انفجر الشاب اليافع لامين يامال كإحدى أبرز المواهب في سماء كرة القدم الإسبانية، لكن بريقه اللافت صاحبه شرارة مبكرة من الاشتباكات الكلامية والجدالات عبر منصات التواصل الاجتماعي مع خصومه.
يبدو أن النجم الصاعد قد تبنى، عن قصد أو غير قصد، نهج "الهجوم خير وسيلة للدفاع"، ربما انطلاقاً من قناعة بأنه سيقع تحت مجهر الانتقادات والتقليل من شأنه بغض النظر عن سلوكه.
ما يحدث مع الأسطورة ليونيل ميسي حالياً، والذي طالما عُرف بكونه خصماً وديعاً ومسالماً طوال مسيرته الكروية، لكنه لم يسلم من سهام النقد والهجوم، قد يكون خير دليل على أن النجومية تجلب معها حتماً الأضواء الساطعة والعيون المنتقدة.
@eremsports قال عنه مهاجر .. إسبانيا تعاقب مشجعا قاصرا وجه عبارات عنصرية ليامال #sportsontiktok
♬ original sound - إرم سبورت - Erem Sports
الأمر ذاته ينطبق على كريستيانو رونالدو، لكن مسار الأخير اتخذ منحى مختلفاً، حيث اعتاد "الدون" على تحويل الانتقادات والهجوم إلى وقود يغذي طموحه ويدفعه لتقديم الأفضل.
وقد يكون هذا هو ما يفعله يامال على صعيد معين، حيث صرح بنفسه بأن أصدقاءه يرسلون له تصريحات المنافسين لاستفزازه وتحفيزه لتقديم أفضل ما لديه في الملعب.
لكن في ظل هذه البداية المشحونة، يصبح تدخل نادي برشلونة أمراً حتمياً "لترويض" هذه الشرارة المبكرة وحماية الموهبة الفذة من الانزلاق في مسارات قد تعيق مسيرته.
إليكم 6 أشياء تجبر النادي الكتالوني على التحرك.
الحفاظ على الصورة المؤسسية
يمثل لامين يامال واجهة لنادي برشلونة، وأي سلوكيات سلبية تصدر منه تنعكس بشكل مباشر على صورة النادي وقيمه.
الانخراط في جدالات مستمرة أو تبادل الاتهامات مع المنافسين قد يسيء إلى هذه الصورة، خاصة وأن برشلونة يسعى دائماً لتقديم نفسه كنموذج للأخلاق الرياضية.
@eremsports إعجاب يثير التساؤلات.. علاقة محتملة بين يامال وأجمل لاعبة بالعالم #sportsontiktok
♬ original sound - إرم سبورت - Erem Sports
تجنب الإيقافات والعقوبات
قد يؤدي الانفعال الزائد والرد على استفزازات المنافسين إلى حصول يامال على بطاقات صفراء أو حمراء، مما يعرض الفريق لخسارة جهوده في مباريات حاسمة.
بالإضافة إلى ذلك، قد يتعرض لعقوبات انضباطية من قبل رابطة الليغا أو الاتحاد الإسباني لكرة القدم بسبب تصريحات غير لائقة أو سلوكيات غير رياضية.
الانشغال بالصراعات الجانبية قد يصرف انتباه يامال عن الشيء الأهم وهو تطوير مستواه الفني والبدني. يجب على اللاعب الشاب أن يركز طاقته وجهده في التدريبات والمباريات لكي يرتقي بمستواه ويصبح لاعباً متكاملاً، بدلاً من تشتيت ذهنه في معارك كلامية لا طائل منها.
حماية اللاعب من الضغوط
النجومية المبكرة تحمل معها ضغوطاً هائلة، والانخراط في صراعات مع الجماهير أو اللاعبين المنافسين يزيد من هذه الضغوط على يامال.
يجب على برشلونة أن يوفر له بيئة داعمة تساعده على التعامل مع هذه الضغوط بشكل صحي، وأن يوجهه نحو التركيز على أدائه داخل الملعب.
تجنب تكرار سيناريوهات سلبية
شهدت كرة القدم العديد من المواهب الشابة التي لم تستطع تحقيق كامل إمكاناتها بسبب سلوكياتها الخارجة عن الملعب أو انشغالها بالصراعات الجانبية، يجب على برشلونة أن يتعلم من هذه الدروس وأن يتخذ خطوات استباقية لحماية يامال من الوقوع في الأخطاء نفسها.
توجيه طاقاته نحو الإيجابية
بدلاً من استغلال الانتقادات كحافز سلبي، يجب توجيه يامال نحو استلهام الإيجابية من الدعم الهائل الذي يحظى به من جماهير برشلونة وزملائه في الفريق.
يمكن للنادي أن يساعده في تطوير آليات للتعامل مع الضغوط والانتقادات بطريقة بناءة، وتحويل تركيزه نحو تقديم أفضل ما لديه لإسعاد الجماهير وتحقيق الألقاب مع الفريق.
ختاما، موهبة لامين يامال لا شك فيها، لكن صقل هذه الموهبة لا يقتصر فقط على الجانب الفني داخل الملعب، بل يمتد ليشمل النضج الذهني والقدرة على التعامل مع ضغوط النجومية والانتقادات.
تدخل برشلونة في هذا الوقت المبكر سيكون بمثابة استثمار حقيقي في مستقبل اللاعب والنادي على حد سواء، وسيساعد في توجيه هذا النجم الصاعد نحو المسار الصحيح ليصبح أسطورة كروية بحق.