ماركيزيو لـ"إرم نيوز": أتفهم خيبة أمل يامال.. وهؤلاء الأقرب للفوز بدوري الأبطال

يظل اسم كلاوديو ماركيزيو حاضرًا في ذاكرة كرة القدم الإيطالية كأحد أبرز المواهب التي قدمها نادي  يوفنتوس عبر تاريخه الحديث. 

ابن تورينو، الذي التحق بأكاديمية البيانكونيري العام 1993 وهو في السابعة من عمره، شق طريقه بصمت وثبات حتى أصبح أحد الركائز الأساسية للفريق الأول خلال حقبة العودة إلى القمة.

ماركيزيو شارك مع يوفنتوس في 389 مباراة رسمية، وأسهم في تتويج النادي بـ 7 ألقاب دوري إيطالي متتالية، إضافة إلى كأس إيطاليا، كأس السوبر الإيطالي، والوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين عامي 2015 و2017.

تميز “الأمير”  كما يُلقّب بأسلوب لعب يجمع بين الانضباط التكتيكي، والرؤية الهادئة، والقدرة على الربط بين خطوط الفريق، ليصبح أحد أهم لاعبي الوسط في إيطاليا خلال جيله، إضافة إلى مشاركته مع المنتخب الإيطالي في بطولات كبرى أبرزها كأس العالم 2014 ويورو 2012 الذي وصل فيه الآتزوري إلى النهائي.

ورغم الهدوء الذي يحيط بشخصيته، إلا أن مسيرته حملت كل عناصر الدراما: من التواجد مع يوفنتوس في الدرجة الثانية العام 2006، إلى العودة لقيادة خط الوسط في سنوات الهيمنة المحلية، ثم الرحيل المؤثر في 2018 بعد مسيرة غنية رسخت مكانته في قلوب الجماهير.

ويتحدث ماركيزيو في حوار خاص وحصري لـ"إرم نيوز" عن الصراع في الكالتشيو هذا الموسم، والمقارنة بين يامال ويلديز، ومستقبل فلاهوفيتش، وتجربة سباليتي مع يوفنتوس، وماذا يحتاجه البيانكونيري للتتويج بالكالتشيو، وإلى نص الحوار: 

في البداية.. كلاوديو، لقد قضيت سنوات طويلة في أعلى المستويات مع يوفنتوس ومع المنتخب الإيطالي. كيف شكّلت هذه التجارب شخصيتك، سواء كلاعب أو كإنسان خارج الملعب؟ 

يوفنتوس رباني كإنسان قبل أن يصنع مني لاعبًا. التحقتُ بقطاع الناشئين وأنا في السابعة من عمري، وبشكلٍ أو بآخر، أصبحتُ رجلًا داخل ذلك العالم. النادي يعلمك الانضباط، والاحترام، والتضحية اليومية. أما المنتخب الوطني فكان يمنحني شعورًا كبيرًا بالمسؤولية؛ فأنت تمثل بلدًا بأكمله، وهو شرفٌ هائل يرافقك طوال حياتك.

وهل هناك لحظة معينة تعتبرها محطة فارقة في مسيرتك؟

أحد أكثر اللحظات تأثيرًا في مسيرتي كان ظهوري الأول مع يوفنتوس في دوري الدرجة الثانية. كان يوفنتوس جريحا، يبحث عن استعادة كل شيء. في ذلك السياق الصعب، فهمتُ تمامًا ماذا يعني ارتداء هذا القميص. منذ تلك اللحظة تغير كل شيء؛ حلمي كان يتحقق، وكنت مستعدًا لبذل كل ما يلزم لتحقيق أهداف الفريق، وتحقيق أحلامي بشكل غير مباشر.

كلاعب خط وسط، كيف ترى تطور هذا المركز في كرة القدم الحديثة؟ وهل يفتقد اللاعبون الشباب شيئًا ما مقارنةً بجيلك؟

اليوم، لاعب الوسط يجب أن يفعل كل شيء: البناء، والدفاع، والضغط، والدخول إلى منطقة الجزاء. عندما كنت ألعب، كانت الأدوار أكثر تحديدًا، أما الآن فتسود المرونة والقدرة على أداء مهام متعددة.

