بدأ نادي الزمالك الاستعداد مبكرًا لميركاتو صيفي ساخن، أملاً في استعادة التوازن بعد موسم متقلب، أنهاه الفريق بالتتويج بكأس مصر على حساب بيراميدز، ليُسجل اللقب رقم 29 في تاريخه ويغادر الموسم ببطولة تُرضي جماهيره، ولكن هناك عدة أزمات تواجهه.
ورغم الإنجاز المحلي، تبقى الحاجة ملحة إلى تدعيمات عاجلة في أكثر من مركز.
ويواجه جون إدوارد، المدير الرياضي الجديد لنادي الزمالك، أزمات كبيرة، قد تؤثر على خططه في سوق الانتقالات الصيفي المقبل.
إدارة النادي استقرت بالفعل على التعاقد مع 6 لاعبين على الأقل في مراكز الجناحين، رأس الحربة، الوسط بمركزي 6 و8، وأخيرًا حراسة المرمى.
وضمن هذا المخطط، تسعى اللجنة الفنية لضم لاعبين أجانب من بين العناصر المتاحة مجانًا أو ممن تنتهي عقودهم هذا الصيف.
بالموازاة، تخطط الإدارة للاستغناء عن عدد كبير من اللاعبين، في مقدمتهم سيف الجزيري، ونبيل عماد "دونغا"، ومصطفى شلبي، إضافة إلى أسماء أخرى مثل محمد عاطف، وأحمد رفاعي، وأحمد محمود، وحسام أشرف، مع الفلسطيني عمر فرج الذي انتهت إعارته.
وحتى هذه اللحظة، لا توجد خريطة تعاقدية واضحة معلنة، ولا تأكيد رسميا على المنهجية التي سيتم بها استقطاب اللاعبين، الأمر الذي يفتح الباب أمام التخبط أو التدخلات الفردية.
ممدوح عباس، رئيس الزمالك الأسبق، أعلن توقفه عن أي التزامات مالية جديدة تجاه النادي في المرحلة القادمة.
وكان عباس قد لعب دورًا محوريًّا في تمويل بعض صفقات الموسم السابق، فضلًا عن تخصيص مكافآت للفريق، منها مكافأة الفوز بكأس مصر.
وكتب عباس عبر حسابه في "إكس": "التزاماتي القائمة أمام نادي الزمالك كما هي وسيتم إتمامها بالكامل بما فيها مكافأة الفوز بكأس مصر، ولكن لن آخذ على عاتقي أي التزامات جديدة".
لكن هذا البيان يؤكد نهاية الدعم المباشر، وهو ما يعني فجوة تمويلية تهدد القدرة على إبرام تعاقدات قوية خلال الصيف.
يواجه نادي الزمالك أزمة مالية طاحنة ومتواصلة، تتمثل في تراكم الديون والمستحقات المالية على النادي تجاه لاعبين ومدربين سابقين وأندية أخرى، مما أدى إلى فرض عقوبات من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على النادي، منها إيقاف القيد لعدة فترات انتقالات متتالية.
وتعرض الزمالك لعقوبات إيقاف القيد من فيفا عدة مرات بسبب عدم سداد هذه المستحقات، مما أثر على قدرة النادي على تسجيل لاعبين جدد والتعاقدات استعدادًا للموسم الجديد.
الأزمة المالية لنادي الزمالك ليست جديدة، بل هي مستمرة منذ سنوات، مع تراكم ملفات مالية معقدة تتطلب سداد مبالغ ضخمة لتجنب العقوبات التي تؤثر على استقرار النادي رياضيًّا وإداريًّا.
في الوقت الذي بدأ فيه الزمالك ترتيب أولوياته، تحرك الأهلي سريعًا لإبرام أبرز الصفقات في السوق المحلي.
قبل مشاركته في كأس العالم للأندية 2025، نجح الأهلي في ضم محمد علي بن رمضان، محمود حسن تريزيغيه، حمدي فتحي (على سبيل الإعارة للمونديال)، أحمد سيد زيزو، أحمد رمضان بيكهام، والحارس محمد سيحة.
هذه التعاقدات أغلقت الباب أمام الزمالك في صفقات كان يسعى إليها، أو على الأقل كانت ضمن اهتمامات الجهاز الفني، لتتقلص قائمة الأسماء المتاحة.
لم يعد بيراميدز مجرد نادٍ ينافس على البطولات، بل أصبح رقمًا صعبًا في سوق الانتقالات.
النادي يملك القدرة على تقديم عروض مالية أكبر من الزمالك، وهو ما ظهر في المواسم الماضية، ويتكرر في كل ميركاتو.
وقد يتابع بيراميدز نفس الأسماء التي يستهدفها الزمالك، مما يُعقد من مفاوضات الأبيض، خاصة مع اللاعبين الأجانب أو المحليين أصحاب العقود المنتهية.