"المجد لا يُترك"، لم تكن هذه مجرد كلمات عابرة في فيديو ترويجي، بل كانت رصاصة إعلان ولاء أطلقها النجم الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، لتنهي رسميا أي جدل بشأن مستقبله.
بإعلانه تجديد عقده مع الهلال السعودي حتى عام 2028، لم يغلق سافيتش الباب في وجه الأندية الأوروبية فحسب، بل وجه صفعة مدوية، تحديدا إلى نادي يوفنتوس الإيطالي، الذي ظل يراقب الموقف طويلا على أمل خطف اللاعب مجاناً أو بسعر زهيد.
تصريح سافيتش الناري، وتوقيعه على العقد الجديد، يطرح سؤالاً يتجاوز حدود الانتقالات: هل أصبح الهلال، بمشروعه الحالي، قمة أعلى من مجرد اسم تاريخي مثل يوفنتوس؟
صفعة الولاء.. وفخ السيدة العجوز
لسنوات، كان اسم سافيتش هو الحلم الذي يداعب مخيلة إدارة يوفنتوس، حتى بعد انتقاله المفاجئ إلى الهلال في 2023، ظلت التقارير الإيطالية تؤكد أن السيدة العجوز تنتظر بفارغ الصبر نهاية عقده في 2026 للظفر بخدماته. كانوا يراهنون على حنين اللاعب لأوروبا، وعلى رغبته في العودة إلى المستوى الرفيع، لكن سافيتش قلب الطاولة على الجميع.
لم ينتظر سافيتش ليكون لاعباً حراً، بقراره التجديد لعام 2028؛ إذ أرسل رسالة واضحة: ما وجده في الرياض يتفوق على أي عرض محتمل من تورينو. لم يعد الهلال محطة أو صرافاً آلياً، بل أصبح مشروعاً يلتزم به أفضل لاعبي العالم وهم في قمة عطائهم. الصفعة ليست فقط في الرفض، بل في التوقيت والرسالة المصاحبة؛ لقد اختار سافيتش المجد الحالي في الهلال على تاريخ يوفنتوس.
قمة الهلال.. وحضيض يوفنتوس
لغة الأرقام والواقع تدعم قرار سافيتش بامتياز. عندما قال المجد لا يُترك، فهو كان يعني منصات التتويج التي يعتليها الزعيم باستمرار. الهلال اليوم هو بطل الدوري السعودي، بطل الكأس، بطل السوبر، ودوري أبطال آسيا في الكثير من السنوات القليلة الخمس الماضية، ومنافس شرس على كأس العالم للأندية. إنه فريق يضم كوكبة من النجوم العالميين في مشروع هو الأسرع نمواً في كرة القدم العالمية.
في المقابل، أين يقف يوفنتوس؟ النادي الإيطالي العريق يعيش أسوأ فتراته، فبعد مرور 8 جولات من الدوري الإيطالي هذا الموسم، يقبع الفريق في المركز الثامن، هذا المركز لا يؤهله حتى للمشاركة في بطولة دوري المؤتمر الأوروبي، ناهيك عن دوري الأبطال. أصبح يوفنتوس فريقا عاديا في منتصف الجدول، يكافح لاستعادة هويته المفقودة.
لقد أدرك سافيتش بذكاء أن البقاء في الهلال يضمن له المنافسة على الألقاب الكبرى، بينما الانتقال إلى يوفنتوس بشكله الحالي هو مخاطرة بالهبوط إلى مستوى المنافسة على مركز أوروبي باهت.
جلد منتقدي دوري روشن
لم يكن التصريح موجهاً ليوفنتوس فقط، بل كان جلداً مباشراً لكل من قلل من قيمة الدوري السعودي، عندما يتحدث لاعب بقيمة سافيتش، وهو في الثلاثين من عمره، عن الروح والجمهور والمجد الذي وجده في الهلال، فهو يقدم شهادة رسمية بأن التجربة في السعودية أصبحت متكاملة؛ إنها ليست مجرد أموال، بل هي شغف، ومنافسة حقيقية، وبيئة جاذبة للنجوم.
بكلماته "قراري كان بسيطاً.. أنا باقٍ"، أنهى سافيتش الجدل. لقد أثبت أن الهلال السعودي، في عام 2025، هو مشروع رياضي أكبر وأكثر طموحاً من يوفنتوس المتعثر. فالمجد، كما قال سافيتش يُصنع في الحاضر، ويبدو أن حاضر ومستقبل المجد يُكتبان الآن باللون الأزرق في الرياض.