لماذا لا يحظى كريستيانو رونالدو بالتقدير الكافي؟

كتب – نور الدين ميفراني

أكد البرتغالي جورجي جيسوس، المدير الفني الحالي للنصر السعودي، أن مواطنه الأسطورة كريستيانو رونالدو إنسان رائع ولاعب كبير ومرجع عالمي، لكنه لا يتلقى التقدير الكافي في بلده البرتغال.

وقال جيسوس لبرنامج "إر تي بي" البرتغالي: "رونالدو أيقونة عالمية ولم يحصل على التقدير الذي يستحقه في البرتغال، فهو أكبر مرجع رياضي في العالم والأشهر على صعيد مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيره يذهب لما هو أبعد من كرة القدم".

وأضاف: "تدريب رونالدو يمثل تحديا كبيرا بالنسبة لي، هو لاعب مختلف عن غيره، في سن الأربعين ولا يزال يلعب بمستويات عالية".

  

 

وجاء تصريح المدرب البرتغالي ليثير الجدل حول تعامل البرتغال مع أفضل لاعب في تاريخها النجم كريستيانو رونالدو، والذي قادها لأول الألقاب في تاريخها.

ورغم أن كريستيانو رونالدو يعتبر الشخصية الأبرز في البرتغال ومحبوب الجماهير، لكن تصريح جيسوس له عدة أسباب نرصدها في التقرير الآتي.

الانتقادات الكثيرة في الأعوام الأخيرة

مند نهائيات كأس العالم 2022 تعرض رونالدو لانتقادات غير مسبوقة في وسائل الإعلام البرتغالية وصلت لحد المطالبة باعتزاله اللعب الدولي أو عدم إشراكه أساسيا.

وأصبح الإعلام البرتغالي مع كل خسارة للمنتخب يوجه سهام النقد لقائد المنتخب ويطالب بإجلاسه بديلا، ورغم ذلك قاد منتخب بلاده للتتويج بدوري الأمم الأوروبية للمرة الثانية.

 

عدم تقدير دوره التاريخي في البرتغال

قبل قيادة كريستيانو رونالدو للبرتغال لم يحصل المنتخب على أي لقب قاري أو عالمي لدى الكبار، وكان أبرز إنجازاتها نصف نهائي كأس العالم 1966 ونصف نهائي أمم أوروبا 1984 و2000، لكن أفضل لاعب في تاريخ البرتغال وضعها على خريطة الألقاب عبر الفوز بأمم أوروبا سنة 2016 ودوري الأمم الأوروبية مرتين في 2019 و2025 بالإضافة لعدم خروجها من الدور الأول في أي مسابقة قارية أو عالمية سوى مرة واحدة في نهائيات كأس العالم 2014.

 

 

رفع سقف التوقعات والفشل في كأس العالم

إنجازات المنتخب البرتغالي رفقة كريستيانو رونالدو رفعت التوقعات لدى الإعلام البرتغالي الذي أصبح يضع منتخب بلاده مرشحا قويا للفوز بكأس العالم، وبعد كل فشل يحمل المسؤولية للنجم الأول متناسيا أن البرتغال قبل كريستيانو شاركت في النهائيات 3 مرات فقط خلال أول 17 نسخة ومع رونالدو لم تغب عن نهائيات أي بطولة قارية أو عالمية منذ 2004.

 

 

التعامل مقارنة بتعامل الأرجنتين مع ليونيل ميسي

يعامل الإعلام والاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم ليونيل ميسي معاملة مميزة، ورغم عدم فوزه بالألقاب في بداية مسيرته الدولية، لكن الأرجنتينيين والمسؤولين تجندوا جميعا لإعادته، ويعتبر الآمر الناهي في المنتخب الأرجنتيني، ووضعوا اسمه على مقر الاتحاد الأرجنتيني ولا يتعرض لانتقادات بعد الفشل أو الهزيمة ويحصل على حصانة مهمة من الجميع.

بينما لا يعطى كريستيانو رونالدو القيمة نفسها من قبل الإعلام والاتحاد البرتغالي لكرة القدم، ويتحمل مسؤولية كبيرة ويتم المطالبة بإبعاده واعتزاله دوليا، وذلك راجع لثقافة الأوروبيين النقدية العالية والتي لا تستثني أي أحد مهما كانت قيمته، بينما يقدس اللاتينيون نجومهم بشكل كبير كالملك البرازيلي الراحل بيليه، والأسطورة الأرجنتينية الراحل دييغو مارادونا رغم سلوكه خارج الملعب، والنجم الحالي ليونيل ميسي.