logo
رياضة

استفاق بعد فوات الأوان.. 5 حقائق مؤلمة تكشفها هزيمة منتخب تونس أمام نيجيريا

مباراة تونس ونيجيريا في كأس الأمم الأفريقيةالمصدر: حساب كاف عبر إكس

خادعة هي لغة الأرقام أحياناً.. فعندما تنظر إلى النتيجة النهائية لمباراة تونس ونيجيريا في كأس الأمم الإفريقية 2025 (2-3)، قد تشعر للوهلة الأولى أننا كنا أمام ندية كبيرة، أو ريمونتادا تونسية حبست الأنفاس في الدقائق الأخيرة وكادت أن تقلب الطاولة.

لكن الواقعية تفرض على نسور قرطاج وجماهيرهم الاعتراف بأن ما حدث في الربع ساعة الأخيرة، رغم إيجابيته، لا يجب أن يغطي على الأخطاء التي ظهرت في أغلب فترات اللقاء. 

تلك الصحوة المتأخرة يجب أن تكون نقطة انطلاق للتصحيح وليس مبرراً للطمأنينة، لأن النتيجة النهائية قد لا تعكس بدقة صعوبة المجريات التي عاشها الفريق.

الهزيمة أمام نيجيريا كشفت عن 5 ملاحظات فنية يجب الوقوف عندها قبل قادم المواعيد:

1. صحوة متأخرة.. رد فعل وليس فعلاً 

الانتفاضة التي حدثت بتسجيل هدفين بعد الدقيقة 75 تحسب لروح اللاعبين في عدم الاستسلام، لكنها تثير تساؤلاً هاماً: لماذا تأخرت هذه الروح؟

الحقيقة أن المنتخب التونسي دخل في أجواء المباراة الحقيقية متأخراً، والشعور بقرب التعادل في النهاية لا ينفي أن الفريق ترك المبادرة للمنافس لفترة طويلة، مما صعب المهمة وجعل العودة مرهونة بعامل الوقت الذي لم يكن في صالح النسور.

أخبار ذات علاقة

مباراة تونس ونيجيريا في كأس الأمم الأفريقية

موعد مباراة منتخب تونس القادمة ضد تنزانيا

2. هدوء المنافس.. سلاح ذو حدين 

يجب قراءة عودة تونس في سياق سيناريو المباراة؛ فالمنتخب النيجيري بعد تقدمه بثلاثية، مال إلى الهدوء وتسيير اللقاء بأقل مجهود، مع إجراء تغييرات لإراحة نجومه. 

هذا التراجع النسبي، والثقة الزائدة لدى النسور الخضراء، منح تونس مساحات للتحرك لم تكن متاحة طوال 75 دقيقة. 

بالتالي، السيطرة في الدقائق الأخيرة كانت مشتركة بين رغبة تونسية في تقليص الفارق وهدوء نيجيري مبرر بالنتيجة.

أخبار ذات علاقة

احتفال منتخب نيجيريا

ترتيب مجموعة منتخب تونس بعد الخسارة أمام نيجيريا

3. الحلول الهجومية.. والحاجة للتنويع 

بتحليل هدفي تونس، نجد أن الكرات الثابتة كانت كلمة السر؛ الهدف الأول من ركنية، والثاني من ركلة جزاء. هذا الأمر، وإن كان ميزة، إلا أنه يسلط الضوء على ندرة الحلول من اللعب المفتوح. 

المنتخب بحاجة لتفعيل الجمل التكتيكية والاختراق من العمق والأطراف بشكل أكبر، لأن الاعتماد فقط على الكرات الثابتة أو أخطاء المدافعين قد لا يكفي أمام دفاعات أكثر انضباطاً وتركيزاً.

أخبار ذات علاقة

علي العبدي لحظة تسجيل هدف منتخب تونس الثاني أمام نيجيريا

رغم الخسارة أمام نيجيريا.. 3 نجوم أبهروا جمهور منتخب تونس

4. ثغرات الدفاع.. وجرس إنذار أوسيمين

بعيداً عن الأهداف المسجلة، لا يمكن تجاهل الفرص التي أتيحت لنيجيريا. رعونة فيكتور أوسيمين في إنهاء الهجمات، خاصة الكرات الرأسية، جنبت تونس نتيجة أثقل في الشوط الأول.

المنظومة الدفاعية عانت من بعض عدم التمركز وغياب التغطية اللازمة أمام سرعات لوكمان وقوة أوسيمين، وهو ما يتطلب مراجعة شاملة لترميم الخط الخلفي قبل المباريات الإقصائية التي لا تحتمل مثل هذه الهفوات.

مباراة تونس ونيجيريا

5. غياب التركيز في البدايات

السؤال الذي يطرح نفسه أمام الجهاز الفني: أين كان هذا الأداء في الساعة الأولى؟ تونس بدت وكأنها تدخل المباراة تدريجياً وبحذر مبالغ فيه أحياناً. 

اللعب بتحفظ وترك المساحات للمنافس لفرض أسلوبه لمدة ساعة كاملة مغامرة غير محسوبة. في البطولات الكبرى، الدقائق الأولى لا تقل أهمية عن الدقائق الأخيرة، والبدء بقوة وشراسة هو السبيل الوحيد لمقارعة كبار القارة.

مباراة تونس ونيجيريا في كأس الأمم الأفريقية

الخلاصة: 

هذه الهزيمة، رغم مرارتها، قد تكون مفيدة إذا تم استيعاب دروسها. الأداء البطولي في الدقائق الأخيرة يثبت أن تونس تستطيع العودة وتهديد الكبار لأنها ببساطة منهم، لكن بشرط أن تكون هذه الروح حاضرة من الدقيقة الأولى، مع معالجة الثغرات الدفاعية وتنويع الحلول الهجومية. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC