مكتب نتنياهو: إسرائيل هي التي بادرت بالهجوم ونفذته وتتحمل المسؤولية الكاملة عنه
مع قرب إسدال الستار على سوق انتقالات صاخب في الدوري السعودي، وجد نادي النصر وإدارته المقربة من الأسطورة كريستيانو رونالدو أنفسهم في مرمى نيران الانتقادات، رغم الصفقات الكبيرة التي أبرمتها.
تركز الهجوم على الفشل في إدارة ملف الراحلين والفجوة الفنية المزعومة مع المنافسين. ولكن، هل هذا الحكم دقيق؟ للإجابة على هذا السؤال، يجب تجاوز الأقوال والنظر إلى الأفعال عبر أربع نقاط حاسمة.
1- كرة القدم تُلعب على العشب
ترددت أصوات كثيرة تقارن بين جودة لاعبي النصر في بعض المراكز ومنافسيهم، خاصة على صعيد الأظهرة. لكن هذه المقارنات "الورقية" غالبًا ما تتجاهل القاعدة الأهم في عالم كرة القدم: المباريات تُحسم على أرض الملعب وليس على قوائم الأسماء.
التاريخ مليء بالفرق التي حققت البطولات بمنظومات متكاملة ومتجانسة، وليس بالضرورة امتلاك أفضل لاعب في كل مركز.
بناء فريق قوي لا يعتمد فقط على استقطاب النجوم، بل على خلق الانسجام والتوازن، وهو ما يبدو أن النصر يعمل عليه. العبرة في النهاية بالأداء الجماعي على العشب، لا ببريق الأسماء في الكشوفات.
2- تفصيلة بسيطة فصلت النصر عن أولى البطولات
أفضل رد على المشككين في قدرة الفريق على المنافسة جاء سريعًا في بداية الموسم. وصل النصر إلى نهائي كأس السوبر السعودي وقدم أداءً قويًا أمام منافس عنيد.
لم يفصل الفريق عن التتويج بأول ألقاب الموسم سوى ركلات الحظ الترجيحية، وهي تفصيلة بسيطة لا تعكس فشلاً فنيًا أو تكتيكيًا، بل تُظهر أن الفريق يملك الشخصية والجودة اللازمتين للوصول إلى النهائيات والمنافسة بقوة حتى اللحظة الأخيرة. أن تكون على بعد خطوة من منصة التتويج هو مؤشر قوة، وليس دليل ضعف.
3- بداية الدوري.. أفعال لا أقوال
انطلقت عجلة دوري روشن السعودي، ومعه بدأ الرد الفعلي والحقيقي داخل المستطيل الأخضر. قدم النصر بداية قوية ومقنعة، محققًا نتيجة أفضل إيجابية أظهرت جاهزية الفريق وعلو كعبه. جاءت هذه البداية لتكون أفعالًا ملموسة تتحدث بصوت أعلى من أقوال المنتقدين.
في الوقت الذي كانت فيه سهام النقد توجه للإدارة، كان اللاعبون بقيادة رونالدو يقدمون أداءً مميزًا يضع الفريق في مقدمة سباق الدوري مبكرًا، وهو ما يثبت أن التركيز ينصب على تحقيق الانتصارات.
4- تقييم العمل في الانتقالات
بمراجعة موضوعية لسوق انتقالات النصر، نجد أنه كان مزيجًا بين النجاحات الكبيرة والإخفاقات الواضحة.
● الجانب الإيجابي: نجحت الإدارة في استقطاب قوة هجومية عالمية متمثلة في جواو فيليكس وكينجسلي كومان، بالإضافة إلى مدافع صاحب خبرة عريضة من الطراز الرفيع هو إينيغو مارتينيز. هذه التعاقدات رفعت من جودة الفريق بشكل لا يقبل الشك.
● الجانب السلبي: الإخفاق الأبرز كان في إدارة ملف اللاعبين الراحلين، وتحديدًا الفشل في تسويق عقود اللاعبين الذين خرجوا من حسابات المدرب، مما يمثل عبئًا على النادي. يُضاف إلى ذلك القرار الخاطئ بالسماح برحيل المدافع علي لاجامي إلى الغريم المباشر الهلال، في خطوة تقوي المنافس وتضعف خيارات الفريق الدفاعية.
الخلاصة: من المبكر جدًا وصف مهمة إدارة النصر بـ"الفاشلة". فرغم وجود أخطاء إدارية واضحة، خصوصًا في ملف الراحلين، إلا أن الأداء القوي والمنافسة على الألقاب وبداية الدوري المثالية، كلها مؤشرات إيجابية تثبت أن الفريق يسير على الطريق الصحيح فنيًا. الحكم النهائي يبقى معلقًا حتى نهاية الموسم.