ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
في ليلة كانت مهيأة لتكون احتفالية خالصة في تاريخ ريال مدريد، نجح النادي الملكي في تحقيق فوز صعب وثمين على أولمبيك مارسيليا بنتيجة 2-1، ليكتب بذلك سطرين من ذهب في سجلات دوري أبطال أوروبا، فقد أصبح أول نادٍ في التاريخ يصل إلى 200 انتصار في البطولة، وأول من يسجل 700 هدف.
لكن خلف بريق الأرقام القياسية، كان هناك رجل واحد كاد يفسد الحفل بأكمله، جدار أرجنتيني عملاق اسمه جيرونيمو رولي، الذي قدم أداءً خارقًا سيبقى في الذاكرة طويلاً.
أداء أسطوري يُحبط هجوم مدريد
لم تكن المباراة سهلة على الإطلاق لأصحاب الأرض، فمنذ الدقيقة الأولى، اصطدم هجوم ريال مدريد المتواصل بـ "أخطبوط" في المرمى.
قدم رولي ليلة للتاريخ، حيث تصدى لـ13 تسديدة على مرماه، وهو رقم مذهل يعكس حجم الضغط الذي تعرض له، لكن الأرقام لا تروي القصة كاملة، فالإحصائيات المتقدمة كشفت أن الحارس الأرجنتيني منع ما قيمته 3.62 هدف متوقع؛ ما يعني أنه حوّل ثلاث كرات على الأقل كانت ستسكن الشباك في أي ليلة أخرى إلى تصديات إعجازية.
هذا الأداء الأسطوري لم ينقذ فريقه من الخسارة فحسب، بل تسبب في حالة من الإحباط والغليان لدى لاعبي مدريد، وبلغت ذروتها في لقطة طرد داني كارفخال الذي فقد أعصابه أمام هذا الجدار البشري.
عقلية تحليلية أشاد بها ميسي
لكن من هو هذا الحارس الذي أثار إعجاب الجميع؟ جيرونيمو رولي ليس مجرد حارس مرمى متألق، بل هو شخصية تحمل في مسيرتها قصصًا مثيرة. علاقته بالأسطورة ليونيل ميسي تضيف بعدًا آخر لشخصيته. فرغم أنه كان الحارس الثالث في كتيبة الأرجنتين الفائزة بكأس العالم 2022، فإن دوره كان أعمق من مجرد الجلوس على الدكة.
بعد المونديال، كشف ميسي بنفسه عن أهمية رولي في الكواليس، قائلًا: "لقد كنت أدرس حراس مرمى الخصوم مع رولي وديبو مارتينيز. كان يساعدنا بعقليته التحليلية".
هذه الشهادة من قائد المنتخب تبرز أنه ليس مجرد حارس موهوب، بل يمتلك فهمًا عميقًا للعبة أسهم، ولو من خلف الستار، في تحقيق الإنجاز التاريخي.
"الصفقة الشبح" في مانشستر سيتي
لعل أغرب المحطات في مسيرة رولي على الإطلاق هي قصته مع مانشستر سيتي، في عام 2016، وقع رولي عقدًا رسميًّا مع العملاق الإنجليزي، لكنه لم يسافر قط إلى مدينة مانشستر، لم يتدرب مع الفريق، ولم يزر حتى مرافق النادي. كانت "صفقة شبحية" تم فيها بيعه وإعارته في الوقت ذاته، ليصبح لاعبًا في تاريخ السيتي دون أن تطأ قدماه النادي.
في النهاية، خرج ريال مدريد بالنقاط الثلاث والأرقام القياسية، لكن ليلة الأبطال شهدت ميلاد وحش كاسر في حراسة مرمى مارسيليا.
خسر جيرونيمو رولي المباراة، لكنه فاز باحترام العالم وأثبت أنه أكثر من مجرد حارس، بل هو صديق ميسي، اللاعب الشبح في مانشستر، والبطل الذي كاد يكتب التاريخ وحيدًا في قلب مدريد.