تستعد 8 من أندية الدوري التونسي للمحترفين اليوم السبت لبداية منافسات موسم جديد وسط موجة من المشاكل والهواجس الرياضية والأزمات المالية التي باتت أحد عناصر اللعبة في السنوات الأخيرة.
ويقام الدوري التونسي للمحترفين، لموسم 2025 ـ 2026 بنظام المجموعة الموحدة من 16 ناديا للموسم الثاني على التوالي بعد أعوام من اعتماد نظام المجموعتين.
وقبل ساعات قليلة من ضربة بداية الموسم الجديد، لا تزال الأزمات المالية وانعدام ثقة النوادي بحكام المباريات وغياب تقنية الفيديو المساعد (الفار)، ظواهر تشغل اتحاد الكرة ورابطة الدوري وتشكّل أكبر 3 معضلات على طريق تطوير المسابقة وإنجاح الموسم.
الترجي: مواصلة الهيمنة
ويسعى الترجي حامل اللقب وصاحب الثلاثية المحلية لمواصلة هيمنته على الدوري عندما يستهل مشواره في موسم 2025-2026 بمواجهة مستقبل قابس في الجولة الافتتاحية.
وينتقل رفاق يوسف بلايلي إلى قابس (جنوب شرق) لمواجهة فريق المستقبل المثقل بأزماته المالية والذي أضرب لاعبوه عن التدريبات، فيما عاش مدربه طارق جراية أياما عصيبة أدت إلى انسحابه قبل عودته لمنصبه.
وعزز الترجي في الموسم الماضي رقمه القياسي باعتلاء عرش الدوري للمرة 34، ليؤكد بذلك هيمنته على الكرة المحلية ويعزز مكانته كأكثر الأندية تتويجا باللقب.
وبدوره سيكون النادي الإفريقي، ثاني أندية البلاد تتويجا باللقب برصيد 13 لقبا، أمام اختبار جديد في موسم يتطلع فيه النادي إلى الفوز بالدوري للمرة الأولى منذ 11 عاما.
وعاش الإفريقي ما يشبه الكابوس في الموسم الماضي بعد أن خرج خالي الوفاض من الرهانات كلها، فيما سيعمل هذا الموسم بعد تعاقده مع المدرب فوزي البنزرتي على العودة إلى منصات التتويج وإعادة البسمة إلى جماهيره المتعطشة للقب.
وعرف النادي مستجدات إدارية بصعود محسن الطرابلسي لمنصب الرئاسة وحلول جهاز فني جديد، لكن هواجس الديون والأزمات الإدارية لا تزال تمثل مصدر مخاوف كبرى للجماهير.
ويلعب النادي الإفريقي أمام مستقبل المرسى في ملعب رادس الأولمبي من أجل الدخول بقوة في السباق وطمأنة المشجعين بعد مباريات إعدادية مخيبة لآمالهم.
أزمات مالية
وتعاني أغلب أندية تونس من أزمة ديون خانقة بل إن أغلبها كان تحت طائلة العقوبة بالمنع من التعاقدات، قبل أن تنجح أغلبها في إيجاد تسوية مع الأطراف الدائنة وتأجيل "انفجار الوضع" ولو بشكل مؤقت.
ويلتقي اليوم السبت نجم المتلوي مع النادي البنزرتي في حين يلعب فريق الشبيبة القيروانية أمام مستقبل سليمان، وسيكون القاسم المشترك بينها جميعا هي الأزمة المالية الخانقة وتفاقم الديون.
وأقدمت أندية الدوري التونسي على جملة من التعاقدات خلال فترة الانتقالات الصيفية ما عزز التساؤل حول السياسات التي تعتمدها فرق الدوري في مسألة الصفقات الجديدة.
غياب الـVAR: وجه آخر للأزمة
وسيكون انطلاق الدوري اليوم دون الاعتماد على تقنية حكم الفيديو المساعد مما عزز مخاوف النوادي واتحاد الكرة ولجنة الحكام على حد سواء من تفاقم الأخطاء التحكيمية التي كانت الموسم الماضي العنوان الأكبر لأغلب المباريات حتى تلك الحاسمة منها.
وأعلن اتحاد الكرة أمس الجمعة أن تقنية "الفار" لن تكون متاحة على الأقل في الجولات الثلاث الأولى لفشل المفاوضات كلها مع شركات جديدة مسؤولة عن تركيز التقنية والعمل بها.
وقال معز المستيري رئيس لجنة المسابقات إن "العروض التي تلقيناها من قبل الشركات الخاصة بتركيز واعتماد تقنية الفار لم تكن واضحة، وهو ما يحتم عدم البدء باعتماد الفيديو المساعد إلا بداية من الجولة الرابعة أو الخامسة".
وتضع تقنية "VAR" اتحاد الكرة ورابطة دوري المحترفين أمام مأزق حقيقي باعتبار سيل الاحتجاجات المرتقب بداية من اليوم وحتى نهاية شهر سبتمبر المقبل وهي المدة المرجح أن يغيب فيها "الجهاز المساعد" عن المباريات.
أزمة ثقة بين الأندية والحكام
تفاقمت أزمة الثقة بين أندية دوري المحترفين دون استثناء ولجنة الحكام برئاسة جمال الحيمودي، وبات التشكيك في حسن نوايا حكام الدوري السمة البارزة في تصريحات المسؤولين والمدربين واللاعبين وهو ما سيكون إشكالا جديدا بالنسبة إلى اتحاد الكرة من أجل العبور بالمسابقة إلى بر الأمان.
وكانت مباراة نهائي كأس السوبر بين الترجي والملعب التونسي أشعلت الغضب وأثارت الجدل من جديد حول أخطاء الحكام المؤثرة على نتائج المباريات وزادت في حجم المخاوف من أن تشهد الجولة الأولى اليوم سيلا من الاحتجاجات ووابلا من التهم في حق الحكام.
وأثار حسام بولعراس حكم مباراة السوبر مخاوف اتحاد الكرة ولجنة الحكام من أن يكون أداؤه الأخير مرآة عاكسة لاستعدادات الحكام في الموسم الجديد، في ضوء انعدام الثقة خاصة بعد الإعلان عن عدم العمل بتقنية الفيديو.
وتقام مساء اليوم السبت 4 مباريات من الجولة الافتتاحية، فيما ستدور يوم غد الأحد 4 مباريات أخرى يتصدرها لقاء الاتحاد المنستيري والملعب التونسي من جهة وشبيبة العمران والنجم الساحلي من جهة ثانية.