يعيش فريق النصر السعودي فترة زاهية على مستوى النتائج، حيث يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافه هذا الموسم، متصدراً المشهد بأداء فني مقنع وشخصية قوية داخل الملعب، ولكن، كما هي عادة كرة القدم، تكمن الشياطين في التفاصيل، ويختبئ الخطر خلف المنعطفات الهادئة.
ينتظر "العالمي" خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة اختباراً حقيقياً لصلابة منظومته، ليس فنياً فحسب، بل بدنياً وذهنياً، عبر 4 مطبات صناعية قد تعرقل مسيرة الحلم النصراوي إذا لم يتم التعامل معها بحذر شديد.
1- فخ دوشنبه.. رحلة الشتاء القاسية
أول هذه المطبات وأكثرها دهاءً هو رحلة الفريق إلى طاجيكستان لمواجهة فريق استقلول دوشنبه يوم 26 نوفمبر 2025 ضمن منافسات دوري أبطال آسيا 2، حيث المباراة تأتي في توقيت خادع تماماً؛ فهي تسبق التوقف الخاص بكأس العرب، والسفر الطويل إلى وسط آسيا، واختلاف الأجواء المناخية حيث البرودة الشديدة في هذا الوقت من العام، بالإضافة إلى أرضية الملعب التي غالباً ما تكون عائقاً أمام الفرق التقنية كالنصر، كلها عوامل تجعل من هذه المباراة فخاً منصوباً بعناية، الخوف ليس فقط من فقدان النقاط، بل من استنزاف طاقة اللاعبين قبل ساعات من انضمامهم لمنتخباتهم.
2- فاتورة كأس العرب.. استنزاف النجوم
بمجرد انتهاء مهمة طاجيكستان، لن يلتقط نجوم النصر أنفاسهم، حيث تنطلق صافرة بطولة كأس العرب في قطر مطلع ديسمبر 2025. النصر، المدجج بالنجوم الدوليين، سيدفع ضريبة هذا التميز. المشاركة في بطولة مجمعة ذات رتم عالٍ وتنافسية شرسة تعني أن اللاعبين سيعودون للنادي مستنزفين بدنياً، بدلاً من الحصول على الراحة السلبية التي يحتاجها الجسم في منتصف الموسم لإعادة الشحن. هذا الإرهاق المتراكم هو العدو الأول لأي مدرب يطمح للمنافسة على كل الجبهات.
3- شبح المجهول.. فقدان رتم الانتصارات
المطب الثالث هو ما نطلق عليه المجهول، في عالم كرة القدم، التوقفات الطويلة (التي ستحدث للدوري أثناء كأس العرب) هي سلاح ذو حدين، وغالباً ما تكون سمّاً للفرق التي تعيش حالة نشوة الانتصارات.
النصر حالياً يمتلك أداء عالياً وتناغماً واضحاً بين لاعبيه؛ التوقف الطويل يهدد بكسر هذه الحساسية وتبريد المحركات، العودة بعد الإجازة أو التوقف الطويل غالباً ما تشهد تذبذباً في المستوى، وفقدان النقاط في المباريات الأولى بعد العودة قد يكون ثمنه باهظاً في سباق الدوري النقطي.
4- كابوس الإصابات.. ضريبة تداخل الأجندات
أخيراً، يبقى الخطر الأكبر هو الإصابات، الجمع بين السفر القاري المرهق (طاجيكستان)، واللعب التنافسي الدولي (كأس العرب)، ثم العودة لضغط المباريات المحلية والقارية في يناير، يضع الحمل التدريبي للاعبين في منطقة الخطر.
تداخل الأجندات الدولية مع المحلية يخلق بيئة خصبة للإصابات العضلية التي قد تضرب أعمدة الفريق الرئيسة في أوقات الحسم.