ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
عانت الكثير من المنتخبات العريقة من أجل اقتطاع بطاقة التأهل لكأس العالم 2026، على غرار البرازيل حاملة الرقم القياسي في عدد التتويجات بخمسة ألقاب، وستغيب منتخبات أخرى لها تاريخها عن النهائيات، مثل السويد والكاميرون ونيجيريا وغيرها، لكن كوراساو الدولة التي لا يعرفها إلا القليلون، صنعت مجدا كرويا جديدا وكتبت صفحة أولى في تاريخ المونديال.
وفي ليلة ستظل عالقة بالأذهان لما يزيد بقليل عن 150 ألف شخص، خطف منتخب كوراساو الأضواء عندما تعادل مع جامايكا في الجولة السادسة والأخيرة من تصفيات أمريكا الشمالية المؤهلة لكأس العالم ليصعد رسميا للنهائيات لأول مرة في البطولة.
واختُتمت، فجر الأربعاء، مباريات الدور الثالث والأخير من تصفيات منطقة "كونكاكاف" المؤهلة إلى كأس العالم، وذلك بتأهل آخر 3 منتخبات مباشرة، وهي كوراساو وهايتي وبنما، فيما تخوض جامايكا وسورينام الملحق العالمي في مارس 2026.
واستفادت كوراساو من التعادل على أرض جامايكا (0 ـ 0) لترفع رصيدها إلى 12 نقطة في المجموعة الثانية، على بعد نقطة واحدة من منافستها وتحجز رسميا مكانها في الحدث المونديالي.
أصغر متأهل لكأس العالم
وتعد دولة كوراساو الواقعة في أمريكا الشمالية من أصغر الدول في العالم، لكن هذه الجزيرة الصغيرة الملقاة في عرض البحر الكاراييبي، نجحت في تحقيق ما عجزت عنه دول أخرى كبرى مساحة وسكانا وتاريخا.
وقبل الحديث عن التأهل التاريخي لمنتخب كوراساو للمونديال، يجدر التأكيد على أن هذا البلد لا يتجاوز تعداد سكانه 155 ألف نسمة، يسكنون أرضا مساحتها لا تغطي أكثر من 444 كليومترا مربعا، لتكون بذلك الدولة الأصغر التي يتأهل منتخبها على مر التاريخ إلى المونديال.
وكانت كوراساو من الدول الخاضعة للاستعمار الهولندي، على غرار بلدان أخرى في شمال وجنوب القارة الأمريكية والبحر الكاراييبي، وحصلت على الاستقلال الجزئي (حكم ذاتي) لكنها لا تزال خاضعة لسيادة هولندا.
وحصلت البلاد على الحكم الذاتي في 10 أكتوبر 2010، أي أن عمرها 15 عاما فقط، وذلك بعد تفكك جزر الأنتيل الهولندية، لكن مملكة هولندا هي المسؤولة حتى الآن عن الدفاع والسياسة الخارجية.
صعود تاريخي في تصنيف الفيفا
وينتمي منتخب كوراساو لمنطقة الكونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى) وتأهل إلى كأس العالم بعد مشوار طويل قطع فيه 3 أدوار كاملة قبل أن يتصدر تصفيات المجموعة الثانية بفارق نقطة عن منتخب جامايكا الذي كان قريبا من خطف البطاقة لولا أنه قبل هدف التعادل من منتخب ترينيداد وتوباغو في الجولة قبل الأخيرة (1 ـ 1).
وفي تلك الجولة انتزع كوراساو التعادل بفوز ساحق على برمودا خارج قواعده بسبعة أهداف دون رد.
ورغم أن المدرب الهولندي الشهير للمنتخب، ديك أدفوكيت لم يكن حاضرا في مباراة التأهل التاريخية، لأسباب عائلية، فإن لاعبي كوراساو بقيادة لياندرو باكونا صمدوا أمام جاماييكا وانتزعوا نقطة أهدتهم بطاقة كأس العالم.

ويحتل منتخب كوراساو المركز 82 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم للمنتخبات، لكن الملاحظين يعتقدون أنه سيكون صاحب الصعود الأكبر في التصنيف الشهري الذي يصدر الأسبوع المقبل بعد أن كتب تاريخا جديدا لبلاده في المونديال، في انتظار أن يعلن طموحاته في النهائيات، الصيف المقبل.