لم يكن خروج إلياس زيدان من ريال مدريد حدثًا عابرًا داخل أكاديمية "لا فابريكا"، بل نتيجة لصدام طويل بين الطموح العائلي والواقع الفني الذي فرضه الجهاز التدريبي في فرق الشباب للنادي الملكي.
المدافع الشاب، البالغ من العمر 19 عامًا، خطف الأنظار في كأس العالم تحت 20 عامًا مع منتخب فرنسا، حيث شارك أساسيًا في جميع المباريات حتى خسارة نصف النهائي أمام المغرب بطل البطولة.
أداء إلياس جعل البطولة بمثابة نقطة انطلاق جديدة لمسيرته بعد انتقاله إلى ريال بيتيس، النادي الذي منحه فرصة الاستمرار في التطور نحو الفريق الأول، بعدما توقفت رحلته في ريال مدريد.
إلياس، الذي التحق بأكاديمية ريال مدريد عام 2013 وهو في العاشرة من عمره، تدرج في كل فرق الفئات السنية حتى وصل إلى فريق الشباب "جوفينيل أ".
لكن منتصف موسم 2023-2024 شهد التحول الحاسم، حين وجد نفسه خارج حسابات المدرب ألفارو أربيلوا، مكتفيًا بمشاركتين فقط خلال 21 مباراة.
زيدان الأب لم يقف مكتوف الأيدي، وبعد تحليل الموقف، أدرك أن استمرار ابنه دون دقائق لعب قد يهدد مستقبله الدولي قبل بطولة أوروبا تحت 19 عامًا، خاصة أن المدرب الفرنسي لم يضمن له مكانًا في القائمة النهائية ما لم يشارك بانتظام.
عندها تدخل زيدان شخصيًا وقرر دعم طلب ابنه بالرحيل، ليغادر إلياس العاصمة نحو ريال بيتيس بحثًا عن فرص حقيقية.
الجواب كان في اسمين، الأول هو جوان مارتينيث، والثاني دييغو أغوادو.
الثنائي الشاب خطفا الأضواء في "لا فابريكا" وأصبحا حجر الأساس في خط دفاع فريق أربيلوا، ما جعل إلياس حبيس الدكة رغم محاولاته المستمرة.
حتى في ظل إصابات بعض المدافعين، وجد أمامه منافسين آخرين مثل جاكوبو رامون وكريستيان دافيد اللذين حجزا مكانيهما في التشكيل.
اليوم، يظهر أن رهانات أربيلوا كانت صائبة، مارتينيث شارك في جولة الإعداد للموسم مع الفريق الأول، بينما ظهر أغوادو أساسيًا في كأس الملك الموسم الماضي، وأصبح الاثنان ضمن مشروع كاستيا الجديد تحت قيادة أربيلوا، وسط اهتمام من أنشيلوتي ثم تشابي ألونسو.
خروج إلياس من ريال مدريد لم يكن فشلًا، بل إعادة تموضع، فاللاعب وجد في بيتيس بيئة تمنحه دقائق واستقرارًا، في حين أثبتت مشاركته الدولية الأخيرة أنه تجاوز مرحلة الشك.
أما والده زين الدين زيدان، فكان قراره واضحًا منذ البداية؛ الأفضل لابنه أن يخرج من ظل مدريد ليصنع لنفسه اسمًا، بدل أن يعيش أسيرًا لتاريخ والده داخل النادي.