في ليلة من ليالي المجد التي اعتاد عليها المصريون مع نجمهم الأسطوري، قاد محمد صلاح منتخب مصر للتأهل رسميًّا إلى نهائيات كأس العالم 2026 بعد الفوز على جيبوتي بثلاثية نظيفة، وهي المرة الرابعة في تاريخ منتخب مصر التي يصل فيها إلى المونديال منها اثنتان بفضل أسطورة ليفربول.
منذ الدقيقة الرابعة عشرة، بصم محمد صلاح على الهدف الثاني لمنتخب بلاده بعد تمريرة من محمود حسن "تريزيغيه"، ثم عاد في الدقيقة الـ84 ليؤكد التأهل ويضع بصمته الثانية بعد تمريرة من مروان عطية، ليختتم اللقاء بهدفه رقم 63 بقميص المنتخب المصري.
بهذين الهدفين، واصل محمد صلاح كتابة التاريخ، إذ رفع رصيده إلى 20 هدفًا في تصفيات كأس العالم، ليصبح الهداف التاريخي لتصفيات أفريقيا متفوقًا على عمالقة القارة مثل ديديه دروغبا، صامويل إيتو، وإسلام سليماني، أصحاب الـ18 هدفًا فقط.
كما انفرد صلاح بصدارة المساهمات التهديفية لمنتخب مصر في التصفيات الحالية، بعدما وصل إلى 12 مساهمة مباشرة (9 أهداف و3 تمريرات حاسمة)، متفوقًا على أقرب زملائه "تريزيغيه"، الذي أسهم في 7 أهداف.
ومع وصوله إلى 63 هدفًا مع منتخب مصر، تخطى صلاح أسماء بحجم الظاهرة رونالدو وإبراهيموفيتش، أصحاب الـ62 هدفًا، وأصبح على بُعد هدفين فقط من الإيفواري ديديه دروغبا، وخمسة أهداف من معادلة الأسطورة حسام حسن ولويس سواريز، ليصبح قريبًا جدًّا من لقب الهداف التاريخي للفراعنة عبر العصور إذ يحتاج إلى 6 أهداف فقط للانفراد بالقمة.
أما أفريقيًّا، فإن تخطي حسام حسن سيجعل صلاح ثالث أكثر اللاعبين تسجيلًا للأهداف الدولية في القارة السمراء، خلف كيناه فيري أسطورة مالاوي صاحب 71 هدفًا، وغودفري تشيتالو أسطورة زامبيا صاحب الرقم القياسي بـ78 هدفًا، إذ يحتاج صلاح إلى 16 هدفًا فقط لينفرد بصدارة قائمة الهدافين التاريخيين للاعبي القارة الأفريقية.
وعربيًا، وصل محمد صلاح إلى المركز السادس ضمن أكثر اللاعبين تسجيلًا للأهداف مع منتخبات بلادهم، في القائمة التي يتصدرها الإماراتي علي مبخوت برصيد 85 هدفًا، ويأتي في المركز الثاني العراقي حسين سعيد برصيد 78 هدفًا، وفي المركز الثالث الكويتي بشار عبدالله برصيد 75 هدفًا، ثم في المركز الرابع السعودي ماجد عبدالله برصيد 72 هدفًا، وفي المركز الخامس المصري حسام حسن برصيد 68 هدفًا، ويأتي محمد صلاح في المركز السادس برصيد 63 هدفًا.
محمد صلاح لم يعد مجرد لاعب استثنائي، بل أصبح حالة كروية فريدة تجمع بين الموهبة والإصرار، بين المجد الفردي والإنجاز الجماعي، بين تواضع الكبار وعظمة الأساطير، إنه ببساطة ملك مصر الذي لا يعرف المستحيل.
