شهدت النسخة الحالية من بطولة كأس العالم للأندية المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية تألقا لافتا لنادي الهلال السعودي، الذي نجح في تحقيق إنجاز تاريخي ببلوغه الدور ربع النهائي من البطولة.
هذا الإنجاز وضع النادي الأهلي المصري في موقف لا يحسد عليه، خاصة مع الأداء المتواضع الذي قدمه في البطولة والاحتفالات التي تزامنت مع تلك المشاركة.
مسيرة الهلال المذهلة نحو ربع النهائي
الهلال، الذي صعد إلى ثمن النهائي كوصيف لمجموعته التي ضمت أندية عريقة مثل ريال مدريد الإسباني، وريد بول سالزبورغ النمساوي، وباتشوكا المكسيكي، استطاع أن يتجاوز مرحلة المجموعات بنجاح.
لم يتوقف طموح "الزعيم" عند هذا الحد، بل واصل مسيرته المذهلة بإقصاء بطل أوروبا السابق، مانشستر سيتي الإنجليزي، في مباراة ماراثونية انتهت بفوز الهلال بأربعة أهداف مقابل ثلاثة.
هذا الانتصار المستحق لم يأتِ بمحض الصدفة، بل كان نتاج تنظيم تكتيكي رفيع المستوى وروح قتالية عالية أظهرها لاعبو الفريق طوال المباراة.
القيمة السوقية ليست كل شيء
صحيح أن ميزانية نادي الهلال وصفقاته تفوق نظيرتها في العديد من الأندية المنافسة في البطولة، إلا أن الإنجاز الذي تحقق لا يمكن اختزاله في مجرد قيمة سوقية.
الهلال قدم أداءً مشرفا بكل المقاييس، متجاوزا بطلا أوروبيا قويا في مباراة شهدت ندية وإثارة حتى الثواني الأخيرة.
ما يثير الإعجاب بشكل خاص هو أن هذا الإنجاز تحقق بهدوء وبعيدا عن أي ضجيج أو تبريرات تتعلق بفارق الإمكانيات أو التمثيل المشرف، بل كان التركيز الكامل على أرض الملعب وتحقيق أفضل النتائج.
الأهلي في ذيل المجموعة واحتفالات غير مبررة
في المقابل، ودع النادي الأهلي المصري منافسات كأس العالم للأندية من دور المجموعات، محتلًا المركز الأخير في مجموعته التي ضمت إنتر ميامي الأمريكي وبورتو البرتغالي.
وعلى الرغم من الخروج المبكر، شهدت الأيام الماضية احتفالات مبالغا فيها من جانب جماهير وبعض مسؤولي النادي الأهلي، خاصة بعد التعادل المثير الذي تحقق في آخر مباريات الفريق أمام بورتو بنتيجة 4-4.
مقارنة تضع الأهلي في موقف صعب
هذا الاحتفال المبالغ فيه يبدو في غير محله إذا ما قورن بأداء ونتائج الأندية العربية الأخرى في البطولة، وعلى رأسها الهلال.
فبينما كان الهلال يحقق انتصارات مستحقة ويتأهل إلى مراحل متقدمة، كان الأهلي يقبع في ذيل مجموعته ويقدم مستويات باهتة في معظم فترات مبارياته.
حتى التعادل أمام بورتو، الذي تم الاحتفال به بشكل كبير، جاء أمام فريق أوروبي قدم مستويات أقل من المتوقع في البطولة، وهو ما يجعله ثاني أسوأ فريق عربي في كل المجموعات تقريبا من حيث النتائج والأداء.
الهلال نموذج يحتذى به
إن الإنجاز الذي حققه الهلال بكسر حاجز التوقعات والتأهل إلى ربع نهائي كأس العالم للأندية، بل والإطاحة ببطل أوروبا، يضع النادي الأهلي المصري في "حرج شديد".
فبينما يحتفل الأخير بتعادل في مباراة ختامية بعد خروج مبكر، يقدم الهلال نموذجا للندية والتفوق، مؤكدا أن العمل الجاد والتنظيم المحكم هما مفتاح تحقيق الإنجازات بغض النظر عن حجم الميزانيات.
ختاما، يبقى إنجاز الهلال في كأس العالم للأندية مصدر فخر للكرة السعودية والعربية، ودرسا يجب أن يتعلم منه الجميع في كيفية التركيز على الأداء والنتائج بدلًا من الانشغال بمبررات واهية أو احتفالات لا تتناسب مع حجم الإنجاز المحقق.
