في خطوة تتجاوز حدود المستطيل الأخضر، وتؤكد أن الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو لم يأتِ إلى المملكة العربية السعودية مجرد "لاعب عابر" تتردد أصداء قوية في الأوساط الرياضية والاقتصادية عن صفقة استثمارية ضخمة تلوح في الأفق.
الحديث لم يعد مقتصراً على تجديد عقد أو زيادة راتب، بل انتقل إلى مستوى آخر تماماً: الاستحواذ والشراكة.
تشير التقارير الموثوقة إلى استعداد كريستيانو رونالدو لضخ مبلغ ضخم يصل إلى 50 مليون جنيه إسترليني، لا لشراء قصر جديد أو طائرة خاصة، بل للاستحواذ على حصة تبلغ 15% من أسهم نادي النصر السعودي.
هذا التحول الجذري يطرح تساؤلاً كبيراً، لماذا يريد رونالدو شراء النادي الذي يلعب فيه؟ الإجابة تكمن في 5 أسرار استراتيجية تكشف عن عقلية رونالدو "رجل الأعمال" بجانب رونالدو "اللاعب".
1. هندسة "ما بعد الاعتزال": الاستثمار في الكيان لا العقد
يدرك رونالدو، وهو في هذا العمر، أن مسيرته كلاعب شارفت على النهاية، لكن علامته التجارية لا تعرف الشيخوخة، رغبته في زيادة أسهمه ليست مجرد استثمار مالي عابر لزيادة الثروة، بل هي خطوة استباقية لرسم مستقبله داخل قلعة "العالمي".
رونالدو يخطط لأن يكون جزءاً من أصول النادي السعودي، مما يضمن له استمرار تدفق العوائد المالية حتى بعد تعليق حذائه، محولاً نفسه من موظف يتقاضى راتباً إلى مالك يحصد أرباحاً.
2. الإقامة الدائمة: السعودية وطن جديد
على عكس توقعات الكثيرين بأن يعود رونالدو إلى لشبونة أو مدريد فور اعتزاله، تكشف هذه الخطوة عن نية حقيقية وصادقة للإقامة الدائمة في المملكة العربية السعودية، شراء حصة في نادٍ كبير كالنصر يعني ارتباطاً عضوياً طويل الأمد بالأرض والجمهور.
رونالدو وجد في الرياض بيئة مثالية له ولعائلته، والاستثمار المالي هو بمثابة "تذكرة بقاء" وتأكيد على أن علاقته بالسعودية هي علاقة انتماء وليست مجرد محطة احترافية.
3. كرسي السلطة: التحكم في القرار الإداري
رونالدو لا يحب الخسارة، ولا يقبل أن يكون مجرد متفرج عند اتخاذ القرارات المصيرية، امتلاك حصة مؤثرة في الأسهم يمنحه "حق الفيتو" والصوت المسموع داخل مجلس الإدارة. هذا يعني تأمين منصب إداري رفيع في المستقبل، يتيح له التدخل في رسم سياسات النادي، واختيار الصفقات، وتعيين المدربين، مما يضمن له البقاء في دائرة الضوء والتحكم في مسار الفريق الذي يحبه.
4. التحالف مع "رؤية 2030"
يعي النجم البرتغالي بذكاء شديد أن نجاحه الشخصي مرتبط بنجاح المشروع الرياضي السعودي ضمن "رؤية 2030"، زيادة حصته في النصر هي رسالة ولاء ودعم مباشر لهذا المشروع الطموح. من خلال تحوله لمستثمر، يوثق رونالدو ارتباطه بالمملكة كشريك في التنمية والنهضة الرياضية؛ ما يفتح له أبواباً واسعة لعلاقات استراتيجية على أعلى المستويات، تتجاوز حدود كرة القدم.
5. تعويض البطولات ومنافسة الهلال والاتحاد
أخيراً، يحمل هذا الاستثمار بعداً تعويضياً وتنافسياً، في ظل السيطرة الكبيرة لنادي الهلال والاستثمارات الضخمة في الاتحاد، يدرك رونالدو أن النصر يحتاج إلى قوة مالية إضافية للمنافسة. ومن ناحية أخرى، إذا غابت البطولات الكبرى عن خزينته كلاعب، فإن المكاسب الاستثمارية المضمونة من وراء هذه الأسهم ستكون هي "اللقب البديل". رونالدو يؤمن نفسه؛ فإذا خسر الفريق مباراة، يربح هو في سوق المال.