يدخل النادي الأهلي مباراته الهامة، مساء اليوم الجمعة، في الجولة الثانية من الدوري المصري الممتاز ضد نادي فاركو، حاملاً معه ضغوطًا متزايدة بعد بداية متعثرة للموسم.
وكان المارد الأحمر قد استهل حملة الدفاع عن لقبه بتعادل غير متوقع بهدفين لكل فريق مع نادي مودرن فيوتشر، في مباراة كشفت عن بعض الاهتزاز في الأداء الدفاعي رغم القوة الهجومية.
ورغم أن هذا التعادل أثار قلق بعض الجماهير، إلا أن التاريخ والواقع يحملان في طياتهما خمس إشارات قوية تنذر بأن هذا التعثر قد يكون مجرد شرارة لظهور نسخة مرعبة من الأهلي يصعب إيقافها هذا الموسم.
التعثر وارد في البداية
البدايات المتعثرة ليست بالأمر الجديد على الفرق الكبرى التي تخوض موسمًا طويلاً ومزدحمًا بالبطولات.
فترة بداية الموسم غالبًا ما تشهد عدم وصول اللاعبين إلى قمة لياقتهم الفنية والبدنية، خاصة بعد فترات التوقف أو مع انضمام عناصر جديدة تحتاج للانسجام.
إن فقدان نقطتين في الجولة الأولى لا يعني نهاية العالم، بل قد يكون بمثابة جرس إنذار مبكر يوقظ اللاعبين والجهاز الفني لتدارك الأخطاء سريعًا، وهو ما يجيده الأهلي دائمًا، حيث يحول مثل هذه الكبوات إلى دافع لتصحيح المسار بقوة أكبر، مثل ما حدث في الموسم الماضي عندما تعادل مع الاتحاد والبنك الأهلي وخسر 4 نقاط في أول 4 جولات.
قدرة الأهلي التاريخية على العودة
على مر العصور، أثبت النادي الأهلي أنه يمتلك شخصية فريدة وروحًا قتالية لا مثيل لها تمكنه من العودة من أصعب المواقف.
كم من مرة بدأ الأهلي موسمًا بشكل متذبذب، وتوقع المنافسون سقوطه، ليعود في النهاية ويحصد الألقاب المحلية والقارية.
هذه القدرة على "الريمونتادا" ليست مجرد صدفة، بل هي ثقافة متجذرة في جينات النادي، فالفانلة الحمراء تفرض على من يرتديها القتال حتى الدقيقة الأخيرة، وهذا الإرث التاريخي يمثل سلاحًا نفسيًا هائلاً للفريق.
في أوقات الاهتزاز، تبرز قيمة القيادة الحكيمة، ويمثل الكابتن محمود الخطيب، رئيس النادي، صمام أمان حقيقيا للفريق.
يمتلك الخطيب خبرات إدارية ورياضية واسعة تمكنه من احتواء أي أزمة بهدوء وحكمة، فهو قادر على "لم شمل" الفريق وإعادة الاستقرار سريعًا بعيدًا عن أي ضغوط إعلامية أو جماهيرية.
وجود إدارة مستقرة وداعمة بقيادة أحد أبرز أساطير النادي يمنح اللاعبين والجهاز الفني الثقة اللازمة لتجاوز أي تحديات قد تواجههم في بداية المشوار.
فريق مكتظ بالنجوم
بالنظر إلى قائمة النادي الأهلي، نجد أنها مدججة بالنجوم في كل الخطوط، سواء كانوا من اللاعبين الدوليين المصريين أو المحترفين الأجانب أصحاب الجودة العالية.
يمتلك الفريق دكة بدلاء لا تقل قوة عن التشكيلة الأساسية، وهو ما يمنح المدير الفني جوزيه ريبيرو حلولاً متنوعة وقدرة على المداورة وتطبيق أساليب لعب مختلفة لمواجهة أي منافس.
هذه الوفرة في النجوم والجودة العالية تضمن قدرة الفريق على المنافسة بقوة في جميع البطولات التي يشارك فيها، وتجعل من الصعب أن يتأثر الفريق بغياب أي لاعب للإصابة أو الإيقاف.
يبقى جمهور النادي الأهلي هو اللاعب رقم واحد والسلاح الأقوى في ترسانة الفريق، فقد تبدي الجماهير بعض القلق بعد تعثر البداية، لكنها سرعان ما تعود لتكون الدرع والسيف، فتملأ المدرجات وتهتف بحماس منقطع النظير، مما يمثل ضغطًا رهيبًا على المنافسين ومصدر إلهام وتحفيز هائل للاعبي الأهلي.
هذا الدعم الجماهيري الجارف قادر على تحويل أي مباراة صعبة إلى مسيرة نحو الانتصار، وهو ما يجعل من أي تعثر مجرد عاصفة عابرة قبل أن تظهر شمس الانتصارات من جديد.