منذ أن بدأ الأرجنتيني ليونيل ميسي مسيرته الاحترافية، اعتاد عشاقه على رؤيته ينثر سحره داخل المستطيل الأخضر، لكن الزمن لا يرحم، والجسد لا يساوم، كما أن الإصابات المتكررة التي لاحقت النجم الأرجنتيني مؤخرًا طرحت سؤالًا صعبًا: كيف يمكن لميسي أن يستمر على القمة وهو يقترب من الأربعين؟
وغاب ميسي عن إنتر ميامي في الفوز 2-1 على تايغرز أونال المكسيكي في ربع نهائي كأس الدوريات.
وبعدها، لم يظهر ميسي في تدريبات إنتر ميامي في إطار التحضير لمواجهة ضد دي سي يونايتد في الدوري الأمريكي، حيث غاب أيضاً عن المباراة التي تعادل فيها فريقه.
ولكن اليوم عاد اللاعب للمشاركة في التدريبات، ولكن مشاركته في المباريات المقبلة ما زالت محل شك، حيث قال خافي موراليس، مساعد مدرب إنتر ميامي، في تصريحات إعلامية، إن ميسي شارك في التدريبات بشكل جيد استعداداً لملاقاة أورلاندو سيتي، مضيفاً: "علينا الانتظار لمعرفة شعوره لاتخاذ قرار نهائي بشأن مشاركته أساسياً".
ويلتقي إنتر ميامي مع أورلاندو سيتي في نصف نهائي كأس الدوريات، مساء الأربعاء، في مباراة لو فاز بها رفاق البرغوث سيخوضون النهائي يوم الأحد 31 أغسطس ضد المتأهل من مواجهة نصف النهائي الثانية بين مواطنيه سياتل ساوندرز ولوس أنجلوس غالاكسي.
وهناك 3 حلول أساسية قد تكون بمثابة "طوق نجاة" لميسي في هذه المرحلة الأخيرة من مسيرته:
1- الانتقائية في خوض المباريات
لم يعد منطقيًا أن يشارك ميسي في كل مباراة، سواء كانت محلية أو مواجهة قوية على المستوى القاري، المرحلة المقبلة تتطلب انتقائية واضحة، بحيث يُوجَّه حضوره للمباريات الحاسمة التي لا غنى للفريق عنه فيها، قد تبدو الفكرة قاسية لجماهير تحب رؤيته دائمًا، لكنها السبيل الوحيد للحفاظ على ما تبقى من طاقته، خاصة في ظل سعيه للوصول بكامل طاقته إلى بطولة كأس العالم 2026 مع الأرجنتين.
2- تقليص الدقائق داخل الملعب
حتى لو كان ميسي جاهزًا، لا ضرورة لوجوده طوال الـ90 دقيقة، يمكن استثماره في نصف ساعة حاسمة أو شوط واحد فقط، في توقيت يُحدث فيه الفارق، كرة القدم الحديثة أثبتت أن "التأثير" أهم من "المدة"، وميسي يمتلك ما يكفي من الذكاء والخبرة ليصنع الفارق في دقائق معدودة.
وازدادت مؤخراً إصابات ميسي العضلية وهو ما يؤكد بذله مجهوداً كبيراً في المباريات مع إنتر ميامي، خاصة أن الفريق يعتمد عليه بشكل كبير، ويعاني من دونه.
3- العودة إلى الانضباط البدني الصارم
الجميع يتذكر نسخة ميسي 2014، كان أيضاً يعاني من إصابات متكررة، لكن بعد خطة بدنية صارمة وضعها لنفسه مع اختصاصيين، عاد في 2015 أكثر رشاقة ولياقة، ليقود برشلونة إلى ثلاثية تاريخية، الآن، هو بحاجة إلى نسخة جديدة من ذلك الانضباط، بخطة بدنية وغذائية قاسية، تعيد جسده إلى مستوى يتحمل ضغط المنافسات.
ميسي اليوم يقف أمام مفترق طرق، إما أن يستسلم لـ"جسد لا يرحم" ويغادر الملاعب تدريجيًا، أو أن يتبنى هذه الحلول الثلاثة ليمنحنا سنوات إضافية من السحر الكروي الممتع.