تتجه أنظار عشاق نادي النصر السعودي، صوب الدمام، في مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين أمام الاتفاق، في دوري روشن.
ورغم صعوبة المباراة تاريخيًّا، فإن لغة الأرقام وتاريخ المواجهات الحديثة تشير إلى أن كلمة السر التي غيرت كل شيء ترتدي القميص رقم 7 متمثلة في النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
نهاية زمن المعاناة.. كيف حول رونالدو كابوس الدمام إلى نزهة؟
لسنوات طويلة، كان الاتفاق بمثابة العظم الذي يقف في حلق النصر؛ انتصارات بشق الأنفس، أهداف قاتلة في الدقيقة 90، وسيناريوهات دراماتيكية كانت تحبس أنفاس المدرج الأصفر.
كان الفوز يأتي بعد معاناة وكأن شباك الاتفاق موصدة بتعاويذ لا تُفك. ولكن، بعد وصول صاروخ ماديرا، تغيرت المعادلة النفسية تمامًا حتى لو لم يكن ذلك بشكل فوري.
رونالدو لم يأتِ ليسجل فقط، بل لينهي حقبة الخوف من المفاجآت، محولًا المباريات المعقدة إلى مواجهات من طرف واحد، وزرع في نفوس زملائه ثقافة الافتراس المبكر التي غابت لسنوات في مثل هذه الملاعب الصعبة.
الرقم 4 والحل السحري.. الصاروخ الذي فك شفرة الاتفاق بالثلاثة
الدليل القاطع على مفعول رونالدو السحري ظهر جليًّا في الموسم الماضي، حين قاد الفريق لفوز كاسح (3-0)، في مباراة بدت وكأنها حصة تدريبية بعد سنوات من الشد والجذب.
هذا الفوز لم يكن عابرًا، بل أكمل سلسلة من 4 انتصارات متتالية للنصر على الاتفاق للمرة الأولى منذ سنوات بعيدة للغاية، وجود الدون كان الحل السحري الذي جعل النصر يكسر النحس ويحقق العلامة الكاملة، ليثبت أن وجود قائد بحجمه في الملعب يجعل عقدة الاتفاق شيئًا من الماضي، ويحول الخصم العنيد إلى بوابة لزيادة الغلة التهديفية.
جيش الرجل الواحد.. هل ينقذ الدون النصر من فخ الغيابات؟
اليوم، يدخل النصر موقعة كبيرة وهو يعاني نزيفًا في التشكيل الأساسي بغياب ماني وسيماكان، وهو لغم قد ينسف طموحات أي فريق آخر.
لكن الجمهور النصراوي يراهن على أن رونالدو ليس مجرد لاعب، بل هو منظومة بأكملها، في ظل غياب الأنياب الهجومية الأخرى، يتحول رونالدو إلى جيش الرجل الواحد المطالب بحمل الفريق على كتفيه، واستغلال أنصاف الفرص لترسيخ العقدة الجديدة، وإثبات أن النصر بمن حضر.. طالما أن الأسطورة في المقدمة.
