مفوض الأونروا: الوضع الإنساني في قطاع غزة في غاية السوء
في خطوة قد تثير جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية السعودية، ومع تزايد الأنباء عن اهتمام نادي النصر السعودي بالتعاقد مع الجناح الفرنسي كينغسلي كومان، نجم بايرن ميونخ، ظهر تقرير مفصل حذّر من تاريخ اللاعب المليء بالإصابات، وهو ما أثار قلق الجماهير النصراوية.
وعلى الرغم من هذا التقرير، الذي وصفه البعض بـ"المرعب"، فإن أصواتاً من نجوم عالميين بارزين تشجع إدارة "العالمي" على إتمام الصفقة، مستندين إلى أن الأرقام وحدها لا تروي القصة كاملة.
تقرير مقلق وسياق ضروري
أطلق المحلل البدني ثامر الشمراني تحذيراً قوياً لإدارة نادي النصر، مشيراً إلى أن كومان غاب عن الملاعب لما يقارب 700 يوم خلال مسيرته الاحترافية؛ بسبب الإصابات المختلفة.
هذا الرقم، الذي يعادل عامين كاملين تقريباً، يبدو صادماً لأول وهلة ويثير تساؤلات منطقية حول الجدوى من التعاقد مع لاعب يمتلك هذا السجل الطبي.
لكن عند وضع هذا الرقم في سياقه الأوسع، قد تبدو الصورة أقل قتامة، فكرة القدم الحديثة أصبحت أكثر تطلباً على الصعيد البدني بشكل غير مسبوق، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الإصابات بشكل عام.
تشير دراسة أجراها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) على بطولاته الكبرى إلى أن متوسط غياب اللاعب المحترف بسبب الإصابات يبلغ حوالي 500 يوم على مدار مسيرته، تكثر أو تقل.
هذا يجعل رقم كومان أعلى من المتوسط، ولكنه ليس بالبعد الكارثي الذي قد يتصوره البعض، خاصة إذا ما قورن بلاعبين آخرين في دوريات أقل تطوراً من حيث جودة التأهيل الطبي، إذ ترتفع هذه الأرقام بشكل ملحوظ.
نماذج تاريخية تدعم الصفقة
التاريخ الحديث لكرة القدم مليء بقصص لاعبين عانوا من لعنة الإصابات بشكل أشد قسوة من كومان، لكنهم رغم ذلك كتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ اللعبة.
ولعل أبرز مثال هو الجناح الهولندي الطائر آريين روبن، الذي بلغ إجمالي أيام غيابه عن الملاعب حوالي 1500 يوم - أي ما يقارب أربع سنوات كاملة - ومع ذلك، كانت مسيرته أسطورية ومليئة بالإنجازات الفردية والجماعية.
القائمة لا تتوقف عند روبن، فهناك أسماء مثل ماركو رويس وفينسنت كومباني اللذين عانيا معدلات غياب مماثلة، ونيمار الذي لا يزال يقدم مستويات مبهرة رغم غياباته المتكررة.
بل إن أساطير بحجم فرانك ريبيري، والظاهرة البرازيلية رونالدو نازاريو، غاب كل منهما لما يقارب الألف يوم، ورغم ذلك لا يجرؤ أحد على التشكيك في عظمة مسيرتيهما.
أما الاسم الذي يعد مفاجأة للجميع فهو ليونيل ميسي، الذي كان إجمالي أيام غيابه 427 يومًا حتى الآن، ورغم فارق العمر بين ليونيل وكومان، فإن هذا الرقم يبعث بعض الطمأنينة في قلوب جماهير النصر تجاه تلك الصفقة المحتملة.
العبرة في العقلية والقدرة على العودة
الدرس المستفاد من هذه الأمثلة هو أن عدد أيام الغياب الكلي لا يمكن أن يكون المقياس الوحيد للحكم على الحالة البدنية للاعب، أو على نجاح صفقة محتملة من عدمها.
فهناك عوامل أخرى أكثر أهمية، تأتي في مقدمتها عقلية اللاعب، وقدرته على التعامل مع برامج الشفاء والتأهيل، وشخصيته التي تدفعه للعودة أقوى في كل مرة.
إن قدرة اللاعب على تقديم الإضافة النوعية في الفترات التي يكون فيها متاحاً قد تطغى على فترات غيابه.
فالعبرة ليست بعدد المباريات التي يغيبها اللاعب، بل بتأثيره في المباريات التي يشارك فيها. لهذا السبب، يرى العديد من الخبراء والنجوم العالميين أن التعاقد مع لاعب بحجم كومان، رغم مخاطره المحسوبة، قد يكون رهاناً ناجحاً للنصر، شريطة إجراء فحوص طبية دقيقة ووضع برنامج بدني وقائي خاص به. ففي النهاية، العقلية القوية والقدرة على الحسم هما ما يصنعان الفارق في عالم كرة القدم.