دفعت "تجربة قاسية" ابنة روي كين لتغيير مسار حياتها.. تشخيص مفاجئ بمرض الذئبة قلب موازين يومياتها وأجبرها على التنازل عن وظيفة أحلامها، لكنها وجدت الدعم الكامل من والدها، أسطورة مانشستر يونايتد، وقررت أن تحوّل ألمها إلى رسالة أمل.
في عمر التاسعة والعشرين، تلقت كاراغ كين، الابنة الثانية لروي كين، تشخيصًا بمرض الذئبة، أحد أمراض المناعة الذاتية النادرة والمزمنة.
وجاءت الأعراض مبهمة في البداية طفح جلدي على الأصابع، إرهاق مستمر، ونوبات من فقدان التركيز.. أطباء الجلدية اشتبهوا في "قضمة الصقيع"، رغم حرارة الصيف، لكن الأعراض استمرت وتفاقمت.
كاراغ قالت إنها كانت بالكاد تبقي عينيها مفتوحتين أثناء القيادة، بل غفَت مرة في صالون التجميل أثناء قص شعرها. لم يكن الأمر مجرد تعب، بل بداية لمرحلة مختلفة بالكامل.
الألم في المفاصل، والضعف العام، والطفح الجلدي، أجبروا كاراغ على اتخاذ قرار صعب، بعد تخرجها من جامعة سانت أندروز، حصلت على فرصة عمل كمعلمة في مدرسة ابتدائية، وهو ما كانت تسعى إليه منذ سنوات، لكنها لم تتمكن حتى من تدوير عجلة القيادة أثناء عودتها من المقابلة بسبب الألم.
وقالت لصحيف "ديلي ميل": "عندما اتصل المدير ليخبرني بأنني حصلت على الوظيفة، أخبرته أنني لا أستطيع قبولها لأنني مريضة.. بكيت بعد المكالمة، وانهرت تمامًا.. شعري تساقط، وبشرتي امتلأت بالبثور، وكنت أضعف من أن أغادر سريري".
رغم أن الصورة العامة لروي كين كانت دائمًا ترتبط بالقوة والانضباط، إلا أن كاراغ كشفت عن جانب إنساني مختلف تمامًا، وقالت: "والدي هو أكثر شخص داعم لي، وأمي تيريزا أيضًا تمنحني طاقة إيجابية بشكل دائم. هذا ما أبعدني عن اليأس".
وأضافت: "والدي ليس فقط نصيرًا لي، بل هو شخص يتمتع بروح دعابة لا يتوقعها أحد. كان دائمًا يقول لي: دعي الأمور تمر، أنتِ على الطريق الصحيح، هناك من يحميكِ".
تحوّلت معاناة كاراغ إلى دافع. أطلقت مشروع "Superkeen Foods"، وهو علامة متخصصة في بيع الأطعمة العضوية والصحية، تستهدف دعم من يعانون من أمراض المناعة الذاتية.
قالت: "بدأت في تناول الطعام الكامل: لحوم جيدة، أسماك، دهون صحية، خضروات، فواكه، مرق العظام، أطعمة مخمرة. بعد أشهر، بدأ شعري ينمو من جديد، اختفى الطفح الجلدي، وتلاشى ألم المفاصل".
تؤمن كاراغ أن الطعام يمكن أن يصنع فرقًا. أرادت أن يكون مشروعها شاملًا، يوصل رسالة واضحة للمرضى: "لستم وحدكم، كل شخص في رحلة، لكننا معًا في هذه التجربة".
واليوم، لا تنظر كاراغ إلى مرضها باعتباره مأساة، بل نقطة تحوّل.. ما فقدته من فرص، كسبته في وعي جديد ورسالة إنسانية.