لم يكن يتخيل أكثر المتشائمين من جماهير ليفربول أن يبدأ الموسم الجديد للمدرب الهولندي آرني سلوت بهذا الشكل.
بعد صيف من الإنفاق الكبير والتعاقدات التي وصفت بـ"النوعية" لسد ثغرات الموسم الماضي، تجد كتيبة "الريدز" نفسها في موقف لا تحسد عليه، حيث الأداء باهت والنتائج متذبذبة، لدرجة أن "شهر العسل" بين المدرب الجديد والمدرجات انتهى بعد عام واحد فقط.
بداية متعثرة وضغوط جماهيرية
الهمسات التي بدأت خجولة في المدرجات، تحولت الآن إلى نقاشات علنية على منصات التواصل الاجتماعي، تقودها حسابات جماهيرية إنجليزية كبرى ومؤثرة.
إحدى التغريدات من حساب جماهيري شهير لليفربول لخصت المشهد بدقة، قائلة ما معناه: "لا أطالب بإقالته، ولكن يجب أن يكون تحت ضغط شديد في الشهر أو الشهرين المقبلين".
يكمن لب المشكلة، كما يراها المشجعون، في المفارقة الصارخة بين حجم الإنفاق وجودة الأسماء الجديدة، وبين العجز الواضح على أرض الملعب.
وتابع الحساب الجماهيري الشهير التعبير عن هذا الإحباط، مشيراً إلى أنه: "لا يمكنك أن تنفق كل هذا المال، وتحصل على كل هؤلاء اللاعبين، ثم لا تملك أي فكرة عن كيفية استخدامهم، أو ما هي التشكيلة التي يجب أن تلعب بها"، هذا هو لسان حال قطاع عريض من الجماهير التي تشعر أن الأمور لا تسير كما يجب أن تكون.
ظل كلوب يخيم على آنفيلد
هذا العجز التكتيكي الملموس، فتح الباب أمام "المسكوت عنه"، وهو السؤال الذي كان الجميع يتجنب طرحه احتراماً لإرث المدرب السابق: ماذا لو كان يورغن كلوب هو من يقود هذا الفريق؟
لم تعد المقارنة تقتصر على الحنين إلى الماضي، بل تحولت إلى غضب من الحاضر، العبارة الأكثر قسوة في التغريدة كانت تتساءل: "تخيل لو كان كلوب يملك هذا المال لإنفاقه"، هذه النقطة بالتحديد هي ما تتحدث عنه الجماهير الآن. يتخيلون ماذا كان سيفعل العبقري الألماني بهذه الصفقات الجديدة، وكيف كان سيحول هذه التشكيلة إلى آلة لا تقهر. ففي نظرهم، يمتلك ليفربول حالياً فريقاً "يحلم به أي مدرب في العالم".
العودة المستحيلة.. هل تتحول إلى واقع؟
هنا يبرز الطرح الأكثر جرأة، والذي بدأ كأمنية والآن يتم تناوله كاحتمال غير مستبعد، هل يعود يورغن كلوب؟.
قد يبدو الأمر ضرباً من الخيال، فالمدرب الألماني رحل بحثاً عن الراحة، لكن المعطيات تتغير. يرى محللون من قلب المدرجات أن فكرة عودة كلوب لقيادة ليفربول بهذه المجموعة من اللاعبين ليست مستبعدة تماماً.
المنطق بسيط، إذا استمر سلوت في مسلسل الخسائر، فإن رحيله سيصبح حتمياً، وفي هذه الحالة، من هو أكثر واحد يستطيع إنقاذ ليفربول؟ الإجابة دائماً هي يورغن كلوب.
الدافع هذه المرة مختلف، كلوب يعرف النادي جيدًا، ولكنه سيعود ليجد فريقاً جاهزاً ومدججاً بالنجوم الذين لم يحظَ بفرصة تدريبهم.
قد يحتاج فقط إلى لمسات بسيطة في الخط الخلفي، في ظل تراجع مستوى كوناتي وفان دايك، ربما بالتعاقد مع مدافع مثل مارك غويهي أو جوناثان تاه، لتكتمل المنظومة.
في النهاية، يبدو أن آرني سلوت لا يصارع فقط من أجل تحقيق النتائج، بل يصارع شبحاً هائلاً تركه يورغن كلوب.
وبينما بدأت الجماهير فعلياً في مناقشة مستقبل سلوت، فإن فكرة عودة "الزعيم" الألماني إلى آنفيلد، والتي كانت مجرد حلم، بدأت تفرض نفسها كحل منطقي، وربما وحيد، لإنقاذ الموسم.