يسير قطار النصر السعودي بقوة في انطلاقته للموسم الحالي، محققا انتصارات عريضة ومسجلا غزارة تهديفية تمنح جماهيره شعورا بالطمأنينة والرضا.
لكن خلف هذه النتائج المبهرة، يختبئ مؤشر مقلق قد لا يظهر تأثيره الآن، ولكنه يشكل قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه الفريق في أهم لحظات الموسم، ألا وهي ظاهرة إهدار الفرص السهلة والمحققة أمام المرمى.
ورغم أن الفريق ينجح في تعويض هذه الفرص الضائعة بأهداف أخرى، إلا أن هذه العادة السيئة قد تكلف الفريق ثمنا باهظا في المستقبل القريب، وتتحول إلى "كارثة قادمة" عندما ترتفع حدة المنافسة.
وهناك 4 أسباب رئيسة تجعل من هذا الأمر خطرا حقيقيا.
1. المنافسون حتى الآن.. وهم الخداع الأكبر
خاض النصر حتى الآن ثلاث مباريات يمكن وصفها بالسهلة نسبيا؛ وهو ما منحه رفاهية إضاعة الفرص دون أن يدفع الثمن.
فعندما تخلق عشرات الفرص في المباراة الواحدة، يصبح إهدار بعضها أمرا غير مؤثر على النتيجة النهائية. لكن هذا السيناريو لن يتكرر أمام فرق من العيار الثقيل كالهلال أو الاتحاد، ففي مواجهات القمة، تكون الفرص شحيحة ومعدودة، وكل فرصة مهدرة لا تعني فقط ضياع هدف محقق، بل قد تكون بمثابة هدف يُستقبل في مرماك نتيجة تحول اللعب.
ولقد رأينا بالفعل لمحة من هذا في بطولة السوبر، حيث كانت الفرص الضائعة أحد أسباب الخسارة.
2. تصريح المدرب المقلق.. ثقة زائدة في غير محلها
زاد المدرب جورجي جيسوس من حالة القلق حين صرح بأنه "لا يخشى من إهدار الفرص طالما أن الفريق يصنع الكثير منها".
قد يبدو هذا التصريح منطقيا من الناحية النظرية، لكنه خطير من الناحية العملية، فهو يرسل رسالة غير مباشرة للاعبين بأن الدقة والتركيز في إنهاء الهجمات ليسا أولوية قصوى؛ ما قد يؤدي إلى حالة من التهاون والاستسهال أمام المرمى.
إن عدم معالجة المشكلة بجدية من قبل الجهاز الفني في وقت الانتصارات، يعني أنها ستتحول إلى أزمة حقيقية يصعب حلها تحت ضغط المباريات الحاسمة.
3. طبيعة المباريات الكبرى.. لا مجال للأخطاء
تختلف طبيعة المباريات الكبيرة والنهائيات بشكل جذري عن مباريات الدوري العادية. ففي هذه المواجهات، غالبا ما تُحسم النتيجة من "نصف فرصة"، ولا تمنحك الفرق الكبرى المساحات التي تسمح بخلق هذا الكم الهائل من الفرص.
قد لا تسنح للفريق سوى فرصتين أو ثلاث على مدار التسعين دقيقة، وإهدار فرصة واحدة منها قد يعني ببساطة ضياع بطولة بأكملها. إن الترف الذي يتمتع به هجوم النصر حاليا في إضاعة الفرص سيختفي تماما في اللحظات التي لا تقبل القسمة على اثنين.
4. التأثير النفسي.. عدو المهاجم الأول
إن اعتياد المهاجمين على إهدار الفرص السهلة يخلق لديهم أزمة ثقة كامنة، حتى لو لم تظهر بوضوح. في المباريات الصعبة، ومع تزايد الضغط الجماهيري والإعلامي، يبدأ هذا الشك في الظهور؛ ما يؤدي إلى التردد أمام المرمى واتخاذ قرارات خاطئة.
المهاجم الذي يفتقد للثقة المطلقة في قدرته على التسجيل من لمسة واحدة، قد يضيع فرصة كانت كفيلة بإنهاء المباراة لو كانت حالته الذهنية في أفضل صورها.
ختاما، الكارثة التي قد يواجهها النصر ليست خسارة مباراة عادية، بل هي خسارة لقب أو كلاسيكو ضد منافس مباشر، بسبب عادة سلبية كان من الممكن علاجها في أوقات الرخاء والانتصارات السهلة.