ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
يُعد خافيير كليمنتي واحدًا من أبرز المدربين في تاريخ الكرة الإسبانية، وصاحب شخصية فريدة جمعت بين الصرامة والجرأة والنجاح.
بدأ مسيرته التدريبية مبكرًا مع أتلتيك بلباو في الثمانينيات، وقاد الفريق لتحقيق لقب الدوري الإسباني مرتين متتاليتين (1983 و1984)، بالإضافة إلى كأس الملك وكأس السوبر الإسباني، ليصبح واحدًا من المدربين القلائل الذين أعادوا أمجاد النادي الباسكي.
شهرة كليمنتي تخطت حدود الأندية، بعدما تولى قيادة المنتخب الإسباني بين 1992 و1998، وقاده إلى نهائيات كأس العالم 1994 و1998، وكذلك بطولة أمم أوروبا 1996.
ورغم الانتقادات التي لازمته بسبب أسلوبه الدفاعي الصارم، فإنه ترك بصمة واضحة في تاريخ "لا روخا"، حيث أعاد للمنتخب شخصية قوية على الساحة الدولية.
مسيرته لم تقتصر على إسبانيا، بل امتدت إلى محطات أخرى في أوروبا وخارجها، حيث درب مارسيليا الفرنسي، ومنتخبات مثل صربيا والكاميرون وليبيا، ليبقى حاضرًا في المشهد الكروي لعقود طويلة.
وفي هذا الحوار الخاص لـ"إرم نيوز"، يتحدث كليمنتي بصراحته المعتادة عن أسباب ابتعاده عن التدريب، ورأيه في الصراع على لقب الدوري الإسباني، وموقفه من صفقة نيكو ويليامز وبرشلونة، وتقييمه لتشابي ألونسو في ريال مدريد، إلى جانب آرائه المثيرة حول التحكيم، تقنية الـVAR، قناة ريال مدريد، وموهبة لامين يامال، قبل أن يختم بكلماته عن المنتخب الإسباني بقيادة لويس دي لا فوينتي، إلى نص الحوار:
في البداية.. لماذا أنت بعيد عن التدريب مؤخرًا، هل اعتزلت أم تدرس العروض حاليًا؟
أعتقد أن بعض الأندية يرون أنني أصبحت كبيرًا في السن، أما العروض القليلة التي وصلتني من الخارج، فلم تكن مغرية، لا من الناحية الرياضية ولا حتى من الناحية المادية.
ولذلك، أن أترك بلدي، أن أغادر إسبانيا إلى مكان ضعيف كرويًا أو بلا أهداف رياضية واضحة، فهذا بالنسبة لي لا يستحق، وأُفضل ألا أُدرّب.
أما داخل إسبانيا، فالأمر صعب جدًا، لأن البعض يعتبرني شخصًا مثيرًا للجدل، كما أن علاقتي ليست جيدة مع كل وسائل الإعلام، وفي الوقت نفسه هناك توجه لإعطاء الفرصة للمدربين الشباب، وعلى المرء أن يتقبل ذلك.
وما رأيك في عدم انتقال نيكو ويليامز إلى برشلونة بعد محاولات عديدة؟
موضوع ويليامز لم يتأثر بعرض برشلونة من الناحية الرياضية بل من الناحية الاقتصادية، برشلونة لم يكن قادرًا على ضمان قيده كلاعب يشارك منذ بداية الموسم، بسبب مشاكله المالية.
نيكو لم يطلب أن يكون أساسيًا، وإنما فقط أن يضمن النادي أنه سيكون متاحًا للعب منذ انطلاق الموسم. وبما أن برشلونة لم يتمكن من منحه هذا الضمان، فضل نيكو البقاء في بلباو.
هل يمكن القول إن برشلونة خسر نيكو ويليامز كعنصر هجومي قوي؟
برشلونة رغم أنه لم ينجح في التعاقد مع نيكو ويليامز، الذي كان سيكون لاعبًا جيدًا للفريق، إلا أنه لن يواجه أي مشكلة. النادي يمتلك ما يكفي من اللاعبين لتغطية هذا المركز. لن يعاني برشلونة من أي نقص هجومي، لا على الأطراف ولا في العمق، فهو فريق يتمتع بجودة فنية كافية تجعله لا يفتقد أي لاعب.
وماذا عن المنافسة في بطولة الليغا هذا الموسم؟ هل ستنحصر بين ريال مدريد وبرشلونة فقط؟
بشكل عام، كما هو معتاد، المنافسة ستكون بين ريال مدريد وبرشلونة، وأعتقد أنه يمكن إضافة أتلتيكو مدريد أيضًا، لأنه قام بتعاقدات جيدة، صحيح أن بعض لاعبيه يملكون خبرة أقل في إسبانيا، لكن في النهاية المنافسة ستنحصر بين الثلاثة.
واحد من هذه الأندية سيكون البطل، الدوري طويل جدًا ويضم العديد من المباريات، وهؤلاء الثلاثة هم من يملكون أعمق القوائم وأكثرها جاهزية. لذلك سيتقاسمون الصراع. أما من سيفوز في النهاية؟ فهذا أمر معقد التكهن به الآن، لكن ما هو مؤكد أنها ستكون بطولة مثيرة للغاية.