كيف ترى الصراع على لقب الدوري الإيطالي هذا الموسم؟

الصراع متوازن للغاية. مستوى الدوري يرتفع عامًا بعد عام، ولم تعد هناك أي مباراة محسومة مسبقًا. يوفنتوس يملك المقومات للمنافسة، لكنه بحتاج إلى الاستمرارية وهوية واضحة.

كيف تقيم أداء يوفنتوس حتى الآن؟ وهل تعتقد أن سباليتي هو الشخص المناسب؟

سباليتي مدرب ذو أفكار واضحة، ينقل هوية للفريق ويعتمد على اللعب الجماعي. أعتقد أنه يمكن أن يكون الرجل المناسب إذا ظل المحيط حوله متحدًا. يوفنتوس في مرحلة بناء، وهذه المرحلة تتطلب الصبر. نعم، الاستمرارية ضرورية.

ما الذي يحتاجه يوفنتوس ليعود إلى الفوز بالألقاب الكبرى؟

تحتاج إلى قاعدة صلبة، ومشروع واضح، وفريق جائع للنجاح. الإدارة الحالية تعرف جيدًا ما يجب فعله وهي تعمل على ذلك.

صرحتَ سابقا بأن ما يمثله يامال لبرشلونة، يمثله يلديز ليوفنتوس. هل يمكن أن توضح هذا التشبيه؟

لم يكن تشبيهًا فنيًا، لأن الظروف مختلفة بين اللاعبين. كان تشبيهًا رمزيًا: يامال أصبح وجه برشلونة المستقبلي، ويمكن أن يصبح يلديز الشيء نفسه ليوفنتوس. يمتلك الموهبة والشخصية ويلعب بثقة كبيرة.

بالحديث عن يامال: هل تعتقد أنه تعرض لظلم بعد خسارته الكرة الذهبية لصالح ديمبيلي؟

الكرة الذهبية جائزة معقدة. الموهبة وحدها لا تكفي؛ يجب أن تفوز وأن تترك بصمة في المباريات الكبيرة. أتفهم خيبة أمله، لكن احتلاله المركز الثاني في هذا العمر إشارة عظيمة. وسيأتي وقته بالتأكيد.

اسم فلاهوفيتش ارتبط ببرشلونة. هل تؤيد رحيله المحتمل؟

أعتقد أن المهاجمين مثل فلاهوفيتش يجب الاحتفاظ بهم. لكن الأمر يعتمد أيضًا على رغبة اللاعب والنادي. لا أعرف التفاصيل، لكن خسارة مهاجم بهذه القوة ليست سهلة على أي فريق.

من هو مرشحك المفضل للفوز بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم؟

الكبار المعتادون: ريال مدريد، مانشستر سيتي، بايرن. في دوري الأبطال، العقلية والخبرة في التعامل مع لحظات معينة تصنع الفارق.

وصلت إلى نهائي دوري الأبطال مرتين مع يوفنتوس، وخسرت أمام برشلونة وريال مدريد. أي خسارة كانت أصعب؟

كل خسارة مؤلمة، لكنها تمنحك دروسًا. ربما لو لم تحدث تلك الهزائم، لكان مسار دورة يوفنتوس مختلفًا.. أطول؟ أقصر؟ أكثر نجاحًا؟ أقل نجاحًا؟ لا أحد يعرف، ولن نملك يومًا دليلًا قاطعًا.

أخيرًا.. من يمكن أن يكون اليوم "خليفة كلاوديو ماركيزيو"؟

لا أحب المقارنات ولا ألجأ إليها. كنت شغوفًا بلاعبي الوسط "الصندوق إلى الصندوق" عندما كنت شابًا، ولا يزال هذا النموذج من اللاعبين الأقرب إلى قلبي حتى اليوم.