"يبدو هذا مانشستر سيتي الذي كنت أشاهده عندما نشأت".. لم يأت تصريح الحارس الأرجنتيني لأستون فيلا، إيمليانو مارتينيز، عقب فوز فريقه أمام مانشستر سيتي اليوم السبت (2 ـ 1) في الجولة 17 من الدوري الإنجليزي من فراغ، بل كان في صميم الحالة الراهنة التي يعيش على وقعها بطل أوروبا 2023 في الأشهر الأخيرة.
وفشل مانشستر سيتي، بطل إنجلترا 6 مرات في الأعوام السبعة الأخيرة في وضع حد لأزمة التخبط التي يعيشها، محليا وأوروبيا، بل تلقى خسارة جديدة هي الخامسة في آخر 7 مباريات في الدوري، والتاسعة في آخر 12 مواجهة خاضها في المسابقات كلها.
وفي الحقيقة، أصبح الفريق الذي عانى في بداية الموسم من غيابات لاعبيه جراء الإصابات، وأبرزهم الإسباني رودري صاحب الكرة الذهبية، لقمة سائغة في متناول الخصوم كلها، إذ بدأت أزمة النتائج أمام توتنهام في كأس الاتحاد، في أواخر أكتوبر الماضي، وبعدها بثلاثة أيام خسر أمام بورنموث (2 ـ1) للمرة الأولى في البريميرليغ لتكون تلك بداية الانهيار غير المسبوق في تاريخ مشاركات النادي بالمسابقة منذ أكثر من 32 عاما.
أرقام مدوّية ونتائج محبطة
وبحساب الأرقام، ودون اعتبار المسيرة المتعثرة لفريق المدرب الأسطوري بيب غوارديولا في دوري أبطال أوروبا (المركز 22 برصيد 8 نقاط بعد 6 مباريات)، دافع مانشستر سيتي خلال المباريات السبع الأخيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز عن 21 نقطة، لكنه لم يحصل إلا على 4 نقاط من فوز وتعادل و5 هزائم، أي أنه أهدر 17 نقطة كاملة في تلك الفترة بالذات.
أما على مستوى أرقامه بالتفصيل، فخلال أول 17 مباراة في الدوري أي قبل مباراتين من نهاية مرحلة الذهاب، حقق السيتي 8 انتصارات، وخسر 6 مرات وتعادل في 3 مناسبات.
كما بدت أرقامه الهجومية والدفاعية محبطة بالفعل ذلك أن شباكه تلقت 25 هدفا، وسجل 29 هدفا، فيما لم يحرز أي فوز خلال شهر نوفمبر وأول 3 أسابيع من الشهر الجاري.
وشهدت مسيرة بطل إنجلترا في آخر 4 أعوام، حالة من التخبط غير مسبوقة منذ سنوات طويلة، وتحديدا منذ انطلاق مسابقة "البريميرليغ" (الدوري الإنجليزي الممتاز) في موسم 1992 ـ 1993.
وخلال العقود الثلاثة الأخيرة عاش السيتي مواسم صعبة جدا، لكنه لم يعرف مثل هذه البداية المحبطة منذ أن حقق اللقب لأول مرة (نظام البريميرليغ) في موسم 2011 ـ 2012.
المقارنة لا تجوز
منذ أن توج السيتي، تحت قيادة الإيطالي روبرتو مانشيني بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2011 ـ 2012، لم يشهد الفريق الذي يحتل الآن المركز السادس برصيد 27 نقطة، مثل السقوط الحالي.
وخلال 14 موسما بالتمام والكمال، أنهى الفريق سباق الدوري في أسوأ الحالات في المركز الرابع، وهو أدنى ترتيب له منذ 2010، حيث كان مركزه موزعا كالتالي:
ـ 8 مرات : بطل الدوري
ـ 3 مرات : المركز الثاني
ـ مرتان : المركز الثالث
ـ مرة واحدة: المركز الرابع (2015 ـ 2016).
وشهدت مسيرة السيتي، تراجعا فرديا وجماعيا خلال الموسم الحالي، بعد أن كان الفريق حقق اللقب في 6 مناسبات خلال آخر 7 مواسم، وفرض سيطرته على كل المسابقات في موسم 2022 ـ 2023 عندما فاز بسداسية تاريخية حقق فيها 3 ألقاب محلية ولقبين أوروبيين بجانب كأس العالم للأندية.
على أنه لا بد من القول إن السيتي عاش بداية صعبة في الموسم 2021 ـ 2022، عندما وجد نفسه بالفعل في المركز السادس بعد 13 مباراة برصيد 23 نقطة، بعيدا عن المتصدر آنذاك ليفربول (28 نقطة) لكنه أحرز اللقب في نهاية المطاف.
لكن تلك المقارنة قد لا تجوز، ذلك أن الموسم الحالي بلغ نصفه تقريبا، كما أن السيتي يبتعد بفارق كبير عن ليفربول قد يصل إلى 15 نقطة في حال انتصار رفاق محمد صلاح في مباراتيهما المقبلتين للتساوي في عدد المواجهات.
المركز 18 قبل 25 عاما
وللعثور على أسوأ ترتيب لمانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي، خلال السنوات العشرين الأخيرة، لا بد من العودة إلى موسم 2005 ـ 2006، عندما أنهى الفريق السباق في المركز 15 في الموسم الذي أحرز فيه تشيلسي اللقب تحت قيادة جوزيه مورينيو.
وفي الموسم الموالي أنهى الفريق سباق البريميرليغ في المرتبة 14 فيما أحرز مانشستر يونايتد في ذلك العام لقبه عدد 16.
وتحسنت أوضاع السيتي شيئا فشيئا، إذ أنهى موسم 2007 ـ 2008 في المركز التاسع وفي الموسم الموالي أنهى الدوري عاشرا، ثم تحصل على المركز الخامس في 2009 ـ 2010 وهو أسوأ ترتيب يعرفه في الأعوام العشرين الأخيرة.
وتاريخيا، تحصل مانشستر سيتي على المركز 18 وهبط لدوري التشامبيون شيب في موسم 2000 ـ 2001، ليكون ذلك الموسم هو الأكثر وطأة والأشد دمارا للنادي في تاريخ مشاركاته في البريميرليغ قبل أن ينجح في العودة سريعا بعدما تصدر ترتيب التشامبيون شيب في 2001 ـ 2002.