فجّر مجلس إدارة نادي الزمالك موجة غضب واسعة بين جماهيره، بعد سلسلة من القرارات والتصرفات التي أثارت الجدل داخل القلعة البيضاء، في وقت يعيش فيه النادي واحدة من أكثر فتراته توتراً على المستويين الرياضي والإداري.
فريق الكرة الذي كان متصدراً جدول الدوري الممتاز، تراجع بشكل مفاجئ بعد تعادل مخيب أمام الجونة، ثم خسارة ثقيلة أمام الأهلي، أعقبها تعادل جديد أمام غزل المحلة، ليفقد الفريق توازنه ويبتعد عن القمة التي كان يسيطر عليها منذ الجولات الأولى.
ويستعد الزمالك حالياً لمواجهة البنك الأهلي مساء الخميس المقبل على استاد القاهرة الدولي، ضمن منافسات الجولة الثانية عشرة من بطولة الدوري المصري الممتاز، في لقاء يحمل منعطفًا جديدًا في علاقة جماهير الزمالك بالبلجيكي يانيك فيريرا.
على الجانب الإداري، تتزايد الأزمات المالية داخل النادي بعد قرار الدولة بسحب أرض فرع 6 أكتوبر، وهو المشروع الذي كان يعوّل عليه المجلس كمصدر رئيسي لإنعاش خزينة النادي وتسوية جزء من الديون المتراكمة.
في ظل هذه الأوضاع المتشابكة، جاءت 3 تصرفات مثيرة من إدارة النادي لتفجر الغضب الجماهيري بشكل أكبر.
تلقى الزمالك صدمة قاسية بعد قرار الاتحاد الأفريقي لكرة اليد بحرمان فريقه من المشاركة في بطولة إفريقيا للأندية لمدة موسمين متتاليين، إلى جانب توقيع غرامة مالية قدرها 25 ألف يورو.
العقوبة جاءت نتيجة انسحاب الفريق من النسخة الماضية التي كان مقرراً إقامتها في المغرب، رغم إتمام إجراءات القرعة، وهو ما اعتبره الاتحاد الإفريقي تصرفاً غير احترافي من نادٍ يملك تاريخاً طويلاً في اللعبة.
هذا القرار يمثل ضربة موجعة لفريق "كوماندوز اليد" صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب، والذي كان يعوّل على البطولة للعودة إلى الواجهة القارية بعد تراجع نتائجه محلياً.
كما زادت الغرامة المالية من الضغوط الواقعة على النادي الغارق في أزمات مالية متلاحقة.
أصدر مجلس إدارة الزمالك بياناً رسمياً يهنئ فيه أحمد دياب، رئيس رابطة الأندية، بعد فوزه برئاسة لجنة الشباب والرياضة في مجلس الشيوخ، إلى جانب تهنئة كل من الإعلامي سيف زاهر وهاني العتال لتولي منصبي وكيلي اللجنة.
البيان حمل نبرة رسمية إيجابية، لكن رد فعل الجماهير كان عكس ذلك تماماً.
فالعلاقة بين جماهير الزمالك وأحمد دياب متوترة منذ الموسم الماضي، حين قررت رابطة الأندية خصم 3 نقاط فقط من الأهلي بعد انسحابه أمام الزمالك، بينما جرى في مواسم سابقة خصم 6 نقاط كاملة من الزمالك في مواقف مشابهة.
هذا القرار ساهم حينها في حسم الدوري لصالح الأهلي، ما اعتبره جمهور الزمالك ظلماً واضحاً، وسبباً في لجوء بيراميدز إلى المحكمة الرياضية.
لذلك جاءت تهنئة المجلس لأحمد دياب صادمة للكثير من المشجعين الذين رأوا فيها تناقضاً مع موقفهم من الرجل.
المدرب البلجيكي يانيك فيريرا دخل هو الآخر في دائرة الجدل، بعد أن اتهمته الجماهير بتكرار الأخطاء التكتيكية التي أفقدت الفريق نقاطاً ثمينة في سباق الدوري، وأدت إلى فقدانه الصدارة.
وبينما طالبت فئة كبيرة من الجماهير بإقالته، عقد رئيس النادي حسين لبيب اجتماعاً معه بحضور المدير الرياضي جون إدوارد، انتهى بتجديد الثقة في المدرب، وهو القرار الذي فجّر موجة غضب جديدة، خاصة في ظل تراجع أداء الفريق.