logo
رياضة

معركة قديمة تتجدد.. هل حان موعد انتقام سلوت من سيميوني؟

سيميوني وآرني سلوتالمصدر: منصة X

لم تعد المسألة تتعلق بقرعة أو تكهنات، فالانتظار قد انتهى، الليلة، الأربعاء السابع عشر من سبتمبر، ليست مجرد ليلة من ليالي دوري أبطال أوروبا، بل هي موعد لتصفية حساب قديم، وفصل جديد في ملحمة شخصية بدأت منذ سنوات. 

على مسرح الأضواء الكاشفة، تتجه الأنظار نحو الخط الجانبي، حيث يقف رجلان يمثلان فلسفتين مختلفتين تماما في كرة القدم، رجلان بينهما تاريخ من الأزمات: آرني سلوت، مدرب ليفربول، ودييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد.

هذه المواجهة ليست مجرد صراع على 3 نقاط، بل هي حرب تكتيكية ونفسية باردة، والأهم من ذلك، هي ليلة الانتقام الذي طال انتظاره.

أخبار ذات علاقة

مباراة بنفيكا وكارباغ في دوري أبطال أوروبا

أول مفاجأة مدوّية في دوري أبطال أوروبا

شرارة بدأت بدفعة ووعد بالثأر

لكي نفهم عمق العداوة التي ستتجلى الليلة، يجب أن نعود بالزمن إلى مباراة ودية في صيف 2021، هناك، على خط التماس، فقد دييغو سيميوني، المايسترو الأرجنتيني المعروف بشخصيته النارية وعواطفه الجياشة، أعصابه بشكل غير معهود وقام بدفع آرني سلوت. 

هذه اللقطة لم تكن مجرد احتكاك عابر، بل كانت لقطة جسّدت الصدام بين هدوء سلوت النسبي ونيران سيميوني المشتعلة، وكانت الشرارة الأولى التي أشعلت النار بين المدربين.

لم تنطفئ هذه النار، بل زادت اشتعالا في دوري الأبطال عام 2023، حينها، كان أتلتيكو مدريد بقيادة سيميوني الطرف الأقوى بوضوح، وتمكن من فرض أسلوبه والفوز على فينورد الذي كان يقوده سلوت.

لكن الهزيمة لم تكن نهاية القصة بالنسبة للمدرب الهولندي، فبحسب ما رواه سيميوني بنفسه في مؤتمر صحفي لاحق، اقترب منه سلوت بعد المباراة وهمس في أذنه بوعد يحمل في طياته تهديدا رياضيا صريحا: "لقد قال لي إنه لو تقابلنا مجددا، سيهزمني هزيمة لن أحبها"، كان وعدا بالثأر، ظل يتردد في الأذهان منتظرا اللحظة المناسبة. واللحظة هي الليلة.

أخبار ذات علاقة

احتفال لاعبي ريال مدريد

ريال مدريد يعبر مفاجآت مارسيليا في دوري أبطال أوروبا (فيديو)

أخبار ذات علاقة

مباراة أتلتيك بلباو ضد آرسنال في دوري أبطال أوروبا

آرسنال يقهر أتلتيك بلباو في عقر داره بدوري أبطال أوروبا (فيديو)

الصياد الذي تحول إلى فريسة

لطالما بنى سيميوني أسطورته على كونه "الصياد"، هو المدرب الذي أتقن فن تحويل فريقه إلى كابوس مرعب لأعتى أندية أوروبا، بأسلوبه الدفاعي الشرس وروحه القتالية التي ترفض الاستسلام؛ إذ كان "التشولو" يخنق منافسيه، يجرهم إلى معاركه البدنية المظلمة التي لا يبرع فيها سواه، ويقتنص الانتصارات الصعبة.

كان هو من يوزع الكوابيس على الفرق المرصعة بالنجوم ويجعلها تبدو عاجزة. في مواجهته الأخيرة ضد سلوت، كان سيميوني في بيئته المألوفة: الطرف الأقوى الذي يفرض إرادته ويخرج منتصرا.

 

 

لكن الليلة، انقلبت الطاولة بشكل درامي وكامل، الأدوار تبدلت تماما، والسيناريو تغير 180 درجة، سيميوني لم يعد الصياد، بل هو الذي يأتي بصفة "الفريسة" المحتملة إلى ملعب تحول إلى قلعة مرعبة وجحيم للخصوم. 

هو الذي يواجه فريقا قويا، آلة هجومية لا ترحم، تمارس ضغطا خانقا وتلعب كرة قدم كاسحة. لأول مرة في تاريخ مواجهاتهما، يدخل سيميوني وهو الطرف الذي من المفترض أن تهاجمه الكوابيس، لا أن يصنعها. عليه أن يجد ترياقا لأسلوب لعب يبدو وكأنه صُمم على نحو خاص لتفكيك منظومته الدفاعية التي كانت يوما ما حصنا منيعا.

 

 

السؤال الآن لم يعد "هل يستطيع سيميوني صناعة كابوس جديد؟"، بل أصبح "هل سيتمكن من النجاة من الكابوس الذي أعده له سلوت على مدار عامين؟".

إنها ليلة تحمل ثأرا قديما، وموعدا للوفاء بوعد قُطع في لحظة هزيمة. فهل ينفذ سلوت تهديده ويقدم لسيميوني تلك الهزيمة المرة "التي لن يحبها"؟ أم أن الصياد العجوز، رغم كل الظروف المعاكسة، ما زال يملك حيلة أخيرة في جعبته ليثبت أن الكوابيس لا تزال من اختصاصه هو فقط؟ الإجابة ستُكتب خلال التسعين دقيقة القادمة، في معركة ستكون فيها العيون على المدربين أكثر من اللاعبين.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC