في الوقت الذي ساد فيه القلق أوساط الجماهير الأردنية بعد التأكد من غياب النجم الأول لخط الهجوم، يزن النعيمات، عن موقعة نصف النهائي المرتقبة أمام المنتخب السعودي بسبب الإصابة، بدأ الجهاز الفني للنشامى في تجهيز سلاح سري قد يقلب الطاولة على الجميع، وهو النجم الصاعد عودة الفاخوري.
الأنظار كلها تتجه صوب الفاخوري، الذي لم يعد مجرد ورقة رابحة على دكة البدلاء، بل بات يمتلك من الخصائص ما يجعله كابوساً محتملاً لدفاعات الأخضر الصلبة بقيادة حسان تمبكتي.
ووفقاً لقراءات فنية لمباريات النشامى الأخيرة، هناك 4 مزايا رئيسة تجعل من عودة الفاخوري خطراً حقيقياً لا يقل شراسة عن النعيمات نفسه:
1. الشخصية والجرأة.. قلب ميت في المواعيد الكبرى
أهم ما يميز عودة الفاخوري هو تركيبته الذهنية الفريدة؛ إذ أثبت اللاعب في الدقائق التي خاضها أمام منتخبات ثقيلة مثل مصر والعراق أنه لا يعترف بمصطلح الرهبة.
في الوقت الذي قد يرتبك فيه لاعبون آخرون أمام الحضور الجماهيري الضخم أو ضغط المباريات الإقصائية، يظهر الفاخوري ببرود أعصاب يُحسد عليه.
جرأته في طلب الكرة والالتحام البدني تعطي انطباعاً بأنه لاعب مخضرم وليس شاباً صاعداً، وهي ميزة يحتاجها الأردن بشدة لتعويض كاريزما النعيمات في الملعب.
2. المرونة التكتيكية.. الجوكر الذي يربك الحسابات
بينما كان النعيمات مهاجماً صريحاً بمواصفات خاصة، يتميز الفاخوري بمرونة تكتيكية أوسع، هو ليس مجرد رقم (9) كلاسيكي ينتظر العرضيات، بل يمتلك القدرة على التحول إلى جناح أيمن أو أيسر، أو حتى اللعب كمهاجم ثانٍ متأخر.
هذه اللامركزية ستشكل صداعاً في رأس هيرفي رينارد، مدرب السعودية، فالمدافعون لا يفضلون المهاجم الزئبقي الذي يهرب من الرقابة اللصيقة إلى الأطراف؛ ما يخلق مساحات للقادمين من الخلف.
3. المهارة الفردية.. حلول سحرية في المساحات الضيقة
في مباريات الديربي المغلقة تكتيكياً، غالباً ما تكون الحلول الجماعية معطلة، وهنا تظهر قيمة المهارة الفردية التي يمتلكها الفاخوري.
اللاعب يتمتع بقدرة فائقة على المراوغة في المساحات الضيقة، ومواجهات واحد ضد واحد. هذه المهارة ستكون حاسمة أمام الدفاع السعودي المنظم، حيث يمكن لمراوغة واحدة ناجحة من الفاخوري أن تكسر خطوط الدفاع بالكامل وتضعه في مواجهة المرمى، وهو ما شوهد بوضوح في لقطات سابقة كان فيها قادراً على تجاوز المدافعين بمهارة عالية.
4. الطموح المونديالي.. دافع لإثبات الذات
لعل النقطة الأخطر التي يجب أن يخشاها الدفاع السعودي ليست فنية بقدر ما هي نفسية. عودة الفاخوري يدخل المباراة وفي ذهنه هدف واحد: كأس العالم 2026.
هو يعلم يقيناً أن غياب الأساسيين للإصابة هو فرصته الذهبية ليحجز مكاناً دائماً في التشكيلة التي ستمثل الأردن في المونديال القادم، هذا الدافع الشخصي يولد طاقة انفجارية ورغبة في أكل العشب لإثبات أنه ليس مجرد بديل، بل نجم يستحق القيادة؛ ما يجعله يلعب بـ 200% من طاقته المعتادة.