قوة إسرائيلية خاصة تقتل مسؤولاً في الجبهة الشعبية بعد تسللها لدير البلح وسط غزة
باتت الأجواء داخل النادي الأهلي مشحونة بالترقب والقلق بعد الأداء الأخير للفريق، والذي وضع مستقبل المدير الفني، ريبيرو، على المحك.
فرغم مرور فترة ليست بالقصيرة على توليه المسؤولية، لم تنجح بصمته في إقناع الجماهير أو النقاد، بل تزايدت الأصوات التي تنادي برحيله، وذلك بعد أن سقط النادي الأهلي في فخ التعادل السلبي المخيب للآمال أمام مضيفه غزل المحلة، في نتيجة أشعلت فتيل الغضب بين جماهيره، وعمّقت الشكوك حول قدرة المدير الفني، ريبيرو، على قيادة الفريق نحو طموحاته.
هذا التعثر لم يكن مجرد نقطتين ضائعتين في سباق الدوري، بل كان أيضا بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث وجهت أصابع الاتهام مباشرة إلى المدرب الذي أدار المباراة بشكل باهت وعجز عن فك شِفرة دفاع "زعيم الفلاحين".
وقد كشفت هذه المواجهة بشكل صارخ عن خمس مشاكل جوهرية باتت تهدد مستقبل ريبيرو في القلعة الحمراء، وقد تعجل برحيله قبل فوات الأوان.
المصيبة الأولى تكمن في طبيعة شخصية ريبيرو التكتيكية. هو رجل يجيد التحضير للمباريات على الورق، وقادر على وضع خطة بداية ممتازة، لكنه يفقد بوصلته تماما مع أي متغير يحدث داخل الملعب.
في المباريات المغلقة التي تتطلب حلولا فردية أو تغييرا مفاجئا في استراتيجية اللعب، يبدو عاجزا. إدارته للمباراة من على الخط باهتة، وتبديلاته غالبا ما تكون متأخرة أو غير مؤثرة، وهو ما يحول الفريق إلى مجموعة من اللاعبين الموهوبين بلا قائد فني قادر على قراءة المباراة وتوجيه الدفة حين تشتد الأمواج.
"الأهلي يحتاج مدربا يعرف طريق البطولات، لا مدربا لا يزال في مرحلة التجربة"، بهذه الكلمات لخص النجم السابق إبراهيم سعيد أزمة ريبيرو الجوهرية.
النادي الأهلي ليس حقل تجارب، بل هو قلعة للبطولات تتطلب مدربا صاحب سيرة ذاتية ثقيلة وشخصية اعتادت على منصات التتويج.
مسيرة ريبيرو السابقة تفتقر إلى هذا البريق، ويبدو أنه لا يزال يبحث عن نفسه، وهو ما يتعارض كليا مع عقلية "الفوز" التي تأسس عليها النادي، والتي لا تقبل بأنصاف الحلول أو المشاريع طويلة الأجل التي لا تضمن النجاح.
قد يجادل البعض بأن إهدار الفرص السهلة هو خطأ اللاعبين وحدهم، وهذا صحيح جزئيا. لكن المصيبة الحقيقية هي أن هذا التهاون المتكرر يعكس غياب الشخصية القوية للمدير الفني في غرفة الملابس.
المدرب الكبير هو من يفرض حالة من التركيز والانضباط تمنع لاعبيه من الوصول إلى حالة الاستسهال أمام المرمى.
شخصية ريبيرو الهادئة لا يبدو أنها قادرة على شحن اللاعبين أو معاقبتهم عند التخاذل؛ ما أدى إلى حالة من التسيب الفني ظهرت في إهدار كم لا يصدق من الفرص المحققة.
كان الفريق في راحة خلال الجولة الماضية؛ ما منح ريبيرو وجهازه عشرة أيام كاملة للتحضير لمنافس مثل علاء عبد العال، الذي باتت طريقته الدفاعية محفوظة للجميع.
السؤال الذي يطرح نفسه: لأي شيء كان يستعد طوال هذه الفترة؟ فشل الفريق في إيجاد حلول حقيقية لاختراق تكتل دفاعي متوقع، وظهر الأداء عشوائيا يعتمد على المهارات الفردية، هذا الأمر لا ينم فقط عن ضعف في قراءة الخصم، بل عن فشل ذريع في الإعداد التكتيكي.
الاستحواذ على الكرة وخلق عشرات الفرص أمام فريق يعاني دفاعيا مثل فريق علاء عبد العال ليس مقياسا على الإطلاق لقوة مدرب الأهلي.
هذا هو الحد الأدنى المتوقع من فريق بحجم الأهلي وإمكانيات لاعبيه، والتفوق الحقيقي هو ترجمة هذا الاستحواذ إلى أهداف ونتائج حاسمة.
أن تسيطر دون أن تفوز هو مجرد تفوق خادع وأرقام جوفاء، وهو ما يؤكد أن ريبيرو يفتقر إلى اللمسة الأخيرة والقدرة على تحويل السيطرة الميدانية إلى انتصارات حقيقية تسعد الجماهير.