شكّل قرار محمود الخطيب بعدم الترشح لولاية جديدة على مقعد رئيس النادي الأهلي صدمة كبيرة داخل أروقة القلعة الحمراء.
الرجل الذي قاد النادي لـ8 سنوات متواصلة، أعلن رحيله في بيان رسمي دعا فيه أعضاء الجمعية العمومية إلى المشاركة في الانتخابات المقبلة، مؤكدًا أن قراره جاء استجابة لتوصيات الأطباء بضرورة الابتعاد عن الضغوط وبدء مرحلة علاجية جديدة.
الخطيب الذي انتُخب رئيسًا عام 2017 وجددت له الثقة في انتخابات 2021، قال إنه يترك النادي وهو في أوج تألقه على كل المستويات الرياضية والإدارية والإنشائية.
بيانه حمل نبرة امتنان وشكر، لكنه في الوقت نفسه فتح باب التساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء خروجه المفاجئ من المشهد.
الخطيب تحدث في بيانه بوضوح عن حالته الصحية ورغبة الأطباء في ابتعاده عن الأعباء اليومية، لكن مصادر قريبة من المشهد الانتخابي تشير إلى أن هناك أسبابًا أخرى أكثر عمقًا دفعت أسطورة الأهلي لقرار الاعتذار.
مع بروز أسماء ثقيلة مثل ياسين منصور الذي بدأ بالفعل في تشكيل قائمة انتخابية قوية، واهتمام رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة بدراسة الترشح، ارتفعت حدة المنافسة قبل أن تبدأ.
إضافة إلى ذلك، تعالت أصوات داخل النادي، بينها نجم الفريق السابق حسام غالي، تعارض استمرار الخطيب.
هذه المعطيات جعلت فرص الخطيب في الفوز بولاية ثالثة محل شك، وهو ما لم يرغب في مواجهته.
الخطيب يعتبر نفسه أيقونة النادي الأهلي، سواء كلاعب صنع التاريخ أو كرئيس قاد الفريق لتحقيق سلسلة من البطولات الكبرى.
الخسارة في انتخابات بهذا الحجم وفي هذه المرحلة العمرية كانت ستؤثر سلبًا على صورته كرمز وأسطورة، وهو ما أراد تجنبه حتى لا يخرج من الباب الخلفي.
اختيار الخطيب التوقيت لم يكن عبثيًا، فالأهلي يعيش حاليًا واحدة من أفضل فتراته على مستوى البطولات، حيث حصد الفريق الأول لكرة القدم خلال ولايته 6 ألقاب دوري، 4 دوري أبطال أفريقيا، 6 كأس السوبر المصري، 2 كأس مصر، 2 كأس السوبر الإذفريقي، بطولة إفريقيا والمحيط الهادي، إضافة إلى 3 برونزيات في كأس العالم للأندية.
إلى جانب الإنجازات في الألعاب الأخرى والإنشاءات والمشاريع الكبرى مثل ستاد الأهلي.
الخروج في هذه اللحظة يعني أن أي رئيس جديد سيجد نفسه في مقارنة صعبة مع إرث ثقيل من النجاحات، ما يجعل اسم الخطيب حاضرًا بقوة وكابوسًا يطارد من يخلفه.