفقات لم يطلبها.
بوجود مدرب جديد يتم التعاقد معه مبكرًا، سيكون بوسعه اختيار صفقاته بنفسه. هذا يعني أن التعاقدات الصيفية لن تكون مجرد أسماء لامعة تُضاف إلى القائمة، بل إنهم لاعبون يتناسبون تمامًا مع الفكر التكتيكي للمدرب الجديد، ويلبون احتياجات المراكز التي يراها ضرورية.
هذا الانسجام بين رؤية المدرب ونوعية اللاعبين سيضمن بناء فريق متكامل ومتوازن قادر على المنافسة على أعلى المستويات.
المدرب الجديد، حال توليه المسؤولية مبكرًا، سيحظى بفرصة ذهبية لقيادة الفريق في فترة الإعداد للموسم الجديد.
هذه الفترة حاسمة للغاية، حيث تتيح للمدرب الوقوف على نقاط الضعف والقوة في الفريق مبكرًا. سيتعرف على قدرات كل لاعب عن كثب، ويجرب خططًا تكتيكية مختلفة، ويحدد المراكز التي تحتاج إلى تدعيم فوري في سوق الانتقالات الصيفية، أو حتى في فترة الانتقالات الشتوية في يناير.
هذا التخطيط المسبق يختلف تمامًا عن سيناريو وصول مدرب جديد في ديسمبر بعد إقالة بيولي لعدم الوصول إلى النتائج المرجوة مثلًا، ليبدأ رحلة التعرف على الفريق تحت ضغط المباريات والنتائج، مما يضيع فرصة التدعيم المناسب في الوقت المناسب.
يُعد كريستيانو رونالدو حجر الزاوية في مشروع النصر السعودي، ومستقبله مع الفريق مهم للغاية. أي حالة عدم استقرار فني أو إداري قد تدفعه إلى إعادة النظر في تجديد عقده.
رحيل بيولي المبكر، والتعاقد مع مدرب جديد ذي رؤية واضحة وطموحة، يُشكل جزءًا من عملية إقناع رونالدو بتجديد تعاقده.
هذا التغيير يرسل رسالة واضحة للنجم البرتغالي بأن النادي جاد في مشروعه، ويسعى لتوفير أفضل بيئة ممكنة للمنافسة على الألقاب، مما يعزز من ثقته في الإدارة ويدفعه نحو تجديد العقد والبقاء كقائد للمشروع.
