شوهد الحكم الإنجليزي السابق ديفيد كوت وهو يعمل كمندوب توصيل طرود لصالح شركة "إيفري"، في تحول مفاجئ لمسيرته بعد أشهر من إقالته بسبب تسريب مقاطع فيديو مثيرة للجدل.
كوت، البالغ من العمر 42 عامًا، أقيل من قبل لجنة الحكام المحترفين في إنجلترا PGMOL في ديسمبر الماضي، بعدما ظهرت مقاطع له وهو يشتم يورغن كلوب، مدرب ليفربول السابق، وأخرى يظهر فيها وهو يستنشق مادة بيضاء تبين لاحقًا أنها كوكايين.
اللجنة وصفت سلوكه بأنه يجعل استمراره "غير مقبول"، وأنهى هاوارد ويب، المسؤول عن اللجنة، عقده فورًا.
وتدخل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) أيضًا، وفرض عليه في فبراير الماضي عقوبة الإيقاف لمدة 16 شهرًا بدعوى "انتهاك قواعد السلوك اللائق" و"تشويه صورة كرة القدم والاتحاد الأوروبي".
صحيفة "ذا صن" البريطانية نشرت، تقريرًا عن كوت يظهر فيه وهو يسلّم طردًا لأحد المنازل عبر كاميرا جرس الباب، ضمن عمله الجديد مع شركة "إيفري" في منطقة نيوارك بمقاطعة نوتنغهامشير.
كوت علّق على ذلك قائلًا: "أحاول فقط أن أعيش بصدق. أريد المضي قدمًا واستعادة إحساسي بالمسؤولية والهدف. هذا العمل يشغلني، لكنه ليس وظيفة طويلة الأمد. أركز حاليًا على ما هو مهم، مثل قضاء وقت أكثر مع العائلة والأصدقاء".
أصحاب المنزل الذين تلقوا الطرد أعربوا عن دهشتهم لرؤية شخصية معروفة مثل كوت على بابهم، لكنهم أكدوا أنه يظهر كثيرًا في المنطقة.
إيقاف كوت بدأ في نوفمبر 2023، بعد نشر فيديو يصف فيه كلوب بعبارات مهينة عنصرية.
بعد أيام، نشرت "ذا صن" مقطعًا آخر يُزعم أنه يُظهر كوت وهو يستنشق الكوكايين خلال تواجده في مهمة تحكيمية في بطولة يورو 2024، ما دفع "يويفا" لفتح تحقيق إضافي.
لاحقًا، أوقفه الاتحاد الأوروبي عن إدارة المباريات، ثم كشفت "الاتحاد الإنجليزي" عن خضوعه لتحقيقات في قضية مراهنات، تعود إلى عام 2019، حين طلب صديق له عبر رسائل نصية أن يمنح لاعب ليدز يونايتد، إزغيان أليوسكي، بطاقة صفراء خلال مباراة ضد وست بروميتش. كوت أنكر هذه التهم.
الفيديو المسيء لكلوب قيل إنه صُوّر عام 2020 بعد تعادل ليفربول مع بيرنلي 1-1، وهي المباراة التي شهدت جدلًا تحكيميًا حول ركلة جزاء طالب بها أندي روبرتسون.
الفيديو الآخر، الذي يُظهر كوت مستهلكًا للكوكايين، تم تسجيله في فندق دفع تكاليفه الاتحاد الأوروبي.
كوت أكد أن هذه الأحداث دفعته إلى "مكان مظلم للغاية"، واعترف بأنه استنشق كوكايين، وأنه عانى من نوبات هلع، وقال: "كنت أخاف الخروج من المنزل. شعرت أن الجميع يراقبني ويحكم علي. حتى في السوبر ماركت، شعرت أن كل من حولي يعرف ما فعلته".
بدأ كوت التحكيم في سن 14، وتطور تدريجيًا حتى أدار نهائي دوري الدرجة الأولى عام 2014 على ملعب ويمبلي.
في 2018، وصل إلى قمة مشواره حين أدار أول مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز بين نيوكاسل ووست بروميتش. كما كان ضمن حكام "فيفا" بين 2020 و2022.
في مقابلة عاطفية أجراها في يناير، أشار كوت إلى أن صراعه مع الميول الجنسية كان أحد أسباب انهياره.
وقال: "شعرت بالخزي خلال سنوات المراهقة. لم أخبر والديّ بحقيقتي حتى بلغت 21 عامًا، ولم أُخبر أصدقائي إلا في سن 25".
وأضاف: "أخفيت مشاعري وميولي الجنسية طوال شبابي، وكان ذلك مفيدًا كحكم، لكنه مدمّر كإنسان. وهذا دفعني لسلوكيات مدمرة".
