تعرض ريال مدريد للخسارة الثانية على التوالي بعد سقوطه أمام ميلان بثلاثة أهداف لهدف وحيد في لقاء الجولة الرابعة من دور مجموعات دوري أبطال أوروبا على ملعب "سانتياغو برنابيو" بسقف مغلق، تمامًا كليلة فوز برشلونة برباعية نظيفة، السبت قبل الماضي.
جاءت تلك الهزيمة لتؤكد أن قبطان سفينة ريال مدريد الناجحة قد تسبب في إغراقها وهي كانت صلبة كسفينة "تيتانيك" الشهيرة، والربان هنا ليس كارلو أنشيلوتي، بل فلورنتينو بيريز، الذي لطالما وصفه المدرب الإيطالي بهذا الوصف.
ماذا فعل بيريز؟ وما الأخطاء التي وقع فيها في السنوات الماضية وتسببت في الحالة التي يمر بها الملكي في الوقت الحالي؟ ذلك ما نرصده في التقرير الآتي.
خطأ بيريز مع موراتا
يعد رحيل ألفارو موراتا عن ريال مدريد هو أحد أخطاء فلورنتينو بيريز، الذي لم يترك الإسباني الدولي حامل لقب كأس الأمم الأوروبية مرة واحدة، بل مرتين.
نجح موراتا في التسجيل في شباك ريال مدريد بقمصان كافة الفرق التي لعب لها إلا تشيلسي، فقد فعلها مع يوفنتوس وأتلتيكو مدريد ومؤخرًا مع ميلان.
لم يكن موراتا ليصبح هو المهاجم الأساسي الذي سيحب ريال مدريد أن يلعب له لسنوات طويلة، لكنه كان يستطيع أن يلعب دور الرجل الثاني في مراحل عديدة في وجود كريم بنزيما وبعد رحيله حتى بدلًا من استقدام خوسيلو الموسم الماضي.
أضعف الإيمان، كان ريال مدريد سيأمن شر موراتا وأهدافه التي سجلها فيهم على الأقل، حتى لو لم يستفد منه قط في صفوفه.
صفقات ثأرية
أراد فلورنتينو بيريز أن يثبت لباريس سان جيرمان علو كعب ريال مدريد عليهم فيما يتعلق بالصفقات بعدما أخفق بضع مرات في ضم كيليان مبابي من صفوفهم.
وبدلًا من الذهاب إلى صفقات يحتاجها ريال مدريد وتتفق مع شكل الفريق وطلباته، ذهب لضم الثنائي إدواردو كامافينغا وأوريليان تشواميني.
لاعب رين كان هدفًا أساسيًّا لباريس، كذلك الوضع بالنسبة إلى أوريليان تشواميني القادم من موناكو، ودفع الملكي نحو 160 مليون يورو في الصفقتين على موسمين، لكنهما لم يرتقيا مطلقًا للمستويات التي انتظرتها جماهير ريال مدريد، ولا تنقطع أخبار رحيل أحدهما عن وسائل الإعلام.
مراهقة صفقة مبابي
كانت صفقة ضم كيليان مبابي إلى صفوف ريال مدريد بعد كل تلك المحاولات الفاشلة هي بمثابة علامة واضحة على مراهقة فلورنتينو بيريز وضعفه عندما يتعلق الأمر بضم النجوم الكبار، بغض النظر عن حاجة الملكي إليهم.
كان مبابي هو الصفقة الأقل التي يحتاجها ريال مدريد في الصيف الماضي، في ظل النجاحات الكبيرة التي حققها الفريق في الموسم السابق في غيابه، وفي ظل الانسجام الواضح لخط هجوم ريال مدريد والدور الرائع لجود بيلينغهام.
كل ذلك اختفى فجأة لمجرد قدوم مبابي وليس في هذا أي شيء من التقليل بالنجم الفرنسي، لكنه فقط لم ينجح حتى هذه اللحظة في الارتقاء للمستويات التي جاء من أجل تقديمها سواء أمام برشلونة أو ميلان أو ليل وغيرها.
لا يكفي لصفقة لطالما حلمت بها جماهير ريال مدريد أن تسجل الأهداف في إسبانيول وخيتافي من ركلات الجزاء وتعتبر ذلك نجاحًا، هو ليس فشلًا بالتأكيد، على الأقل ليس بعد، لكنه ليس المطلوب منه.
تجاهل المراكز الضعيفة
لا يخفى على أحد أن ريال مدريد يعاني مشاكلَ كبيرة على مستوى خط الدفاع، وكان في حاجة لتدعيم مناسب في خط الوسط بعد رحيل توني كروس.
تجاهل فلورنتينو بيريز لتلك المشاكل وتركيزه على صفقة مبابي، وتأجيله لصفقة ضم مهاجم قبلها بعام واحد من أجل الفرنسي لا يدل إلا على المزيد من مراهقة الصفقات بالنسبة لرئيس الملكي.
مركز الظهير الأيمن لا يجد الآن سوى لوكاس فاسكيز، وميندي لا يقدم أفضل مستوياته في مركز الظهير الأيسر، وقلبا الدفاع أحدهما عائد من الإصابة بأقل من نصف مستوياته وهو إيدير ميليتاو، والآخر أنطونيو رودريغر لا يبدو أنه يعرف الطريق لمستواه الذي قدمه في الموسم الماضي بعد.
كل تلك المراكز كانت في حاجة لدعم فوري في الصيف الماضي مع كثرة الإصابات والغيابات المتكررة من الموسم المنصرم، لكن بيريز تجاهل كل ذلك وقرر التفرغ لإغراق سفينة ريال مدريد الناجحة.