مصدر دبلوماسي أوروبي: خطة الضمانات الأمنية تحظى بدعم إدارة ترامب
في ليلة كروية دراماتيكية، حسم الأهلي السعودي لقب كأس السوبر لصالحه بعد تغلبه على غريمه التقليدي النصر بركلات الترجيح، وانتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق، حيث قدم الفريقان أداءً قوياً ومتقارباً، إلا أن ركلات الحظ ابتسمت في النهاية للأهلي الذي تمكن من حسم اللقب لصالحه، تاركاً حسرة كبيرة لدى لاعبي وجماهير النصر الذين كانوا يمنون النفس ببدء الموسم ببطولة.
هذه الخسارة لم تكن مجرد ضياع للقب، بل كانت بمثابة جرس إنذار كشف عن العديد من النواقص التي يحتاجها "العالمي" للمنافسة بقوة على جميع الألقاب في الموسم الطويل والشاق.
خسارة النصر للقب السوبر أمام الأهلي لم تكن وليدة الصدفة، بل هي نتيجة لتفوق الأخير في عدة جوانب رئيسة، وهي الجوانب نفسها التي يحتاجها النصر بشدة إذا أراد أن يصبح قوة لا تقهر في الملاعب السعودية والآسيوية، يمكن تلخيص هذه الاحتياجات في 6 نقاط جوهرية.
1. مدرب صاحب مشروع واستمرارية
يمثل وجود مدرب قدير على رأس الجهاز الفني خطوة إيجابية، لكن الأهم من وجوده هو منحه الثقة الكاملة وضمان استمراريته؛ إذ يحتاج النصر إلى الاستقرار الفني وتجنب سياسة التغيير في منتصف الموسم التي أضرت بالفريق سابقا، فبناء فريق قوي يتطلب مشروعا طويل الأمد ورؤية واضحة لا تهتز مع أول تعثر.
2. صفقات نوعية تخدم الفريق
لقد بدأ النادي بالفعل في تدعيم صفوفه بصفقات قوية، إلا أن الأهم هو استكمال هذا العمل بجلب لاعبين يحتاجهم الفريق فعليا في مراكز محددة، على سبيل المثال، تبدو الحاجة ملحة لوجود لاعب خط وسط من طراز عالمي ليلعب بجوار مارسيلو بروزوفيتش؛ ما يزيد من توازن الفريق ويمنحه قوة إضافية في بناء اللعب والسيطرة على منطقة المناورات، بالإضافة لحارس مرمى وظهير أيسر.
3. جمهور داعم ومحفز
يحتاج الفريق إلى دعم جماهيري فعال ومتواصل، خاصة في الأوقات الصعبة؛ إذ إن كثرة الضغط والهجوم على اللاعبين قد تأتي بنتائج عكسية وتفقدهم الثقة، بينما يمثل التشجيع الإيجابي وقودًا يدفعهم لتقديم أفضل ما لديهم وتجاوز التحديات.
4. قادة متعددون داخل الملعب
يعاني الفريق من ندرة في الشخصيات القيادية داخل المستطيل الأخضر، ويبدو أن الثقل الأكبر يقع على عاتق النجم كريستيانو رونالدو وحده؛ إذ يحتاج النصر بشدة إلى لاعبين آخرين يمتلكون الشخصية القوية والقدرة على حمل الفريق وتوجيه زملائهم في اللحظات الحاسمة، فوجود قائد واحد لا يكفي لصناعة فريق بطل.
5. حارس مرمى ودفاع صلب
تمثل المنظومة الدفاعية وحراسة المرمى إحدى أكبر الثغرات في الفريق، فالحالة التي وصل إليها الخط الخلفي تجعل الفريق مكشوفًا وتعتمد على اجتهادات فردية أكثر من كونها منظومة صلبة يمكن الاعتماد عليها. بناء دفاع قوي وحارس مرمى يمنح الثقة لزملائه يجب أن يكون على رأس أولويات النادي.
6. هجوم فتاك لا يكتفي بالأسماء
على الرغم من امتلاك الفريق لأسماء هجومية لامعة، إلا أن الفعالية والجدية قد تغيب أحيانًا، فالفريق بحاجة إلى مهاجمين يملكون الجوع الدائم لتسجيل الأهداف، والقتالية العالية في كل كرة، وليس مجرد أسماء كبيرة قد تفتقر إلى الدافع الحقيقي وتحتاج إلى من يوقظ طموحها من جديد لتقديم الإضافة المرجوة.
ختاما، يمتلك النصر العديد من مقومات النجاح، لكن الطريق نحو منصات التتويج يتطلب عملاً دؤوباً لتلبية هذه الاحتياجات الستة، وتحويل الفريق من مجرد مجموعة نجوم إلى فريق بطل لا يقهر.
