لم يعد الحديث عن انتقال نجوم الصف الأول في أوروبا إلى دوري روشن السعودي مجرد تكهنات صحفية عابرة، بل تحول إلى مسار مهني وجيه ومغري رياضياً ومالياً.
وفي خضم البحث المستمر للأندية السعودية عن الجودة، يبرز اسم الألماني أنطونيو رودريغر، مدافع ريال مدريد، كأحد أبرز الحلول المثالية لترميم الخطوط الخلفية، وتحديداً لنادي النصر الذي لطالما بحث عن قائد حقيقي للدفاع.
ومؤخراً، يبدو أن المدافع الألماني قد فتح الباب موارباً أمام هذا الاحتمال، ليس بتصريح مباشر عن رغبته في الرحيل، ولكن بدفاعه المستميت عن زميله السابق، الفرنسي نغولو كانتي، واصفاً إياه بأنه لا يزال في قمة مستواه رغم اللعب في السعودية.
رسالة مبطنة عبر كانتي
عندما سُئل رودريغر عن استدعاء نغولو كانتي لمنتخب فرنسا رغم احترافه في الاتحاد، كان رده حاسماً: (انظروا إلى ما يقدمه، إنه لا يزال الأفضل)، هذا التصريح يحمل في طياته أكثر من مجرد مجاملة؛ إنه إقرار ضمني من صخرة ريال مدريد بأن الدوري السعودي لم يعد مقبرة للنجوم، بل ساحة تنافسية تحافظ على الرتم العالي للاعبين.
هذه النظرة الواقعية من رودريغر تزيل الحاجز النفسي الأهم أمام انتقاله؛ فاللاعب يدرك الآن أن التواجد في الأول بارك لن يخصم من رصيده الدولي أو الفني، خاصة وهو يرى زملاءه السابقين (رونالدو، كانتي) يتألقون دولياً.
لماذا رودريغر هو القطعة الناقصة في النصر؟
ورغم وجود أسماء كبيرة، إلا أن "العالمي" بحاجة ماسة إلى مدافع يتسم بخصائص القيادة العدوانية التي يفتقدها الفريق في المباريات الكبرى. وهنا تظهر قيمة رودريغر لعدة اعتبارات:
أول تلك الاعتبارات هي الشراسة والقيادة، حيث يُعرف رودريغر بأنه محارب في الملعب، النصر لا يحتاج مجرد مدافع يجيد التموقع، بل يحتاج إلى شخصية ترهب الخصوم وتعيد تنظيم الخط الخلفي، وهي صفات صقلها اللاعب في تشيلسي وريال مدريد.
كما يملك اللاعب الخبرة الأوروبية العريضة بصفته أحد أعمدة الدفاع في "الميرنغي" والمنتخب الألماني، ولديه عقلية الفوز التي تتناسب مع طموحات العالمي في حصد الألقاب القارية والمحلية.
وأخيرًا هناك القيمة التسويقية، فالتعاقد مع مدافع أساسي من ريال مدريد، وهو في قمة عطائه ولم ينتهِ كروياً بعد، يمثل ضربة تسويقية هائلة للدوري السعودي ولنادي النصر، توازي صفقات الهجوم الكبرى.
وضع ريال مدريد.. الفرصة سانحة
مستقبل رودريغر في سانتياغو برنابيو ليس مضموناً بالبقاء للأبد، سياسة ريال مدريد مع اللاعبين الذين يتجاوزون سن الثلاثين واضحة وصارمة، وتعتمد على التجديد السنوي أو الاستبدال بدماء شابة.
ومع تقدم رودريغر في العمر، قد تجد إدارة فلورنتينو بيريز في العرض السعودي فرصة مثالية للاستفادة المالية قبل انخفاض قيمته السوقية، خاصة وأن اللاعب جاء مجاناً من تشيلسي.
النصر والمفاوضات.. هل تحسم سنة إينيغو الموقف؟
لا يخفى على أحد أن النصر كان قد أبدى اهتماماً سابقاً باللاعب، وتشير التقارير إلى أن العالمي لا يزال يراقب وضعه عن كثب.
وما يعزز من فرص تحرك النصر نحو رودريغر هو ضبابية المشهد الدفاعي في الفريق، فلاعب إينيغو مارتينيز الذي أثبت قدرات كبيرة وقيادة لدفاع النصر عقده يستمر لعام واحد فقط وينتهي في الصيف.
فبينما قد يكون إينيغو قائد كبير لدفاع النصر ومؤثر بشكل واضح في نتائج الفريق، لكن يبحث النصر عن مشروع طويل الأمد، مدافع يبني عليه الفريق لسنوات قادمة، وليس مجرد سد خانة.
