في إنجاز جديد يضاف إلى مسيرته الكروية المذهلة، تُوِّج الدولي المصري محمد صلاح، نجم نادي ليفربول، بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا عن الموسم الماضي، والمقدمة من رابطة اللاعبين المحترفين (PFA).
جاء هذا التكريم تتويجًا لموسم استثنائي قدم فيه صلاح أداءً فرديًا رفيع المستوى، حيث تصدر قائمة هدافي الدوري الإنجليزي وأكثر اللاعبين صناعة للأهداف.
وبينما احتفل العالم بهذا الإنجاز المستحق، لاحظ المتابعون والجماهير غياب شخصية مهمة عن الحفل، وهي زوجته السيدة ماجي صادق، ما أثار تساؤلات عديدة حول سبب عدم حضورها في هذه اللحظة الفارقة.
غياب ملحوظ وتساؤلات الجماهير
اعتاد الجمهور رؤية زوجة محمد صلاح وابنتيه، مكة وكيان، في مناسبات كروية مهمة، خاصة في نهاية المواسم على أرض ملعب "آنفيلد"، حيث يشاركن صلاح احتفالاته بالجوائز الفردية مثل الحذاء الذهبي.
هذه الإطلالات العائلية أصبحت تقليدًا سنويًا ينتظره المشجعون، لما تعكسه من دفء ودعم أسري يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من قصة نجاح صلاح.
لهذا السبب، كان غيابها عن حفل رسمي ومهم مثل حفل رابطة اللاعبين المحترفين ملحوظًا، ففي الوقت الذي حضر فيه صلاح بمفرده لاستلام إحدى أرفع الجوائز الفردية في كرة القدم الإنجليزية، بدأت التكهنات والأسئلة تنتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، هل كان هناك سبب طارئ؟ أو أن الأمر يعكس شيئًا آخر؟
تفسير الغياب: بين الخصوصية وطبيعة الحدث
رغم عدم وجود تصريح رسمي من محمد صلاح أو زوجته يوضح سبب الغياب، فإن التفسير الأكثر منطقية وقبولًا يعود إلى الطبيعة الشخصية للسيدة ماجي صادق وقرار الأسرة الثابت بإبقاء حياتهم الخاصة بعيدة قدر الإمكان عن وهج الإعلام والأضواء.
من المعروف عن زوجة صلاح أنها تفضل دائمًا البقاء بعيدًا عن الكاميرات والمقابلات الصحفية، شخصيتها الهادئة والكتومة جعلتها تختار دعم زوجها من خلف الكواليس، وتوفير بيئة أسرية مستقرة له، وهو ما أشار إليه صلاح نفسه في أكثر من مناسبة، معتبرًا أن هذا الاستقرار هو أحد أهم أسرار تألقه في الملاعب.
هناك فارق جوهري بين الظهور في احتفال عائلي على أرض الملعب وسط آلاف المشجعين في بيئة عمل زوجها، وبين حضور حفل رسمي يعج بالإعلاميين والمشاهير ويتطلب بروتوكولات معينة.
يبدو أن ماجي صادق تفضل النوع الأول من الاحتفالات، التي تكون أكثر عفوية وأقل رسمية، وتعتبرها جزءًا من الأجواء العائلية لنادي ليفربول، بينما تختار الابتعاد عن الفعاليات الإعلامية البحتة التي لا تشعر بالراحة فيها، وقد ظهر ذلك في مناسبات سابقة مشابهة.
ختامًا، يمكن القول إن غياب زوجة محمد صلاح عن حفل تتويجه لم يكن مؤشرًا على أي شيء سلبي، بل هو تأكيد جديد على المبادئ التي تتبعها الأسرة في الحفاظ على خصوصيتها.
إنها رسالة واضحة بأن الدعم لا يتطلب بالضرورة الحضور في كل مناسبة أمام الكاميرات، بل يكمن في توفير السند والهدوء اللذين يحتاجهما أي رياضي عالمي للوصول إلى القمة.
وهكذا، يظل غيابها قرارًا شخصيًّا يستحق الاحترام، ويعكس رغبة أصيلة في التمييز بين الحياة العامة والحياة الخاصة، وهو التوازن الصعب الذي نجح محمد صلاح وعائلته في تحقيقه بامتياز.