في سوق انتقالات لا يعترف بالمستحيل، وبين غريمين لا يقبلان بأنصاف الحلول، يُطرح اليوم السيناريو الأكثر جنونًا في تاريخ الدوري السعودي: هل ينتقل عبد الرحمن غريب من النصر إلى الهلال؟
قد يبدو الأمر خيانة كبرى، لكن بالنظر إلى واقع اللاعب، قد يكون هذا هو طوق النجاة الوحيد، فبعد أن كان الفتى الذهبي للكرة السعودية، وجد غريب نفسه هامشيًا في قلعة الأول بارك، إنه ضحية الازدحام الفاخر؛ ففي وجود الأسطورة كريستيانو رونالدو، وساديو ماني، وكومان وجواو فيليكس، تحوّلت موهبة غريب الفذة من حل إلى خيار ثانوي باهظ الثمن على دكة البدلاء.
هذا التهميش يهدد بإطفاء مسيرة لاعب كان يُنتظر منه أن يقود "الأخضر" لسنوات، ومن هنا، يبرز الهلال كحل صادم ومنطقي في آن واحد، لثلاثة أسباب رئيسية:
1. الجرأة.. لقد فعلها من قبل
عبد الرحمن غريب ليس ابنًا مخلصًا لنادٍ واحد، لقد أثبت أنه يمتلك الجرأة لاتخاذ قرارات مصيرية لإنقاذ مسيرته. عندما غادر بيته الأول، الأهلي، للانضمام إلى مشروع النصر، أثبت أنه لاعب طموح لا عاطفي.
هذه السابقة تجعل فكرة انتقاله للغريم الهلال ممكنة، هو يبحث عن المشروع الأفضل الذي يضمن له اللعب، وليس مجرد الانتماء، إذا كان النصر هو المشروع في 2022، فإن الهلال هو الضمانة في 2025.

2. الإغراء.. اللعب بجوار الأفضل تاريخيًا
لا يوجد إغراء رياضي في السعودية يضاهي ارتداء قميص الهلال، الزعيم هو مصنع الأساطير المحلية والضمان الأقرب لمنصات التتويج. بالنسبة لغريب، اللعب في الهلال ليس مجرد انتقال، بل هو ترقية.
الفكرة المطروحة لا تعني إزاحة سالم الدوسري، بل مساندته، أن يكون غريب هو الوريث والبديل الجاهز في مركز الجناح، أو حتى اللعب كصانع ألعاب خلف سالم، يعني أنه سيحصل على دقائق لعب أكثر جودة في منظومة تكتيكية مستقرة وهو ما يفتقده في النصر أحيانًا، ويضمن الحفاظ على مكانه في المنتخب.
3. المصلحة.. فرصة رياضية ومادية
في النهاية، يبحث غريب عن فرصة أفضل. رياضيًا، فالجلوس على الدكة يقتل هذه المرحلة من مسيرته، والهلال، الذي يعاني حاليًا من مجزرة إصابات ويحتاج إلى دكة بجودة الأساسي، سيوفر له هذه الفرصة.
وماديًا، لن يبخل الهلال. خطف موهبة محلية بحجم غريب من قلب الغريم التقليدي النصر هو صفعة تسويقية وإدارية تستحق دفع الملايين، سيضمن غريب عقدًا ضخمًا ومكانًا في مشروع بطل قاريًا ومحليًا.
الخلاصة، أن عبد الرحمن غريب يقف أمام مفترق طرق: إما البقاء هامشيًا في ظل نجوم النصر العالميين، أو القيام بالانقلاب الأكبر في تاريخ انتقالات الدوري، والذهاب إلى الهلال لإحياء مسيرته من جديد.