يتوقع نادي ريال مدريد، تحقيق "إيرادات خيالية" بعد التجديدات المذهلة التي شهدها ملعب سانتياغو برنابيو معقل الفريق التاريخي.
ويشهد ملعب سانتياغو برنابيو، معقل نادي ريال مدريد، تحولاً جذرياً منذ عام 2019 ليصبح واحداً من أحدث ملاعب الرياضة والترفيه في العالم.
افتُتح الملعب عام 1947 وسُمّي تيمناً بأسطورة النادي سانتياغو برنابيو عام 1955، وخضع لعمليات تجديد متعددة على مرّ العقود.
ويهدف التجديد الأخير إلى مواكبته لمتطلبات القرن الـ21 من خلال هندسة وتصميم متطورين يُعيدان تعريف مفهوم الملعب بما يتجاوز مجرد مباريات كرة القدم.
على الرغم من أن التقديرات الأولية أشارت إلى أن تكلفة التجديد ستبلغ حوالي 500 مليون يورو، إلا أن حجم المشروع والميزات الإضافية التي أُضيفت إليه استدعت استثماراً أكبر بكثير.
وبحلول منتصف عام 2025، أعلن ريال مدريد عن إنفاق إجمالي بلغ حوالي 1.347 مليار يورو (وهو رقم قريب من التقدير النهائي للمشروع)، وشمل ذلك تحسينات هيكلية مثل السقف الجديد، وأعمال الواجهة، ونظام أرضية الملعب القابلة للطي، والمكونات التجارية.

ويتميز التصميم الخارجي بمظهر فريد بفضل استخدام الفولاذ المقاوم للصدأ وعناصر هيكلية تُتيح استخدام الإضاءة وتأثيرات العرض الضوئي، مما يمنح الملعب حضورًا حيويًا في حي تشامارتين بمدريد.
ويُعدّ السقف القابل للطي أحد أبرز الجوانب التقنية المتقدمة، حيث يُغطي جميع مناطق المتفرجين ويمكن تشغيله بغض النظر عن الأحوال الجوية، وهي ميزة تُعزز الراحة والفائدة.
على عكس ملعب كرة القدم الأصلي ذي الغرض الواحد، صُمم ملعب سانتياغو برنابيو المُجدد ليكون متعدد الأغراض، ويشمل ذلك مساحات موسعة لكبار الشخصيات والضيافة والمتاجر، وشاشة عرض LED بزاوية 360 درجة، ومساحات مخصصة للفعاليات والجولات السياحية وغيرها من الاستخدامات المدرة للدخل خارج أيام المباريات.
ولا تزال سعة الملعب من بين الأكبر في أوروبا، حيث يتسع لأكثر من 83 ألف متفرج، ويجعل تصميمه المغلق بسقف قابل للطي، ونظام الصوت المتطور، ومساحات الضيافة الواسعة، منه مكانًا مثاليًا للمباريات الرياضية الكبرى والفعاليات الثقافية رفيعة المستوى.

يتوقع ريال مدريد أن تُعزز هذه الميزات إيراداته خارج الملعب وحضور علامته التجارية عالميًا بشكل كبير.
وكشفت صحيفة "آس" أن ريال مدريد يتوقع تحقيق إيرادات إجمالية قدرها 1.248 مليار يورو في الموسم الحالي، بزيادة 5% عن الموسم السابق (1.185 مليار يورو).
ويشكل التسويق (539.9 مليون يورو) وتشغيل ملعب سانتياغو برنابيو (402.5 مليون يورو) أكثر من 75% من هذه الإيرادات، مما يمثل كسر حاجز الـ400 مليون يورو من الملعب لأول مرة.
في الموسم الماضي، حقق البرنابيو وحده 79.1 مليون يورو من الأنشطة التجارية (باستثناء تذاكر المباريات ومناطق كبار الشخصيات)، موزعة على الجولات السياحية (52.6 مليون يورو)، والفعاليات والحفلات الموسيقية (15.4 مليون يورو)، والمطاعم (10.3 مليون يورو)، رغم عدم اكتمال سعته بنسبة 100%.

ويُعد الملعب اليوم أكثر من مجرد ملعب كرة قدم، بل منجم ذهب يعتمد على تنويع الإيرادات من خلال جولات سياحية تفوق إيرادات متحف برادو، ومساحات مطاعم ناجحة مثل سوق برنابيو وسوشي كو باي 99، وتوسيع مناطق كبار الشخصيات، واستضافة فعاليات دولية.
ويتوقع النادي عودة الحفلات الموسيقية قريبًا بعد تحسين عزل الصوت، وإطلاق مشروع "برنابيو إنفينيتو" بالشراكة مع أبل لتقديم تجارب واقع افتراضي متقدمة مما سيفتح آفاقًا جديدة للإيرادات ويضمن مستقبل النادي المالي.