مقتل 8 أشخاص بغارات أمريكية على 3 مراكب في شرق المحيط الهادئ
في عالم كرة القدم، لا تسير الأمور دائمًا كما يتم التخطيط لها، وقصة احتراف النجم السعودي سعود عبد الحميد هي خير دليل على ذلك.
فبعد الضجة الكبرى التي صاحبت خروجه من الهلال بحثًا عن المجد الأوروبي، يجد الظهير الطائر نفسه الآن عند مفترق طرق حاسم مع اقتراب سوق الانتقالات الشتوية لعام 2026.
وبينما كان الطموح يعانق السماء، اصطدم الواقع بتفاصيل قاسية قد تجعل العودة إلى الديار وتحديدًا إلى الزعيم ليست مجرد خيار، بل حتمية تفرضها الظروف. نستعرض هنا 5 أسباب جوهرية تجعل عودة سعود عبد الحميد للهلال مسألة وقت لا أكثر.
1. كابوس الجليد في فرنسا: 207 دقائق فقط!
لغة الأرقام لا تكذب، وهي الآن العدو الأول لسعود في تجربته الفرنسية. اللاعب الذي اعتاد أن يحرث الملعب طولًا وعرضًا بقميص الهلال والمنتخب، وجد نفسه حبيس دكة البدلاء مع نادي لانس.
مشاركة سعود لم تتجاوز 207 دقائق طوال النصف الأول من الموسم، وهو رقم كارثي للاعب في ذروة عطائه الكروي.
هذا التهميش الفني لم يقتل حساسية المباريات لدى اللاعب فحسب، بل ضرب ثقته في مقتل. البقاء في أوروبا لمجرد الاسم دون لعب فعلي هو انتحار بطيء لموهبة سعود، والعودة للهلال تضمن له فورًا استعادة مكانه الأساسي ودقائق اللعب التي يفتقدها بشدة.
2. فيتو هيرفي رينارد والمونديال
لا يخفى على أحد الصرامة التي يتمتع بها الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب المنتخب السعودي. رينارد لديه قاعدة ذهبية: من لا يلعب مع ناديه، لا مكان له في تشكيلتي.
مع اقتراب كأس العالم 2026، ومع احتدام المنافسة في التصفيات، لن يجامل رينارد أحدًا على حساب جاهزية الأخضر. سعود يعلم يقينًا أن استمراره حبيس الدكة في فرنسا يعني تضاؤل فرص انضمامه للمنتخب أو على الأقل فقدان مركزه الأساسي لصالح أسماء محلية تشارك بانتظام.
العودة للهلال هي طوق النجاة الوحيد لضمان مقعده في طائرة المونديال.

3. جواو كانسيلو.. الرغبة في الرحيل تفتح الباب
في الجهة المقابلة بالرياض، لا يبدو الوضع مستقرًا تمامًا في مركز الظهير الأيمن للهلال. التقارير المتواترة تؤكد أن البرتغالي جواو كانسيلو لا يشعر بالارتياح التام ولديه رغبة قوية في قطع رحلته السعودية والعودة إلى الملاعب الأوروبية في أقرب فرصة.
رحيل كانسيلو المحتمل سيخلق فجوة فنية هائلة في تشكيلة الهلال، ولن تجد الإدارة بديلًا أفضل، وأجهز، وأكثر معرفة ببيئة النادي من سعود عبد الحميد. هذه الرغبة المشتركة (حاجة الهلال لظهير ورغبة كانسيلو في الرحيل) تجعل عودة سعود هي الحل السحري لجميع الأطراف.
4. سراب العروض الأوروبية
عندما نتحدث عن البقاء في أوروبا، يجب أن نسأل: أين البديل؟ الواقع السوقي يشير بوضوح إلى عدم وجود عروض أوروبية قوية تضمن لسعود اللعب أساسيًا. الأندية الكبرى لا تغامر بضم لاعب لم يشارك تقريبًا طوال الموسم في فترة الانتقالات الشتوية، وعروض أندية الوسط أو القاع قد لا تلبي طموح اللاعب المادي أو الفني.
بينما الانتقال لنادٍ أوروبي آخر للجلوس مجددًا على الدكة سيكون بمثابة رصاصة الرحمة على مسيرته، فإن عرض الهلال سيكون الخيار الأكثر أمانًا وجاذبية واستقرارًا.
5. ضغط الشارع الرياضي لإنقاذ الموهبة
أخيرًا، لا يمكن تجاهل العامل النفسي والجماهيري. الإعلام السعودي والجمهور يمارسون ضغطًا هائلًا ليس فقط على اللاعب، بل على وكيله ومحيطه والأندية السعودية، تحت شعار أنقذوا سعود. هناك حالة من الإجماع على أن موهبة سعود عبد الحميد هي ثروة وطنية لا يجب تركها تذبل في صقيع دكة البدلاء الأوروبية.
هذا الدعم الجماهيري الكبير، والمطالبات المستمرة بعودته، تمنح سعود الغطاء الشرعي للتراجع عن حلمه الأوروبي مؤقتًا دون أن يشعر بالهزيمة، بل سيعود كبطل يُستقبل بحفاوة لإنقاذ الجبهة اليمنى للزعيم.
كل الطرق تؤدي إلى الرياض. بين دكة باردة في فرنسا، وخوف من ضياع حلم المونديال، وحاجة الهلال الماسة لخدماته، تبدو عودة سعود عبد الحميد للملعب الذي شهد توهجه هي السيناريو الأكثر منطقية وواقعية في شتاء 2026.