كتب نجم منتخب بوركينا فاسو جورجي مينونغو أجمل القصص في التحدي والتشبث بالأمل لتحقيق أحلامه، وذلك بعدما عاد من الاعتزال في 2023، ليبدأ في كأس أمم إفريقيا 2025، المقامة حاليا في المغرب رحلة جديدة على طريق نحت مشوار كروي لافت مع منتخب الخيول.
ويعد جورجي مينونغو، لاعب نادي سياتل الأمريكي، في دوري المحترفين، أحد النجوم الذين تغلبوا على "صدمات الحياة" وحوادثها، وأصروا على مواصلة الطريق بعزيمة من حديد على الرغم من أن الأطباء أعلنوا رسميا اعتزاله اللعب في صيف 2023 لحادث غريب في ذلك الوقت.
وتعود بداية رحلة المعاناة والتحدي الرائعة لجورجي مينونغو إلى بدايات العام 2023، عندما كان اللاعب البالغ من العمر 23 عاما، يستعد للموسم الجديد مع ناديه في الدوري الأمريكي للمحترفين، إذ تعرض لمرض غريب أصيب خلاله بتلف خطير في العين اليسرى قبل أن يبدأ رحلة علاج طويلة وملئية باليأس.
وأصيب مينونغو، خلال المعسكر التدريبي للموسم مع سياتل ساوندرز، بتلف بسيط في البداية في عينه اليسرى، وسرعان ما تدهورت حالته، مما استدعى إجراء عملية جراحية لكن الأطباء شخصوا حالته بالإعلان عن نهاية مسيرته الكروية.
وأجرى نجم سياتل الأمريكي عملية جراحية في بداية العام 2024، لكنه فقد عينه اليسرى نهائيا، وعلى الرغم من ذلك فقد وقع اللاعب المولود في كوت ديفوار عقدا مع سياتل ساوندرز.

وفي يونيو 2025، شارك في كأس العالم للأندية، حيث واجه باريس سان جيرمان الفرنسي في دور المجموعات، والتقى مينونغو بمثله الأعلى عثمان ديمبيلي للمرة الأولى، وتبادلا القمصان وسط مشاعر جياشة من اللاعب البوركيني.
ومع تصدّر قصته الرائعة في التحدي والمثابرة، الأخبار العالمية، تم استدعاء مينونغو لأول مرة إلى منتخب بوركينا فاسو في سبتمبر الماضي للمشاركة في المراحل النهائية من تصفيات كأس العالم 2026.
وبعد شهر من ذلك، سجّل المهاجم هدفه الأول مع منتخب بوركينا فاسو في مباراة ودية ضد بنين، قبل أن يحرز الثنائية في تلك المباراة بالذات.

وخاض جورجي مينونغو أول مباراة في كأس الأمم الإفريقية أمام غينيا الاستوائية وساهم في فوز منتخب بلاده (2 ـ 1) في 23 ديسمبر عندما دخل بديلاً في الشوط الثاني، وسجل هدف التعادل بلمسة واحدة من أولى لمساته في الوقت بدل الضائع.
وساهم هدف النجم البوركيني المذهل في إندلاع شرارة عودة منتخب الخيول في المباراة بريمونتادا قوية ليفوزا بنتيجة 2-1 بعد أن صنع الهدف الثاني بتمريرة سحرية.
وقال مينونغو إنه تجاوز كل هذه الفترات العصيبة في حياته، وذلك يعود إلى إيمانه القوي بالله، ويشارك مينونغو عبر جميع حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي رسائل دينية، ويبث الأمل في نفوس الجميع.
وكشف نجم سياتل الأمريكي: "أجرينا خمس أو ست فحوصات بالرنين المغناطيسي للبحث عن تفسير للتلف الذي أصاب عيني، لكن لم يظهر شيء، كان الأمر مرعباً، كنت أبكي كل ليلة وأصلي، شعرت وكأن حياتي كلها تنهار حينما قال الطبيب شيئًا كان له وقعٌ أشدّ عليّ: "جورجي، لا أعتقد أنك ستتمكن من لعب كرة القدم مجددًا".
وختم النجم الرائع الذي ضرب مثالا في التحدي حديثه برسالة بليغة، قائلا: "لقد اعتدتُ اللعب بدون عيني اليسرى، اليوم، لا أستطيع الرؤية بعيني اليسرى، لكنني أستطيع أن أكون أفضل من بعض الأشخاص الذين يرون بكلتا العينين."