انتهت مشاركة الوداد البيضاوي المغربي في كأس العالم للأندية 2025 بخسارة هي الثالثة تواليا في 3 مباريات ضمن الدور الأول من منافسات المجموعة السابعة.
وفرط الوداد، ثالث ترتيب الدوري المغربي للمحترفين لموسم 2024 ـ 2025، في فرصة إنقاذ مشاركته الثالثة في تاريخ البطولة، وذلك بعدما تلقى الخسارة مساء الخميس أمام العين الإماراتي (2 ـ 1) في مواجهة عربية خالصة منحت الأخير فوزه الأول.
ورغم أن نتائج الوداد في المباراتين الأوليين من المجموعة السابعة كانت أفضل بكثير من العين الذي اهتزت شباكه 11 مرة في مباراتين، فإن الفريق المغربي انقاد للهزيمة ليتجرع طعم الإخفاق الذريع في مشاركة ستحدث الكثير من الضجيج في الأوساط الكروية المغربية.
ورغم أن الوداد وقع بالفعل في مجموعة صعبة تضم مانشستر سيتي بطل العالم 2023، ويوفنتوس الإيطالي فإن عوامل عدة أفرزت مشاركة كارثية نوردها في التقرير التالي:
أزمة إدارية متواصلة
يعيش الوداد المغربي منذ أكثر من 18 شهرا على وقع أزمة إدارية لم يسبق له أن شهدها وذلك عقب اعتقال رئيسه التاريخي سعيد الناصيري لضلوعه في جرائم تهريب وإتجار بالمواد المخدرة وغيرها من التهم التي لا يزال الناصيري يقبع بسببها في السجن بعد أن أدانه القضاء المغربي.
وتولى هشام آيت منا تسيير المكتب الإداري للوداد خلال أواخر الموسم الماضي وطيلة الموسم الجاري، لكنه فشل في إرساء دعائم إدارية لنجاح الفريق بل لم يحصل حوله الإجماع من قبل الجماهير التي طالبت برحيله منذ بداية الموسم بعد الفشل في تحقيق نتائج إيجابية.
وألقت الأزمة الإدارية بظلالها على أجواء الوداد قبل المشاركة في كأس العالم للأندية حتى أن الفريق سافر إلى الولايات المتحدة في غياب رئيس مجلس الإدارة هشام آيت منا.
ولم يحقق الوداد المغربي أي انتصار في ثلاث مشاركات في كأس العالم للأندية وتلقى الخسارة في 5 مباريات خاضها في نسخ 2017 و2022 و2025.
وقبل مواجهة العين مساء الخميس، كان الجميع يمني النفس بفوز شرفي مكاسبه المادية كبيرة، لكن فريق المدرب أمين بنهاشم انقاد مجددا للخسارة وفشل حتى في الحصول على نقطة واحدة من حضوره المونديالي.
موسم محلي فاشل
فشل الوداد في تحقيق نتائج إيجابية في الدوري المغربي وكأس العرش وأنهى السباق المحلي في المركز الثالث خلف نهضة بركان البطل والجيش الملكي وصيفه.
وسيخوض نهضة بركان والجيش دوري أبطال إفريقيا 2025 ـ 2026 بينما سيغيب فريق المدرب محمد أمين بنهاشم عن المسابقة الإفريقية الكبرى ليشاركوا في الكونفدرالية، فيما سيكون غيابهم عن دوري الأبطال للموسم الثاني تواليا.
الفشل في الدوري وكأس العرش كان من بين عوامل الإخفاق الذريع للفريق في المونديال إذ بدا واضحا أن الوداد لم يستعد بما فيه الكفاية لمقارعة الأندية الكبرى في تجمع كروي عالمي يضم 32 فريقا هم الأفضل في العالم.
تغيير فني في الوقت غير المناسب
قبل نهاية الموسم بأسابيع قليلة أقدمت إدارة الوداد على إعلان القطيعة مع المدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا بعد أقل من موسم من توليه قيادة الفريق.
وما من شك أن نتائج الفريق البيضاوي مع موكوينا لم تكن إيجابية بالمرة، ولكن تغيير المدرب في فترة حساسة من الموسم وقبل أسابيع قليلة على المشاركة في كأس العالم كان وقعه مدويا على الفريق.
وكان أمام المدرب الجديد محمد أمين بنهاشم وقت ضيق للغاية لإعداد فريق قادر على الوقوف في وجه أندية في قيمة وإمكانات ورصيد مانشستر سيتي ويوفنتوس، أو حتى الفوز على العين الإماراتي، وهو المنافس الذي كان بالإمكان الفوز عليه ومنافسته نظريا على المركز الثالث للمجموعة السابعة.
ورغم أن حادث السير الذي تعرض له مدرب الوداد قبل يوم من مواجهة العين، لم يكن له تأثير فعلي على تحضيرات الفريق، فإن من سوء حظ الوداد ومدربه بنهاشم أن يستعدوا للمباراة في أوضاع معنوية صعبة.
تعاقدات دون إضافة كبيرة
كان الوداد المغربي من أكثر أندية المونديال إقبالا على نافذة الانتقالات الاستثنائية التي أقرها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لأندية كأس العالم، إذ تعاقد مع 6 لاعبين هم الدولي السابق المخضرم نور الدين أمرابط وحمزة هنوري والهولندي بارت مايرز والبوركيني عزيز كي والمهاجم السوري الشهير عمر السومة، والبرازيلي فيريرا.
كانت تعاقدات الوداد المونديالية كثيرة العدد ولكن فعليا لم تحقق أية إضافة إذ باستثناء أمرابط الذي وظف خبرته لمساعدة فريقه فإن البقية لم تحقق ما جاءت من أجله.
ويمكن اعتبار أن ضيق الوقت ساهم في ظهور الوافدين الجدد على الوداد المغربي بشكل متواضع إذ أن جميعهم كان بحاجة إلى مزيد من المباريات للاندماج في التشكيلة والتناغم من فكر المدرب.
وإجمالا، كانت مشاركة الوداد بالفعل كارثية للفريق الذي ينتظره عمل كبير ومجهودات على أكثر من صعيد لاستعادة مكانته إفريقيا والتطلع إلى ظهور يليق بتاريخه.