ما تقييمك لتشابي ألونسو كمدرب لريال مدريد؟ وهل تعتقد أنه سينجح بعد أنشيلوتي؟
ريال مدريد تعاقد مع مدرب جديد بعد رحيل أنشيلوتي، الذي قضى عدة سنوات في النادي، ومع أن نتائجه لم تكن جيدة في الموسم الأخير، بدأ البعض يشعر بالملل. في رأيي، أنشيلوتي مدرب رائع، لكنه استمر لفترة طويلة.
أما التعاقد مع تشابي ألونسو فأراه خيارًا جيدًا أيضًا، فهو مدرب شاب، لكنه اكتسب خبرة مميزة في ألمانيا. الجميع يتوقع منه أن يمنح ريال مدريد النجاحات التي حققها أنشيلوتي، لكن هذا الأمر ما زال بحاجة إلى إثبات. على أي حال، أنا أراه مدربًا جيدًا بالفعل.
في الجولة الأولى من الدوري وجدنا عدة مشاكل تحكيمية، برأيك ما السبب وما هي الحلول؟
المشاكل التحكيمية موجودة دائمًا، المشكلة أن تقنية الفيديو (VAR) لم تكن حلًا، بل أرى أنه جرى استخدامها بشكل سيئ للغاية، صحيح أنهم أجروا تعديلات عليها مؤخرًا، لكن لا أعرف إن كانت ستعطي نتائج أم لا.
بشكل عام، التحكيم يعاني من قصور، ليس في معرفة القوانين فهي واضحة، بل في الجانب المتعلق بإدارة المباريات والتحكم في سلوك اللاعبين داخل الملعب. المؤسف أنه لا يوجد حكام سابقون من اللاعبين، فجميع اللاعبين بعد الاعتزال يتجهون للتدريب، ولا يملكون خيار أن يصبحوا حكامًا مباشرة بعد مسيرتهم الكروية. وأعتقد أن هذه واحدة من أكبر المشكلات.
في الموسم الماضي قناة ريال مدريد كانت تهاجم الحكام.. ما رأيك في ذلك؟ وهل لديهم الحق؟
القنوات الرياضية أو الأندية التي تملك القدرة المالية لتأسيس قناة رياضية، دائمًا ما تستخدمها لصالحها، لتقول ما يناسبها وتؤثر في القرارات التحكيمية أو الأجواء المحيطة بالمباريات، وهذا دائمًا يكون لمصلحة فريقها، ولن يكون يومًا بشكل محايد. لذلك، في رأيي، لا ينبغي أن يمتلك أي نادٍ قناة رياضية خاصة به. لا يبدو الأمر عادلًا، لأن هناك أندية ضعيفة اقتصاديًا لا يمكنها امتلاك قناة تلفزيونية. وهذا يصب في مصلحة الأندية الكبرى، ولا أراه أمرًا أخلاقيًا.
لامين يامال ضمن المرشحين للفوز بالكرة الذهبية.. هل تعتقد أنه سيُتوّج بها؟
لامين لاعب استثنائي، وهو صغير جدًا، لم يمضِ عليه سوى عام تقريبًا في اللعب على هذا المستوى، أعتقد أنه من المبكر منحه الكرة الذهبية الآن، رغم أنه يملك الجودة.
البعض بدأ يُقارن يامال برونالدو وميسي خاصة أنه حقق نجاحات مبهرة في سن صغيرة جدًا.. ما تعليقك؟
مقارنته بميسي ورونالدو صعبة، لأن ميسي ورونالدو لعبا أكثر من 15 عامًا في الدرجة الأولى وبمستوى استثنائي. أعتقد أن يامال قادر على الوصول لذلك، لكن 15 عامًا فترة طويلة جدًا، وكل شيء سيتوقف على عقليته، وعلى مدى اعتنائه بنفسه، وأيضًا على الحظ فيما يخص الإصابات أو العقبات. الجودة موجودة بالفعل، إنه يمتلك موهبة مذهلة.
أخيرًا.. ما رأيك في أداء المنتخب الإسباني تحت قيادة لويس دي لا فوينتي؟ وهل يمكن أن يفوز بكأس العالم المقبل؟
المنتخب الإسباني تحت قيادة لويس دي لا فوينتي يقدم أداءً رائعًا، إنه فريق شاب يلعب كرة جميلة جدًا، لكن التتويج بالبطولات أمر صعب دائمًا، لأن هناك منتخبات أخرى قوية كذلك. لم تعد هناك هيمنة مثلما كان في السابق من إيطاليا أو إنجلترا أو ألمانيا، بل أصبحت القوة موزعة أكثر. إسبانيا الآن في مستوى قوي وكبير جدًا، وأعتقد أن لديها فريقًا ممتازًا، لكن القول بأنها ستُتوج باللقب أمر لا أستطيع الجزم به. ما هو مؤكد أن لويس دي لا فوينتي مدرب كبير للغاية.