تداولت الأوساط الرياضية السعودية مؤخرًا خبرًا مهمًا نشرته صحيفة "الرياضية"، يفيد بأن الهلال يتجه نحو الإبقاء على هدافه الصربي ألكسندر ميتروفيتش، وذلك على الرغم من اقترابه من إتمام صفقة ضخمة بضم المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمين.
هذا القرار، الذي قد يبدو مفاجئًا للبعض، يحمل في طياته الكثير من المنطقية والتفكير الاستراتيجي، مدعومًا بستة أسباب رئيسة تدفع "الزعيم" نحو هذا الاختيار "الأفضل"، خاصةً مع المخاوف المحتملة بشأن تقلبات مزاج أوسيمين.
1. تكتيك إنزاغي: رأسا حربة أساسيان
من المعروف أن المدرب الجديد للهلال، سيموني إنزاغي، يعتمد في فلسفته التكتيكية بشكل كبير على وجود اثنين من رؤوس الحربة في خط الهجوم، هذا الأسلوب أثبت نجاحه الباهر مع إنتر ميلان، حيث سمح بوجود لاعبين مثل لاوتارو مارتينيز وروميلو لوكاكو أو ماركوس تورام في التألق معًا.
في حال تطبيق هذه الخطة مع الهلال، فإن وجود ميتروفيتش وأوسيمين معًا سيكون قوة ضاربة لا يستهان بها، تمنح الفريق عمقًا هجوميًا هائلاً وتنوعًا في الحلول التهديفية.
2. تحدي التأقلم لأوسيمين
على الرغم من الإمكانيات الهائلة التي يمتلكها أوسيمين، فإن اللاعبين الكبار غالبًا ما يواجهون صعوبة في التأقلم مع بيئة جديدة، دوري مختلف، وثقافة كروية جديدة.
أوسيمين، قادم من الدوري الإيطالي السريع والمنظم، قد يحتاج وقتًا ليتأقلم مع أجواء الدوري السعودي، وحرارة الأجواء، وأسلوب اللعب الجديد.
هنا يأتي دور ميتروفيتش كـ"صمام أمان"، فهو مهاجم جاهز بالفعل، يعرف الدوري السعودي جيدًا، وأثبت قدرته على التهديف بغزارة من أول موسم.
3. ميتروفيتش: سلاح جاهز وفعال
ميتروفيتش ليس فقط متأقلمًا، بل هو سلاح جاهز لا يحتاج إلى عمل كبير أو وقت إضافي للتجهيز، هو هداف بالفطرة، يعرف كيف يسجل الأهداف حتى في أسوأ حالاته الفنية أو عندما لا يكون الفريق في أفضل أحواله.
وجوده يضمن للهلال قوة تهديفية مستمرة، مما يقلل الضغط عن أوسيمين في فترة التأقلم ويسمح له بالاندماج تدريجيًا دون أن يتأثر الأداء الهجومي للفريق بشكل عام.
4. البديل السوبر: عمق هجومي استثنائي
حتى لو تغيرت خطط إنزاغي لاحقًا، أو إذا تألق أوسيمين من اللحظة الأولى وبات الخيار الأول، فإن بقاء ميتروفيتش سيجعله بديلاً سوبرًا لأوسيمين.
وجود لاعب بحجم ميتروفيتش على دكة البدلاء يُعد رفاهية لأي مدرب، ويمنح الهلال عمقًا هجوميًا لا يُضاهى، يمكن الاعتماد عليه كبديل لدقائق معينة لتغيير مسار المباريات، أو حتى كأساسي في بعض المباريات لإراحة أوسيمين أو عند الحاجة لتغيير تكتيكي.
5. العقد المستمر والتكاليف المالية
ميتروفيتش لديه عقد مستمر بالفعل مع الهلال، فسخ هذا العقد سيكلف النادي مبالغ طائلة كتعويض للاعب، ناهيك عن التكلفة الإضافية لاستقدام بديل له في حال رحيله.
من الناحية الاقتصادية، فإن الإبقاء على ميتروفيتش هو الخيار الأرخص والأكثر جدوى للهلال، حيث يضمن استمرارية لاعب أثبت قيمته دون تكاليف إضافية غير ضرورية.
6. تقلب مزاج أوسيمين: خطر الغدر
أحد أهم الأسباب التي قد تدفع الهلال للإبقاء على ميتروفيتش تتعلق بشخصية أوسيمين نفسها. اللاعب النيجيري معروف بـتقلب مزاجه بشكل كبير.
خير دليل على ذلك مفاوضاته المعقدة مع الأهلي السعودي في الصيف الماضي، والتي لم تتم في النهاية رغم اقترابها الشديد.
أوسيمين، بحسب بعض التقارير، يمكن أن يغضب لأي سبب بسيط أو لا يكمل عقده، مما يشكل خطرًا على استقرار الفريق على المدى الطويل.
الاحتفاظ بميتروفيتش يمثل نوعًا من التأمين ضد أي "غدر" محتمل في المستقبل، ويضمن بقاء قوة هجومية موثوقة بغض النظر عن سلوكات اللاعب الآخر.
باختصار، قرار الهلال بالإبقاء على ميتروفيتش، حتى مع قدوم أوسيمين، هو قرار حكيم يجمع بين الفوائد التكتيكية، والاقتصادية، وحتى النفسية.
إنه يضمن للفريق عمقًا وجودة هجومية استثنائية، ويُقلل من المخاطر المحتملة المرتبطة بتقلبات سوق الانتقالات وشخصيات اللاعبين.