مصدر دبلوماسي أوروبي: خطة الضمانات الأمنية تحظى بدعم إدارة ترامب
في ليلة كروية دراماتيكية، سقط نادي النصر أمام غريمه الأهلي في نهائي كأس السوبر السعودي، بعد مباراة ماراثونية انتهى وقتها الأصلي بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق، لتحسم ركلات الترجيح اللقب لصالح "الراقي".
وعلى الرغم من تسجيل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو هدفاً من علامة الجزاء وتقديم بروزوفيتش أداءً قوياً، فإن ذلك لم يكن كافياً لحمل الكأس، لتنفجر مشاعر الغضب على وجه رونالدو الذي بدا محبطاً من ضياع لقب جديد في اللحظات الأخيرة، في مشهد اختزل خيبة أمل المدرج النصراوي بأكمله.
هذه الخسارة لم تكن مجرد عثرة، بل جرس إنذار لإدارة الفريق بأن هناك خطوات حاسمة يجب اتخاذها لإعادة "العالمي" إلى مساره الصحيح نحو منصات التتويج.
لم يعد مقبولاً أن يظهر فريق بحجم النصر، يمتلئ بكوكبة من النجوم العالميين بقيادة كريستيانو رونالدو، بهذا الشكل في الأمتار الأخيرة من البطولات.
الخسارة الأخيرة كشفت عن ثغرات واضحة لا يمكن تجاهلها، وتتطلب تحركاً فورياً في ثلاثة ملفات رئيسة لإعادة بناء فريق قادر على حسم الألقاب وليس فقط المنافسة عليها.
1. حسم ملف حراسة المرمى بشكل نهائي
أظهرت المباراة النهائية، وتحديداً في اللحظات الحاسمة كركلات الترجيح، أن مركز حراسة المرمى لا يزال يمثل نقطة قلق في صفوف النصر.
على الرغم من التعاقدات الجديدة، فإن الفريق يحتاج إلى حارس من طراز عالمي يمتلك الخبرة والثبات الانفعالي ليكون صمام أمان حقيقياً في المباريات الكبرى.
لا يتعلق الأمر فقط بالقدرة على التصدي للكرات، بل ببث الثقة في خط الدفاع بأكمله والتعامل مع الضغط الهائل في النهائيات. إن الاستقرار على حارس مرمى "سوبر" يمثل نصف الطريق نحو بناء فريق بطل، قادر على الخروج بشباك نظيفة في الأوقات الصعبة، وهو ما افتقده الفريق في لحظات فارقة هذا الموسم.
2. لاعب وسط عالمي بجوار بروزوفيتش
قدم الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش أداءً استثنائياً وكان بمثابة الرئة التي يتنفس بها خط وسط النصر، ولكن "يداً واحدة لا تصفق". أظهرت المباراة أن بروزوفيتش يحتاج بشدة إلى شريك في وسط الملعب من الطراز العالمي نفسه، قادر على الربط بين الدفاع والهجوم، وتخفيف العبء عن الكرواتي.
لاعب يمتلك القدرة على استخلاص الكرة وبناء الهجمة بالكفاءة نفسها، ويشكل ثنائياً متفاهماً مع بروزوفيتش للسيطرة المطلقة على منطقة المناورات. وجود هذا اللاعب سيمنح الفريق توازناً أكبر ويحرر رونالدو ورفاقه في الهجوم، بدلاً من اضطرارهم للعودة كثيراً لأداء أدوار دفاعية تستنزف جهدهم البدني.
3. رفع جودة اللاعبين "المواليد" لتعزيز الخيارات الهجومية
كشفت اللحظات الحرجة من نهائي السوبر، وظهور الإرهاق على النجوم الكبار، عن افتقار دكة بدلاء النصر للاعب القادر على النزول وتغيير إيقاع اللعب.
وهنا تبرز أهمية الخانة المخصصة للاعبين الأجانب الشباب (المواليد تحت 21 عامًا)؛ إذ يجب أن تتجاوز استراتيجية النادي فكرة ملء هذه الخانة لمجرد الامتثال للوائح والاستفادة منها، بل يجب أن تتحول إلى استثمار استراتيجي لجلب مواهب أجنبية شابة من الطراز الرفيع.
إن التعاقد مع لاعبين أجانب واعدين يمتلكون المهارة والجرأة والسرعة، يمكن أن يمنح الفريق حلولاً نوعية في الثلث الأخير من الملعب. هؤلاء اللاعبون، عند الدفع بهم في أوقات حرجة، يمكن أن يشكلوا "ورقة رابحة" تربك حسابات الخصم المنهك.
وجود لاعب "موليد" بجودة عالية على الدكة يعني امتلاك سلاح إضافي، ويعزز من عمق القائمة ويضمن عدم تأثر الفريق عند الحاجة لإراحة أحد النجوم الأساسيين. إن تحويل هذه الفئة من اللاعبين من مجرد رقم في القائمة إلى مشروع حقيقي للاستثمار، هو خطوة لا غنى عنها للفرق التي تطمح للسيطرة على الألقاب الكبرى.