في سيناريو بات يُنظر إليه داخل أروقة برشلونة على أنه "اضطهاد متعمد"، يجد المدرب هانزي فليك نفسه في مواجهة أزمة حقيقية، إذ يبدو أن فريقه قد تم "تدميره" بشكل ممنهج قبل أسابيع قليلة من موقعة الكلاسيكو المرتقبة أمام ريال مدريد، القصة التي تكشفت خلال فترة التوقف الدولي في أكتوبر 2025 لم تعد مجرد قصة إصابات، بل أصبحت فضيحة مدوية عنوانها الأبرز: "ازدواجية المعايير".
تفجرت الأزمة بإصابة النجم داني أولمو، أحد الركائز الأساسية في مشروع فليك، بتمزق عضلي خلال تدريبات المنتخب الإسباني؛ مما يهدد بغيابه لأسابيع قد تطال مباراة الكلاسيكو، لكن الصدمة لم تكن في الإصابة ذاتها، بل في الكواليس التي سبقتها، وكشفت عن "كيل بمكيالين" فاضح من قبل الجهاز الفني للمنتخب الإسباني في التعامل مع لاعبي برشلونة وريال مدريد.
فضيحة الكيل بمكيالين
قبل يومين فقط من إصابة أولمو، وتحديداً في 8 أكتوبر، أعلن الاتحاد الإسباني لكرة القدم استبعاد مدافع ريال مدريد، دين هويسن، من معسكر المنتخب وعودته لناديه.
البيان الرسمي أشار إلى "إصابة عضلية"، لكن التقارير الصحفية الموثوقة أكدت أن اللاعب وصل المعسكر وهو يعاني "إرهاقا عضليا"، فتم اتخاذ قرار فوري بإراحته وعدم المخاطرة به حمايةً له ولناديه.
هنا يكمن جوهر الفضيحة، فبحسب تصريحات مدرب المنتخب لويس دي لا فوينتي نفسه، فإن داني أولمو أيضاً وصل إلى المعسكر "وهو يعاني بعض المشاكل البدنية والإرهاق".
ورغم أن نادي برشلونة كان قد أبدى قلقه من الحالة البدنية للاعبه الذي خاض مباريات ماراثونية، فإن الجهاز الفني للمنتخب أصر على بقائه ومشاركته في التدريبات.
النتيجة كانت كارثية، لاعب ريال مدريد المرهق عاد إلى ناديه سالمًا ليستعد، بينما لاعب برشلونة المرهق أُجبر على البقاء حتى انهار جسده تحت وطأة الحمل الزائد.
تاريخ من الاستنزاف الممنهج
هذه الحادثة لم تكن صدفة عابرة، بل هي حلقة جديدة في مسلسل طويل من استنزاف نجوم برشلونة مع المنتخبات الوطنية، وهو ما يثير الشكوك حول وجود تعمد لإضعاف الفريق الكتالوني.
الذاكرة لا تزال حية مع مآسٍ شبيهة؛ فالإرهاق الذي تعرض له بيدري بعد مشاركته في اليورو والأولمبياد عام 2021 أدخله في دوامة من الإصابات كادت أن تنهي مسيرته.
ثم جاءت الإصابة المروعة لجافي بقطع في الرباط الصليبي خلال مباراة "تحصيل حاصل" للمنتخب، التي حرمت برشلونة من أحد أهم أعمدته لأشهر طويلة. كما عانى لامين يامال، الجوهرة الشابة، من الإرهاق والإصابات جراء الدفع به في كل المحافل الدولية من دون مراعاة لسنه الصغير وحاجته للراحة.

وأخيرًا، جاءت إصابة يامال في سبتمبر التي عادت له بعد أن غاب عن بعض اللقاءات مع برشلونة، ورغم ذلك استدعاه المدرب دي لا فوينتي للمنتخب قبل أن يستبعده لاحقًا.
الأمر ليس في إسبانيا فقط، لكن مع البرازيل أيضًا التي لم تستدعِ أي لاعب من ريال مدريد لتوقف سبتمبر، بينما ذهب رافينيا ولعب مباريات مرهقة وغير ضرورية تحت قيادة مدرب الملكي السابق كارلو أنشيلوتي.
النمط المتكرر يثير غضباً عارماً في برشلونة، الشعور السائد هو أن لاعبي النادي يُستهلكون بلا رحمة حتى آخر قطرة، بينما يتم التعامل مع لاعبي أندية أخرى، وعلى رأسها ريال مدريد، بحذر وحماية فائقة.
اليوم، يقف هانزي فليك ينظر إلى قائمة فريقه التي تضربها الإصابات، ويدرك أن المعركة القادمة لن تكون فقط ضد خصم قوي على أرض الملعب، بل ضد ما يبدو أنه نظام يتعامل بمعايير مختلفة، تاركاً برشلونة يدفع ثمناً باهظاً قد يكلفه الكثير في سباق الليغا الحاسم.